وذلك في ندوة صحفية عقدتها أمس بمقر الهيئة الفرعي بتونس1، تطرق فيها رئيس الهيئة إلى تفاصيل الإسقاط وأسبابه، وتعلن عن إعادة ترتيب المشهد الانتخابي من جديد، في انتظار تعليق القائمات بتاريخ 4 أفريل القادم.
قدم رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي منصري النتائج الأولية للقائمات المقبولة لخوض الاستحقاق البلدي وايضا المرفوضة، ليعلن انه تم اسقاط 7 قائمات لعدم احترامها مبدأ التناصف، واسقاط 99 قائمة اخرى لأسباب اخرى متعددة انظر الجدول الرابع، ليشير الرئيس الى ان دائرة تونس2 هي أكثر الدوائر الانتخابية التي شملها الغاء القائمات بـ 11 قائمة فيما جاءت دائرة منوبة كأقل دائرة رفضت فيها القائمات ،بقائمة واحدة.
نتائج دققها فاروق بوعسكر ، عضو الهيئة العليا المستقلة، في تصريح لـ«المغرب» قال فيه ان القائمات المرفوضة تتوزع على 39 قائمة حزبية و20 إئتلافية و47 مستقلة، وهو ما يعنى ان القائمات المقبولة بلغت رقم 2068 قائمة تتوزع على الاصناف الثلاثة، 1053 حزبية و859 مستقلة و156 ائتلافية تتوزع على جميع الدوائر البلدية الـ350، بمعدل يقارب 7 قائمات عن كل دائرة بلدية.
بوعسكر قام ايضا بتفصيل اسباب الرفض، ليشير الى ان السبب الرئيسي هو ان عدد المرشحين على القائمة اقل من عدد المقاعد، بـ24 قائمة، اعتذر عن كشف هويتها، لكنه اعلن ما قدم في الندوة الصحفية وهو عدد قائمات كل حزب، لتكون النهضة اولا بـ350 قائمة يليها نداء تونس بخمس قائمات اقل، فيما تقدم التيار الديمقراطي على حركة مشروع تونس في الترتيب ليحل ثالثا بـ69 قائمة وقد اسقطت له 3 قائمات، رابعا حل المشروع بـ67 قائمة بعد ان اسقطت 17 قائمة تحمل اسمه وبذلك يكون اكثر حزبا اسقطت له قائماته، فيما حافظت بقية الاحزاب على ترتيبها، مع سقوط جميع قائمات حزب البديل الاربعة.
ما كشفته الهيئة العليا للانتخابات وفاروق بوعسكر العضو بها، يتضمن ارتفاع عدد الدوائر البلدية التي تتنافس فيها حركتا النهضة والنداء فقط الى 6 بلديات، فيما ارتفع عدد البلديات التي تتنافس فيها قائمة مستقلة مع الحركتين الى 44 دائرة، وهذا يستمر في 122 دائرة بلدية اخرى، تنافس فيها قائمة مستقلة الحركتين وقائمة حزبية او ائتلافية، فالقائمات المسجلة في صنف ائتلافية البالغة 156 قائمة تنقسم على 119 للجبهة الشعبية و34 للاتحاد المدني و3 قائمات للقوى الدمقراطية.
التنافس بين النهضة والنداء سويا، هو السمة الطاغية على اغلب الدوائر الانتخابية، فالحركتان تقدمتا بـ695 قائمة اي اكثر من 60 بالمئة من القائمات الحزبية غطت كل الدوائر الانتخابية، واقرب منافسيهم هو التيار الديمقراطي الذي ينقصه عن الحزب الثاني 267 قائمة، فيما تنافسهم الجبهة الشعبية ان تعلق الامر بالاحزاب او الائتلافات، لكنها هي الاخرى ينقصها عن الحزب الثاني 226 قائمة.
ضعف تغطية الاحزاب والائتلافات للدوائر الانتخابية يترك الامر للقائمات المستقلة التي ستكون ابرز منافس للحركتين، في الاستحقاق البلدي، وهذا سيعجل باعادة تشكيل المشهد السياسي خاصة وان المعطيات تفيد بان 12 حزبا تقدموا في اقل من 10 قائمات نصفهم تقدم بقائمة وحيدة واثنين تقدما بقائمتين.