محمد خليل وزير الشؤون الدينية: قائد مشروع الأسلمة وناصر الحق؟!

يبدو ان ما كانت تحتاجه النهضة في فترة حكمها، من 2012 الي 2014، لتمرير حزمة من الخيارات التي تعتبرها تمهيدا « للاسلمة » هي وزير شؤون دينية بلباس عصري : رابطة عنق وبدلة وعطر. فهذا يجعله كحصان

طروادة لتتسلل به الى الحصون التي تعذر عليها ان تقتحمها بالقوة. وهو ما تم مع الوزير الحالي للشؤون الدينية محمد خليل، فالرجل يبحث عن تقديم خدماته للحركة دون ان يطلب منه ذلك، ومنها احياء المشاريع التي تعطلت في فترة «الترويكا ».

منذ قدومه لوزارة الشؤون الدينية كشف الوزير محمد خليل انه لم يكن ليتقلد منصبه لو لا تعهدات صريحة ومبطنة بان سياسته لن تكون كسلفه عثمان بطيخ، فهو لن يتصادم مع حركة النهضة ولن يتبع خيارات تستهدف الائمة المقربين منها او المحسوبين عليها. بل انه سيتجه الي احياء سياسات وئدت في بدايتها.

هذا الوزير الذي تقلد المنصب في التحوير الوزاري الاخير استهل فترته بالاعلان عن نيته «اعادة الائمة المعزولين»، وهم بالاساس رضا الجوادي ومحمد الهنتاتي، المحسوبين علي حركة النهضة، جنبا الى جنب مع عملية ابعاد حاشية الوزير السابق، ومنها مدير ديوانه، الذي اعتبر الوزير محمد خليل انه يقف خلف الحملة ضده.

الحملة التي اشتكى منها الوزير هي بالاساس المواقف الرافضة لجملة من الخيارات التي اتبعتها وزارته، استعمال المدارس في عطلة الصيف لتحفيظ القرآن، مقترح صندوق الزكاة، مشروع الـ100 الف حافظ للقرآن، سلسلة من الدروس الدينية في السجون، وغيرها من الخيارات. التي يتبناها الدكتور المختص في الدراسات الإسلامية.

خيارات محمد خليل وزير الشؤون الاجتماعية، المتحصل على الاستاذية في الحقوق والذي شغل عددا من المناصب الهامة في مؤسسات الدولة منذ 1978، تقوم على اقحام وزارة الشؤون الدينية في كل تفاصيل الشأن العام، فهو وفي اطار الحرب على الارهاب يريد مواجهته بتحفيظ القرآن لـ100 ألف تونسي يعتبر انهم «غيبوا» عن الدين وباتوا من حفظة الاغاني والاشعار وهجروا القران.

الوزير يفضح خياراته كلما شرحها، فهو يعتبر ان الدولة همشت الجانب الديني مما جعل الشباب مبتعدا عن القران وهاجره بسبب ابعاد جامع الزيتونة وانهاء التعليم الزيتوني، مع العلم انه شغل منصب ملحق بدار الافتاء التونسية حينما اغلق ملف التعليم الزيتوني.

الوزير الخائف من ان يقع الابتعاد عن الدين والذهاب الى «الالحاد» يعتبر ان الوزارة لها مهامها للحد من هذه المخاوف، ومنها صندوق الزكاة التي ستتولى مصالح من وزارته ومن وزارة المالية جمعها، من ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115