أسبوع من الاحتجاجات: اتساع رقعة الزيت والخطاب الرسمي لـم يتغير

يستمر نسق الاحتجاجات في تونس بالتصاعد ليشمل مناطق جديدة، احتجاجات اختلفت مناطقها لكنها

تبنت قواسم مشتركة، وهو الغضب الذي عبر عنه المحتجون باكثر من طريقة لم تلتقط الحكومة غير واحدة منها فقط «احتجاجات مشبوهة» تمول من قبل مهربين، وهذه الرواية باتت تتكرر كثيرا كل سنة.
يبدو ان الأسبوعين الأخيرين من ديسمبر وكامل شهر جانفي، هما مواقيت الاحتجاجات الشعبية في تونس، تنطلق من منطقة ما لاسباب عدة، وتنتهى بان تصبح كبقعة زيت انتشرت على كامل الثوب من كمه الى اخمصه .

احتجاجات بلغت العاصمة، وتحديدا مدينة طبربة، بعد ان مرت بعدة مدن وولايات وحملت معها شعارها المركزي «الشعب يريد اسقاط النظام» وهو شعار تكرر كثيرا في الاحتجاجات التي انطلقت منذ يوم الاثنين الفارط بولاية القصرين على خلفية وفاة عبد الرزاق الزرقي متاثرا بحروقه.

عبد الرزاق الذي لم تحدد بعد التحريات ان كان قد انتحر باضرام النار في جسده او قتل عمدا. لكنها حددت وجود تحركات مشبوهة في الجهة وفق وزارة الداخلية، بل شدد الوزير على انهم عاينوا سيارة حدد نوعها توزع الاموال وبطاقات شحن الهاتف على عدد من شباب مدينة فوسانة بالقصرين بهدف تحريضهم على التظاهر ليلا. سيارة المحت اليها الوزارة مع بعض النقاط الاخرى لبناء مرويتها القديمة نسبيا، فوزارة الداخلية ومنذ 2015 حينما تقدم تقريرها عن التحركات الاحتجاجية تعمد اول الامر الى تقديم معطيات عن وجود اطراف مشبوهة تؤجج الاحتجاجات سواء بالمال او التحريض. هذه الاطراف تحصرها الوزارة اغلب الوقت في فئة محددة، وهي المهربين خاصة ان تعلق الامر بولايات حدودية على غرار القصرين.
مدى جدية ما تقدمه الوزارة ومصداقيته ليس هما محل الخلاف انما بوعي منها او دونه تجرح الوزارة في مصداقية المحتجين ومطالبهم، حينما تقدم اول الامر تحركات مشبوهة وتضعها في راس القائمة قبل ان تتحدث عن ايمانها بحرية التعبير وحق الاحتجاج السلمي الذي يجب ان يكون في النهار.

وهذه يبدو انها تقاليد تونسية جديدة تتعلق بتحديد الاوقات الرسمية للمحتجين للتظاهر وهي النهار وليس الليل، ولكن هذه التوصيات تذهب هباء، فالمحتجون سواء في القصرين ومختلف مدنها او ولاية سيدي بوزيد او جبنيانة من ولاية صفاقس، او بوحجلة من القيروان وغيرها من المدن يحتج اهلها ليلا. احتجاجات كلفت 18 فردا الايقاف، 13 من ولاية القصرين و5 اخرين من العاصمة، على خلفية اعمال عنف شابت تحركاتهم خلال اليومين الفارطين.

يومان كشفا كما سبقهما عن وجود عدة وقواسم مشتركة بين المحتجين في ولاية القصرين ومدنها ومحتجي جبنيانة او القيروان والعاصمة، وهو رفع شعارات مناهضة لقوات الامن والحكومة مع المطالبة بسقوط الاخيرة.

دعوات تجد لها صدى في اوساط منظمات واحزاب، على غرار حركة الشعب التي دعت قواعدها الى المشاركة في الاحتجاجات، والجبهة الشعبية التي وجهت دعوة مماثلة اضافة الى تبنيها لخطاب يدافع عن التحركات ضد الهجوم الرسمي من قبل السلطة.
هجوم التحقت به كتلة الائتلاف الوطني التي قال رئيسها ان هناك اطرافا معلومة اججت الوضع وتحرض على التحركات الشعبية وان هذه الاطراف تأمل في ان تسقط الحكومة وتصل هي للسلطة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115