تحليل إخباري: راشد الغنوشي يفصح عن خطة حركة النهضة لـ 2019 قرابين النهضة لرئيس الدولة مقابل ...

الكلمة التي أدلى بها رئيس حركة النهضة على منبر الجمعية التي يرأسها صهره «مركز الدراسات الإستراتيجية والديبلوماسية»

يوم أمس احتفالا بالعيد الثامن للثورة تكشف عن ملامح الخطة النهضوية في هذه السنة السياسية والانتخابية ذات الرهانات الكبرى والمخاطر المرتفعة..

في البداية لابد من الإشارة إلى التعديل الهام في علاقة الحركة الإسلامية برئيس الدولة وبحزبه نداء تونس ، فالغنوشي يعتبر أن هذا التوافق 3.0 بعد التوافق الأول في هيئة تحقيق أهداف الثورة والتوافق 2.0 في حكومة الترويكا إنما كان ايجابيا ومثمرا مع رئيس الدولة ، صديق الغنوشي، الباجي قائد السبسي ، وحزب النداء ، وأن الحركة عندما أعلنت تشبثها بالاستقرار الحكومي في 28 ماي الفارط لم يكن ذلك انقلابا على النداء أو تنكرا للباجي قائد السبسي بل تصحيحا لمسار لم يبين رئيس النهضة مضمونه ولا من تسبب في انحرافه ما دام كان قد استوجب التصحيح ..

وكنتيجة أساسية لهذا التعديل النهضوي حصل تغير جذري في موقف الحركة الإسلامية من المبادرة التشريعية الرئاسية حول المساواة في الميراث ، فالنهضة لن تعترض على هذا المشروع بل رئيسها متاكد أن المبادرة الرئاسية لن تكون إلا في إطار تدعيم الوحدة الوطنية بين «العلمانيين» و«المحافظين» وباعتبار النهضة هي الناطق الرسمي باسم هؤلاء «المحافظين» فهي ستجتهد لإيجاد التأويل المناسب لاعتبار المساواة الاختيارية في الميراث مسألة لا تتناقض مع «القطعي» دينيا على عكس ما أكدت منذ أشهر قليلة عند رفض مشروع المساواة بقوة بتأويل نصوصي سلفي متحجر للنصوص الدينية ..
فعودة الوفاق مع الباجي قائد السبسي تستحق قربانا ضخما ولاشك ، وسيكون «التفاعل الايجابي» مع المساواة في الإرث عنصره الأول والاهم رمزيا..

ولكن السخاء النهضوي لا يقف عند هذا الحد إذ يؤكد رئيس الحركة على تشبثه بالتوافق مع رئيس الدولة وحزبه النداء قبل الانتخابات وبعدها وذلك أيا كانت نتيجتها بما يفيد ضمنيا بأن النهضة حتى لو ربحت الانتخابات التشريعية القادمة فهي لن تتصرف بمنطوق 2011 بل بما يقترب أكثر مما حصل في 2014 دون تحديد مسبق لشكل هذه التوافق 4.0 كما تضيف الحركة في سلة قرابينها التوافقية استجابتها لمطالبة النداء بالتجديد الثلثي لهيئة الانتخاب قبل انتخاب رئيسها ..

ولكن السؤال الأساسي هو ماذا تنتظر الحركة من وراء هذه «التضحيات» التي أقدمت عليها ؟
عنصر المقايضة الأساسي هو بقاء رئيس الدولة على الحياد في ملف «التنظيم السري» المتهمة به حركة النهضة وعدم تأييده لمساعي هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ، فالحركة الإسلامية تعتقد جازمة بأنه لو لا الدعم المباشر للرئاسة لما حصلت هيئة الدفاع عن كل هذه المعلومات وعلى كل هذه الحملة الاعلامية المساندة وبالتالي يكون تحييد الرئاسة شرطا أساسيا لإفشال أي تأثير يذكر لكل أعمال هيئة الدفاع ..

ولكن يبقى السؤال الأهم قائما : هل سيقبل الباجي قائد السبسي بهذه الصفقة ام انه سيعتبر ان قرابين النهضة غير كافية وان «انقلاب» الشيخ الأصغر لا يمكن أن يغتفر إلا بذبح عظيم ؟
ذبح يعيد الأمور الى نصابها الأصلي ويقصى من التوافق 3.0 ما طرأ عليه من «تصحيح مسار» أي هذا الذي جاء من القصبة يسعى ليكون عنصرا في معادلة الكبار !!

يبدو أن ليوسف الشاهد حظوة خاصة عن «الشيخ الأصغر» إذ هو أقدم على تقديم اغلى قربان (المساواة في الميراث) حتى لا يضعه في الميزان ولكن ماذا لو طالب «الشيخ الاكبر» (معذرة لابن عربي) بالذبح العظيم مقابل تخليه عن سلاحه الفتاك ؟ !
ترى ما هو وزن «الاستقرار الحكومي» أمام مخاطر «التنظيم السري» ؟
«ذلك هو السؤال» ..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115