نتائج الانتخابات تحدد هوية 49 رئيس بلدية: 23 للنهضة و13 للنداء و13 للمستقلين

صدرت النتائج الأولية للانتخابات البلدية كاشفة عن بداية تشكل المشهد السياسي التونسي

على ضوء معطيات جديدة. النصف الأول من هذه المعطيات حملته النتائج والنصف الثاني ستحمله التحالفات وما ستفرزه على مستوى رئاسات البلديات الـ300، بعد ان سبق وحددت النتائج هوية القائم على 49 بلدية.

حسمت نتائج الانتخابات البلدية في 49 دائرة مسألة رئاسة المجلس البلدي بشكل قاطع وكلي، سواء ان فازت القائمات بعدد مقاعد يتجاوز نصف المجلس او فازت بالنصف فقط، وهذه القائمات الـ49 (انظر المؤطر) هيمنت عليها بشكل صريح ثلاثة اطراف، حركة النهضة والمستقلون ونداء تونس.
فالنهضة ضمنت فوزها برئاسة 23 دائرة بلدية بكل اريحية، فهي تحتكم على نصف عدد مقاعد المجلس واكثر مما يجعلها غير عاجزة عن حسم الامر، حركة النهضة يمكنها ان تعزز عدد رؤساء البلديات التابعين لها في عدد يتجاوز 50 بلدية اخرى بشكل سلس، فهي تعتبر الكتلة الاكبر في هذه المجالس وتشغل اكثر من ثلث المقاعد، والمجالس المعنية بها احزاب لا تعترض على التحالف مع النهضة كما المستقلين الذين قد يرجحون كفة النهضة على حساب النداء خاصة في دوائر الجنوب حيث سجل النداء اضعف نتيجة له سواء على مستوى نسب الاصوات او المقاعد.

الحال ذاته مع المستقلين ان تعلق الامر بـ13 دائرة جلها في الساحل والشمال الشرقي. فالقائمات المستقلة التي فازت باكثر من ألفي مقعد ضمنت بشكل كلي مسألة رئاسة البلديات في 13 دائرة فيما يمكنها ان تضاعف الرقم اكثر ان نجحت وعقدت تحالفات سواء مع أحزاب او فيما بين المستقلين في المجلس البلدي المحدد.
فقرابة الـ60 بلدية يتقدم فيها المستقلون على الاحزاب من حيث عدد المقاعد، سواء للقائمة الوحيدة او لقائمات مستقلة قد تجد انه من الانسب لها ان تعقد تحالفات بينها على ان تتجه الى التحالف مع الاحزاب.

بالنسبة لنداء تونس الذي حصد 1600 مقعد تقريبا، فان الامور بالنسبة اليه اكثر تعقيدا من النهضة، فالنداء ان خسر الجنوب لصالح النهضة فقد خسر الساحل والشمال الشرقي لصالح المستقلين، الذين اقتطعوا الكثير من نصيبه.

اقتطاع سيجعل نداء تونس امام معادلة صعبة لتعزيز 13 بلدية ضمن رئاسته لها بشكل نهائي، فالحركة التي اعلن اهلها عن «فهمهم لرسالة الناخبين» ستكون بين خيارين اما التحالف مع النهضة للفوز برئاسة عدد من البلديات وهذا سيكون على مستوى وطني او الذهاب ابعد من هذا وعقد تحالفات في كل دائرة على حدة مع الاطراف الاقرب لها والتي قد تمنحها رئاسة البلديات.

هذا الخيار الثاني لن يكون يسيرا للنداء خاصة وان عائلته السياسية تتقدم عليه في بعض المواقع التي تنافست فيها معه، فيما تتقدم في البقية احزاب تعلن العداء مع النداء على غرار التيار الديمقراطي او حركة الشعب.
كيفية ادارة المفاوضات وحسن استغلال كافة الاوراق هو ما سيرجح كفة طرف على الاخر، خاصة ان تعلق الامر بالدوائر البلدية الكبرى، التي اتسمت نتائجها بانها لم تمنح اي طرف اسبقية على الاخر، والقصد هي حركة النهضة و نداء تونس.

فان كانت الدوائر البلدية الصغيرة التي لا يتجاوز مجلسها البلدي 18 مقعدا حسم امرها او هو يسير في ظل انحصار اللعبة بين اربعة اطراف او اقل، فان الدوائر البلدية الكبرى سواء بلديات المدن الرئيسية في الولايات الـ24 او البلديات الثانية يختلف فيها الامر كثيرا بحكم الفسيفساء التي افرزتها الانتخابات وايضا بحكم اهميتها السياسية للاحزاب والمستقلين الذين قد يتمكنون من ترؤس عدد منها على غرار بلدية اريانة المدينة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115