لا تزال «وثائق بنما» تكشف عن الكثير من أسرارها، وآخرها التحقيق المنشور في موقع انكيفادا يوم 16 افريل الجاري، وكشف التحقيق عن امتلاك مؤسس قناة «تي ان ان» جمال الدلالي ومديرها فتحي الجوادي شركة مسجلة لدى مكتب الخدمات القانونية «موساك نوفيسكا» باسم «تونيزيا نيوز نيتوورك راديو آند تليفيجن ليمتد» في الجزر العذراء قبل أن يحصل لاحقاً على ترخيص للشركة بالاسم نفسه في تونس.
وأشار التحقيق إلى أن الجوادي يرد اسمه كمدير او مساهم في شركات «واجهة» غير ناشطة في بريطانيا من بينها شركة «الزيتونة» الإسلامية، مع الإشارة إلى أن راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة أسسها عام 2000.
وذكر التحقيق ان عددا من قيادات حركة النهضة مذكورون في سجلات شركات مسجلة في الجنات الضريبية، أبرزهم لطفي زيتون المستشار السياسي للغنوشي ورفيق عبد السلام وزير الخارجية السابق ومسؤول العلاقات الخارجية في النهضة.
ويكشف التحقيق عن وجود شبكة علاقات مترابطة بين جمال الدلالي وفتحي الجوادي مع عدد من رموز حركة النهضة، دون ان ترد ادانة لأي منهم بالتورط في أنشطة غير قانونية. لكن ذلك لم يحل دون ان تستنكر حركة النهضة ما وصفته بإقحام اسم رئيسها وعدد من قيادييها في ما يعرف بـ»وثائق بنما».
رد فعل الحركة على ما ورد في التحقيق طغى وجعل من بيان قناة «تي ان ان» ثانويا رغم ان البيان اقر بانه تم تاسيس شركة في الجزر العذراء، بهدف حماية اسم القناة والحفاظ عليه الى حين الحصول على التراخيص اللازمة.
الاقرار ايضا بان المعطيات المنشورة في التحقيق سليمة هو ما يكشف عنه بيان حركة النهضة ومكتب رئيسها وتصريحات كل المذكورين في التحقيق. فالكل لا ينكر المعطيات ولكنه يعتبر اقحامها مغالطة وافتراء. وهو ما يجعلهم يعتزمون التوجه للقضاء لمقاضاة موقع «انكيفادا» الذي نشر هذه الوثائق.
تصريحات قادة الحركة ابتداء من بيان رئيسها راشد الغنوشي صبت كلها في ان هناك محاولات لـ «التشويه الرخيص للحركة وصرف الأنظار عن الأطراف الفعلية الضالعة في الفساد وتهريب المال» في البلاد.
فالبيان الصادر عن مكتب راشد الغنوشي جاء فيه ان «بعض وسائل الإعلام تعمدت إقحام اسم رئيسها في الموضوع والإيهام بأنه مذكور في الوثائق بغاية التشويه الرخيص وصرف الأنظار عن الأطراف الفعلية الضالعة في الفساد وتهريب المال».
واعتبروا ان التحقيق الاستقصائي المنشور يثير استغرابهم للطريقة التي صيغ بها، «وتعمد ذكر اسم رئيس الحركة وبعض قياداتها في المهجر، بدون مبرر وبطريقة توحي بوجود نية مبيتة للإساءة.
لكن البيان وهو يدين موقع انكيفادا استعمل عبارات مفتاح وهي « الخلط الفاضح تحت شعار الاستقصاء بين «وثائق بنما»، والمناشط الشفافة للمهجرين التونسيين الذين عاشوا محنة النفي القسري، ناذرين حياتهم لخدمة قضيتهم العادلة والدفاع عن حقوق شعبهم، زاهدين في ترف الدنيا رافضين الرضوخ للاستبداد وسياسته».
من جانبه علق لطفي زيتون على ذكر أسماء قياديين في حركة النهضة ضمن التحقيق بانه «يدخل في خانة التّوظيف السياسي لفضيحة «بنما». ليضيف أنه كان من الأفضل للموقع أن يركز اهتمامه على المتورّط في فضيحة «بنما» وليس البحث عن الإثارة من خلال ذكر أسماء ليست معنية بهذه الفضيحة. فيما اعتبر رفيق عبد السلام أن إقحام اسمه في وثائق بنما «محاولة رخيصة تدل على مستوى الانحطاط الأخلاقي، والتلاعب والتوظيف السياسي الرخيصين».
ردود الفعل العنيفة تجاه الموقع الذي اشاد به من هاجموه اليوم، فقبل ان يصبح الموقع «مفتري» كان وفق رئيس الحركة راشد الغنوشي الموقع الذي «سيغيّر المشهد السياسي في تونس»، وذلك لان ان اسم خصمهم السياسي محسن مرزوق ذكر في اول تحقيق نشره الموقع.
السخط على موقع «انكيفادا» من قبل حركة النهضة واعتباره منخرطا في حملة ضدها يجعل من جدية عمل لجنة التحقيق البرلمانية في الوثائق محلّ تساؤل خصوصا وان الحركة ستكون المتحكمة فيها.
شبكة العلاقات بين فتحي الجوادي وقيادات حركة النهضة
وفق موقع «انكيفادا» فان فتحي الجوادي، رجل الأعمال، هو شريك في شركة الياسمين للإنتاج رفقة 6 شركاء اخرين من بينهم صالح الوسلاتي الذي يرد اسمه معه في شركة تحمل اسم « المركز المغاربي للدراسات الاسلامية الذي يرد اسم رفيق عبد السلام، القيادي بحركة النهضة وصهر رئيسها، كمتحمل لمنصب المدير منذ 1994 الى 1996.
ويرد اسم فتحجي الجوادي وصالح الوسلاتي كمساهمين في افاق للانتاج الاعلامي المحدودة بحصة تقدر بـ25 % لكل منهما وهي ذات الحصة التي يمتلكها لطفي زيتون في الشركة التي اسست في 2010
ويرد اسم فتجي الجوادي كسكرتير في شركة الزيتونة التي يرد اسم راشد الغنوشي كمدير لها وهي صفته في الشركة التي أسست في 2003 الى اليوم.