يتجنب وصف علاقتهما بالصدام والتأزم، وكلاهما لا يرغب في أن يعسّر الصلح والتسوية. لكن الوقائع مختلفة، فأزمة وزارة الصحة والنقابة الأساسية ليست سوى قطرة الماء التي أفاضت الكأس.
حمل يوم أمس تطورات هامة في ملف قطاع الصحة، فالصدام بين وزير الصحة سعيد العايدي، والنقابة الأساسية للصحة باتت في شبه عداء وقطيعة، بعد أن انحرفت الأمور عن نصابها. وأمسى صراع الاتحاد والحكومة يتأجج تباعا.
أزمة انطلقت بتعيين الوزير لطبيب عسكري مديرا للمستشفي الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، ورفض النقابيين لهذا التعيين لفترة طويلة قبل أن تتجه الأوضاع إلى التصعيد لتدفع ببقية هياكل الاتحاد الى الانخراط في الصدام مع الوزير بسبب ايقاف نقابيين.
هذا يضاف إلى ما يعتبره الاتحاد تراجعا من قبل سعيد العايدي، وزير الصحة، عن الاتفاق الذي توصل إليه رئيس الحكومة الحبيب الصيد والأمين العام للاتحاد حسين العابسي، بخصوص الملفات موضع الخلاف بين الوزارة والنقابة. فوزير الصحة سعيد العايدى يتهم من قبل اتحاد الشغل برفض الالتزام بجملة التفاهمات التي توصل إليها الصيد والعباسي بشأن المطالب الاجتماعية والمهنية لأعوان الصحة العمومية ووضع حد لأزمة المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس.
فى المقابل تعتبر الوزارة انها لم تتنصل من أي توافق وإنها في طور التنسيق من أجل بلورة موقف حكومي موحد فى ما يخص الإجراءات الكفيلة بتجاوز كل الخلافات والإشكاليات المتعلقة بقطاع الصحة. وان التوافقات بين رئيس الحكومة والأمين العام للاتحاد هيا اتفاق على مبدأ حل الأزمة وليس كيفية حلها.
بعيدا عن جدل من أجّج الوضع وجعله يبلغ مرحلة الصدام، هناك مؤشرات لابدّ من وضعها نصب الأعين لفهم أسباب التصعيد من الطرفين، الحكومة والاتحاد، فكلاهما ينظر للعلاقة على انها معركة تمهيدية لحروب قادمة. ولكلّ منهما حربه.
فالاتحاد القادم على مؤتمر خلال أشهر، يخوض منذ فترة بعض من قياداته حملتهم الانتخابية، وفترة ما قبل المؤتمرات هي فترة الصدام والصراع وعرض المطالب.
من جانب أخر، أزمة قطاع الصحة جاءت وقد نضجت كلّ الظروف لتعيد فتح أبواب الصراع بين الاتحاد والحكومة، فالاتحاد شخص في ....