يحظى بشعبية كبيرة ومؤخرا بدأ البناء الهشّ لحزب سليم الرياحي بالتصدّع ليُبقي على 12 نائبا من جملة 16 نائبا مثل نصيب الإتحاد الوطني الحر مما افرزته صناديق الإنتخابات التشريعية.
قرر المجلس الوطني الاستثنائي للإتحاد الوطني الحرّ الذي إجتمع نهاية الأسبوع الماضي للنظر في تصدع الحزب طرد النائبين يوسف الجويني ونور الدين عاشور رغم انهما إستقالا منذ فترة من الكتلة والحزب وفي الوقت ذاته ترك المجلس الوطني باب التفاوض والتشاور مع كل من علي بالإخوة ورضا الزغندي مفتوحاً ليتراجعا عن الاستقالة التي باتت تنخر الحزب والكتلة على حدّ السواء وفيما يخص وزيره المستقيل ماهر بن ضياء فسيطالب رئيس الحكومة بتعويضه أو تخصيص وزارة رابعة للإتحاد الوطني الحرّ في حال خيّر الصيد الإبقاء عليه.
فمنذ شهر جانفي الماضي مثلت الإستقالة التي تقدم بها النائب عن الكتلة النيابية للإتحاد الوطني الحرّ يوسف الجويني اولى تمظهرات انفراط عقد هذا الحزب الذي لا يعلم احد الأسس التي التقى عليها المنتمون إليه ولكن الجويني سرعان ما تراجع عن إستقالته وقد كان الخلاف آنذاك بخصوص إعلان رئيس حزبه سليم الرياحي ان كتلته النيابية ستنصهر مع كتلة حركة نداء تونس وهو ما جوبه بالرفض من طرف نواب سليم الرياحي خلال جلسة جمعته بهم في مجلس نواب الشعب.
الاستقالات تتهاطل
فمنذ توجه رئيس الحزب سليم الرياحي نحو طرح الإندماج مع نداء تونس خلال ازمته او تكوين كتلة برلمانية واحدة بعد تهاطل الإستقالات من كتلة حزب حركة نداء تونس الذي كان الأول في البرلمان جوبه من طرف نواب حزبه بالرفض القاطع وتشبثهم بالتركيز على هيكلة الحزب وتنظيمه قبل التفكير في عقد تحالفات برلمانية تُغلّب عليها مصلحة سليم الرياحي ذاته على ما يمكن ان يخدم الحزب.
ولكن نفس النائب يوسف الجويني عاد في شهر مارس الماضي ليقدم إستقالته نهائيا من الكتلة النيابية والحزب وقد أكد لـ»المغرب» ان سبب إستقالته آنذاك يعود الى تراجع سليم الرياحي عن الاتفاق معه حين تقدم باستقالته في المرة الاولى والمتمثل في الانطلاق في هيكلة الحزب و التخلي عن فكرة الاندماج مع اي حزب آخر حيث واصل الرياحي غلق مقرات الحزب الجهوية عوض دعمها بمقرات محلية.
وإثر إستقالة الجويني مباشرة قدم أيضا توفيق الجملي استقالته من الكتلة النيابية للوطني الحر ولكنه تراجع عنها ولكن لم تقف الإستقالات من الكتلة والحزب حينها فنور الدين عاشور قدم إستقالته أيضا في شهر مارس ليليه خلال افريل الجاري كل من النائبين رضا الزغندي وعلي بالاخوة الذي أكد في تصريح لـ«المغرب» انه لم يستقل من الحزب ولكنه في الوقت ذاته لم يتخذ بعد قرار العودة للكتلة النيابية للإتحاد الوطني الحرّ خاصة ان سبب إستقالته يتمثل في وجود خلافات صلبها دفعته للإستقالة منها، خلافات لم يشأ الإفصاح عنها ولكنه اكتفى بالتأكيد ان هيكلة الحزب الحالية هي أهم نقطة يجب التركيز عليها.
!! سماسرة سياسيين...
ولكن الإتحاد الوطني الحرّ برئيسه سليم الرياحي وكتلته النيابية او الـ12 عضوا المتبقين فيها فسروا هذه الإستقالات وخاصة إستقالتي يوسف الجويني ونور الدين عاشور -اللذين أعلنا توجههما لتشكيل كتلة نيابية- بـ«وجود سماسرة سياسيين يسعون لتشويه وضرب الإتحاد الوطني الحر وكتلته لاستقطاب النوّاب من أجل تكوين حزب كبير».
ولكن المجلس الوطني للحزب وفق ما اكدته بعض المصادر لـ«المغرب» لم يتداول في موضوع أسباب استقالة وزير الشباب والرياضة ماهر بن ضياء والمتمثلة في وصف رئيس الحزب له خلال برنامج رياضي مباشر بالجبن رغم انه كان آنذاك وزيرا عن الإتحاد الوطني الحرّ في حكومة الحبيب الصيد فقط وقع الإعلان على ترك الباب مفتوحا للتفاوض معه رغم أن الاتجاه الغالب خلال المجلس الوطني هو مطالبة الصيد بتعويضه بقيادي آخر من الحزب أو تمكين الاتحاد الوطني الحر من وزارة رابعة.