أكد وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة خالد بن قدور لـ«المغرب» أن المفاوضات مازالت متواصلة من أجل حلحلة أزمة شركة فسفاط قفصة واستئناف الإنتاج من جديد، مفاوضات تتم على مستوى السلط الجهوية في قفصة وكذلك في العاصمة وكذلك التفاوض مع المحتجين وأهم شيء هو تطبيق القانون على كل من يتعمد إيقاف وتعطيل الإنتاج في الحوض المنجمي.
شدّد وزير الطاقة على أن التمشي الذي تمّ اعتماده في السنوات الأخيرة على مستوى الانتدابات في شركة فسفاط قفصة لامتصاص غضب المحتجين لا يمكن المواصلة فيه وخاصة الانتدابات على مستوى شركات البيئة باعتبار أنه لم يأت بالنتيجة الايجابية أي ضمان استمرارية إنتاج الفسفاط وهذا ما تمت ملاحظته في الفترات الأخيرة بتكرر الاحتجاجات والاعتصامات من حين إلى آخر وبذلك تكرر انقطاع عمليات الإنتاج.
وأضاف بن قدور أن حزمة كاملة من الإجراءات سيتم اتخاذها لفائدة الولاية ككل من أجل ضمان ديمومة إنتاج الفسفاط سيتم الإعلان عنها وفق تأكيد وزير الطاقة والمناجم في غضون الأيام القليلة القادمة، حزمة تهم تطبيق القانون أولا وإعادة الإنتاج إلى جانب عدة إجراءات تنموية تهم المنطقة. وأشار الوزير إلى أن وضعية شركة فسفاط قفصة حرجة جدا ولذلك فإن التمشي المعتمد لا يمكن المواصلة فيه، وباب الانتدابات سواء في الشركة أو في المجمع الكيميائي بقابس والشركات التابعة لهما قد أغلق أي أنه لن تكون هناك انتدابات جديدة مستقبلا، وذكر أن هذه الشركات كانت تدفع أجور 30 ألف عامل سنة 2010 واليوم تضاعف بنحو 3 مرات منهم 11.500 عون في شركات البيئة.
134 مليون دينار كتلة الأجور
كما أوضح الوزير أن الـ11.500 عون في شركات البيئة يتحصلون على أجور دون القيام بأي نشاط، وتبلغ كتلة أجورهم 134 مليون دينار، مشددا على أن الوزارة ستقوم بتفعيل عقود عملهم في غضون الشهر المقبل وإيجاد طريقة من أجل إدماجهم في العمل وهذه المسألة هي من بين حزمة الإجراءات التي سيتم اتخاذها لفائدة الولاية، وما يمكن التأكيد عليه حاليا هو أن الانتدابات في الشركة لم تعدّ ممكنة، فهي لم تعد قادرة على تحمل أعباء إضافية أكثر من طاقتها التشغيلية، وهذه مسألة باتت واضحة ولا بدّ من تفهم الجميع لأنه من غير المعقول أن يتواجد 6 أعوان في خطة واحدة وفي هذا الصدد فإنه سيتم اعتماد صيغ وحلول أخرى. وبخصوص تعليق قائمات مناظرة انتداب الـ1700 عون تنفيذ، قال الوزير انه تمّ تعليق هذه القائمات أول أمس مثل ما طلبوا ذلك وانطلقت لجنة الدقيق في نتائج المناظرة في تقبل الاعتراضات والتشكيات، والاعتراضات الواردة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر غير موثقة.
انتدابات على أسس تقنية
حسب وزير الطاقة فإن مناظرة الانتداب تمت على أسس تقنية وليس حسب الحالات الاجتماعية مثلما يريد المحتجون ولكن الانتدابات التي تمت كانت بناء على حاجيات شركة فسفاط قفصة أي انتدابات فنية، مشددا على أن مناظرة الانتداب تمت بطريقة شفافة وحسب الإجراءات القانونية المعمول بها. ويذكر أن الشركة لم تتمكن شركة فسفاط قفصة طيلة شهر ونصف إلا من إنتاج 160 ألف طن من الفسفاط والحال أن المبرمج كان 800 ألف طن، كما تكبدت خسائر جراء توقف الإنتاج تجاوزت 20 مليون دينار وهي مرشحة للارتفاع مع كل يوم تعطيل جديد على مستوى الإنتاج ونفس الشيء بالنسبة للمجمع الكيميائي بقابس المتوقف عن النشاط لنفاد مخزونه من الفسفاط وهو حاليا يقوم فقط بأشغال الصيانة، حيث يتكبد خسائر مالية تقدر بـ8 مليون دينار من رقم معاملاته يوميا، وهي مكاسب «ضائعة» على الدولة، وحسب تصريح سابق للمدير الجهوي للمجمع توفيق الجمل لـ«المغرب» فإنه من الممكن خلاص أجور الموظفين لهذا الشهر لكن الإشكال في الأشهر المقبلة في حال تواصل الوضع على ماهو ولم يتم رفع الخيام المنصوبة على مستوى الطرقات المؤدية إلى مقاطع الإنتاج.