، ولئن انخفضت حدة التوتر في بعض المدن مقارنة بالليلة التي سبقت فإنها اندلعت في مدن اخرى، وانسحب الامن في بعضها الاخر وتدخل الجيش مع تواصل عمليات الايقافات جراء هذه الاحداث حيث وصلت الى حوالي 330 موقوفا، واصيب 21 رجل امن والحاق الضرر بعشر سيارات امنية .. خلال ليلة الخميس .
لم يكن لزيارة رئيس الحكومة يوسف الشاهد عشية يوم الاربعاء الى مدينة البطان من معتمدية طبربة التي تعتبر من ابرز المدن التي شهدت تحركات ليلية واولها، فضلا عن تسجيل حالة وفاة بها، اي اثر على المحتجين وجعلهم يعودون ادراجهم او تخليهم عن برنامجهم الاحتجاجي فقد تواصلت عمليات الكر والفر بينهم وبين قوات الامن اين استمرت الى ساعة متاخرة من الليل، مستعملين الحجارة لرشق قوات الامن وبالزجاجات الحارقة وتكررت محاولة حرق المقرات العمومية واقتحامها ...وباكتفاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد بزيارة البطان لمعاينة مركز الشرطة الذي تم حرقه وعدم زيارة مدينة طبربة التي تبعد عنها حوالي 2 كلم، ازداد غضب المحتجين معتبرين ذلك «حقرة»، مطالبين بزيارة للجهة وبعقد مجلس وزاري خاص بها حول ملفات تنموية.
في السياق ذاته يجري رئيس الحكومة سلسلة من المشاورات مع مختلف الاطراف من اجل ايجاد حلول لتهدئة الاوضاع على غرار اللقاء الذي عقد عشية الاربعاء مع الامين العام للمنظمة الشغيلة نوالدين الطبوبي.
حرق حافلة
على غرار طبربة وحي الانطلاقة والمنيهلة ومناطق في منوبة واريانة اسفرت الاحداث في المهدية عن حرق حافلة بمعتمدية شربان من ولاية المهدية و تهشيم بلور الحافلات على مستوى حي العوينة و حي االتعمير و الزهور بولاية سوسة.
كما عمد صباح امس ، عدد من التلاميذ إلى مقاطعة الدروس وإشعال العجلات المطاطية بمفترق الشعلة بقبلي وغلق الطريق علما وان الوحدات الأمنية والعسكرية تمركزت بمقر ولاية قبلي..
وفي سيدي بوزيد عاد سير الحياة الى طوره الطبيعي صبيحة امس بعد ليلة ارتفعت فيها حدة المواجهات مقارنة بالليلة التي سبقتها حيث عمدت مجموعات شبابية الى غلق عدة انهج و طرقات باستعمال الحجارة والاطارات المطاطية المشتعلة ورشق السيارات الامنية بالحجارة و كان الرد من طرف اعوان الامن بالقاء القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف لتفريقهم .تلك المواجهات تواصلت الى حدود الساعات الاولى من فجر يوم امس و اسفرت عن ليقاف مجموعة من المحتجين اكدت مصادر امنية ان جلهم لا تتجاوز اعمارهم 18 سنة مما استوجب استدعاء اوليائهم وتحرير التزامات ضدهم.وفي مدينة المكناسي تجددت ايضا ليلة اول امس المواجهات بين متظاهرين واعوان الامن استعملت خلالها الحجارة والقنابل المسيلة للدموع وحسب المعطيات المتوفرة فان أحد المحتجين قد تعرض الى اصابة على مستوى الرأس وتم نقله الى احدى المصحات بصفاقس .
اما في جربة فقد تم حرق جريد النخل المحيط بمدرسة دينية يهودية وقد اعتبره خليفة الشيبانى المتحدث باسم وزارة الداخلية في تصريح اعلامي بانه يوجّه رسالة سلبية في ظل احتضان الجهة أشغال المؤتمر السنوي لمتعهدي الرحلات.
هذا وتم فك الاعتصام الذي ينفذه منذ الاسبوع الفارط عدد من الشباب على مستوى السكك الحديدية والذي تسبّب في توقّف نقل الفسفاط إلى معامل المجمع الكيميائي التونسي بالقطار.
تالة: حرق منطقة الشرطة وانسحاب الأمن ونشر الجيش
تواصلت مساء أول امس الاحتجاجات في مدينة تالة وتركزت بحي المعهد و الشارع الرئيسي اين توجد منطقة الامن الوطني ، و عرفت بعد الساعة العاشرة ليلا بقليل تطورا خطيرا تمثل في احراق المقر الامني المذكور ، لكن بعد انسحاب الاعوان والضباط منه وافراغه من اهم محتوياته كالاسلحة ومعدات مكافحة الشغب و الوثائق واجهزة الاتصال والاثاث ، في حركة استباقية لامكانية اقتحامه وفي المقابل افاد بعض اهالي تالة ان المجموعات الشبابية التي تتحرك ليلا استغلت انقطاع التيار الكهربائي ليلة اول امس وتوجهت لمنطقة الامن من اجل اقتحامها فسارع الاعوان باخلائها فوجدها المحتجون خالية تماما فاحرقوها مثلما فعلوا ذلك سابقا عدة مرات بعد الثورة ، ولحماية المنشات العمومية انتشرت وحدات من الجيش الوطني في اهم المواقع بالمدينة ، هذا و لئن ساد الهدوء امس الخميس كامل أنحاء تالة ، فقد سجل ظهر امس اقدام مجموعة من اهالي منطقة «الصوانية» على اغلاق الطريق الوطنية عدد 17 الرابطة بين تالة والقصرين على مستوى المفترق المؤدي الى معتمدية العيون (على بعد عدة كيلومترات جنوب تالة) فتوجهت لهم وحدات من الحرس الوطني لاجبارهم على فتحها.
اما في القصرين فقد خفت مساء الاربعاء حدة الاحتجاجات الليلية مقارنة بالليالي السابقة واقتصرت على تحركات محدودة في بعض ارجاء حي النور لم تتجاوز إشعال الاطارات المطاطية في بعض المفترقات و رشق الامن بالحجارة مما اضطرهم الى استعمال الغاز المسيل للدموع الى قرابة منتصف الليل .. في حين ساد الهدوء نهار امس الخميس كامل ارجاء المدينة.
كما تجددت التحركات في بعض معتمديات ولاية زغوان على غرار بئر مشارقة والزريبة ولكن باقل حدة من الليلة التى سبقت.