كخطوة أولى تلحقها خطوات أخرى، هذه الجبهة المزمع أن ترى النور الاثنين القادم تفرض على المشهد السياسي جملة من الفرضيات، وخاصة على اهلها من الكتل النيابية وعلى حركة نداء تونس .
اكد كل من كريم الهلالي، عوض مجلس النواب عن حزب آفاق تونس، وأنس الحطاب، عضو مجلس النواب عن حركة نداء تونس، ان 43 نائبا امضوا يوم امس على تأسيس جبهة برلمانية، وإنهم اتفقوا على ان تكون الجلسة العامة التأسيسية لها مطلع الأسبوع القادم بمجلس نواب الشعب.
الاتفاق شمل أيضا أهداف هذه الجبهة وآليات عملها، التي ستنسق بين مواقف كتل برلمانية هي بالأساس كتلة مشروع تونس، آفاق تونس، الكتلة الوطنية و7 من نواب حركة نداء تونس، جمعهم هدف «إعادة التوازن البرلماني» بما يضمن نجاعة عمله التشريعي واستكمال الهيئات الدستورية، وتحقيق الاستقرار السياسي.
43 نائبا ينتظر أن يلتحق بهم آخرون، لا يقتصر مشروعهم، الذي لم يفصح احد منهم على شكله النهائي وكيف سيكون، فباستثناء الإشارة إلى أن الجبهة لن تتخذ شكل كتلة ترك الباب مفتوحا على فرضيات عدة تتعلق بشكل التنسيق ومضامينه وحدوده. في ظل تأكيد انس الحطاب ان هذه الجبهة ستكون أداة قوية في التفاوض صلب البرلمان بشأن عدة قضايا تنطلق من قانون مالية 2018 وتشمل القوانين والهيئات الدستورية.
انس الحطاب وكريم الهلالي، اللذين ورد اسم كل منهما في قائمة النواب 43، لا يكشفان الكثير عن ماهية الجبهة ومستقبلها خارج قبة البرلمان، هذا الغموض بشأن حدود الجبهة المزمع ان ترى النور يوم الاثنين، يتقاطع مع توجه حزبين أساسين فيها، مشروع تونس، وآفاق تونس، لانتقادات حادة لحركة النهضة وإشارتهم إلى ضرورة عودة التماهي بينها وبين العائلة الوسطية، وهو ما تشير إليه انس حطاب أيضا بتأكيدها أن حزبها، النداء، حاد عن مساره وعن فلسفة الشراكة في الحكم مع النهضة.
دوافع انس الحطاب والسبعة الآخرون من حركتها، الى الانضمام للجبهة هو فرض واقع جديد في البرلمان، يطمح أصحابه إلى أن ينهى حالة «التمازج» بين النهضة والنداء، طموح يدركه كل من النهضة والنداء وهو ما يفسر انزعاجهما من هذا التمشي، خاصة النداء.
انزعاج النداء عبّر عنه بتلويحه انه سيقع طرد أي نائب يلتحق بهذه الجبهة، تهديد أعلنه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب سفيان طوبال كما أعلنه الحزب في بيان رسمي صادر عنه. لكن هذا الانزعاج لن يكون كافيا لاتخاذ هذا القرار ، الذي تشير انس حطاب، وهي معنية به، إلى انه غير شرعي، ملمحة إلى ان الهيكل الشرعي الوحيد هو الهيئة السياسية التي يصادف أنها وأربعة آخرون من نواب النداء الممضين على البيان هم من أعضائها.
تلميح الحطاب بان لا شرعية للقرار لن يكون هو الدافع الأساسي للقائمين على نداء تونس لمراجعة تهديدهم، فالجبهة البرلمانية، التي تتخذ في هذه المرحلة شكل لجنة تنسيق متقدمة، ستكون عمليا القوة الثالثة في البرلمان، لكنها ستصبح القوة الثانية ان وقع طرد 8 من نواب النداء، الذي قد لا يقف نزيف كتلته عند هذا الحد.
سيناريوهات تعاطي النداء مع الجبهة محدودة، فهي إما الطرد وبهذا خسارة 8 من أعضائها او تجاهل الأمر، والخيار الثاني إن تم قد يشجع أفرادا من الكتلة على الالتحاق بالجبهة وفي أفضل الحالات فإنّ ستفقد قيادة نداء تونس الحالية قدرتها على السيطرة الفعلية على كامل أعضاء الكتلة، وتوجيهها في عملية التصويت. في كلا الحالتين هذه الجبهة ستكون لها تداعيات كبرى على كتلة نداء تونس التي تجد نفسها امامها مدفوعة الى التوجه للخيار الذي يقلل من خسائرها.
النداء لا ينشغل فقط بخسائره المحتملة في البرلمان بل هو يخشى ان تمتد رقعة الجبهة الى خارج البرلمان، وهو طموح تقر انس الحطاب وتشير الى انه حلم العائلة الديمقراطية الوسطية، في اشارة الى وجود راي يدفع الى جعل الجبهة كيانا سياسيا خارج اسوار باردو بهدف ملء المساحات الفارغة في الساحة الوسطية التي خلفها اهتراء نداء تونس.
قائمة نواب الجبهة البرلمانية وفق الكتل :
• كتلة حركة مشروع تونس :
- حسونة الناصفي
- خولة بن عايشة
- الصحبي بن فرج
- صلاح البرڤاوي
- عبادة الكافي
- عبد الرؤوف الشريف
- إبراهيم ناصف
- الناصر الشنوفي
- توفيق والي
- سهيل العلويني
- رابحة بن حسين
- سماح بوحوال
- ليلى الزحاف
- محمد نجيب الترجمان
- هاجر لعروسي
- ليلى الشتاوي
- محمد الطرودي
- مروان الفلفال
- هدى سليم
- نادية زنڤر
- مريم بوجبل
• كتلة حركة نداء تونس نداء تونس
- أنس الحطاب
- منصف السلامي
- وفاء مخلوف
- زهرة ادريس
- سعاد الزوالي
- كمال الحمزاوي
- لمياء الدريدي
• الكتلة الوطنية
- مصطفى بن احمد
- ليلى اولاد علي
- محمد الهادي ڤديش
- ناجية بن عبد الحفيظ
- صبرين الڤوبنطيني
• الاتحاد الوطني الحر
- علي بالإخوة
• كتلة آفاق تونس والتونسيين بالخارج
- حافظ الزواري
- ريم محجوب
- علي بنور
- كريم الهلالي
- رياض جعيدان
- محمد غنّام
- ليليا يونس
- هاجر بن الشيخ أحمد
- نزيهة البياوي