المكتب التنفيذي، قرار تعتبره النهضة من منطلق «أخلاقي» و«سياسي» عدم منافسة شريكها على مقعده ولا دعم اي مرشح منافس له، بعبارة اخرى ترك الطريق مفتوحا للنداء للفوز بالمقعد من جديد.
انتهت أشغال الدورة الاستثنائية لمجلس شورى حركة النهضة، المنعقد يوم أمس بمقر الحركة المركزي، وقد تقدمت الحركة خطوة في اتجاه حليفها حركة نداء تونس، خطوة قطعتها الحركة بإعلانها أنها لن تقدم أي مرشح في الانتخابات التشريعية المبكرة في ألمانيا، وقد عبرت صراحة عن ذلك في بيانها الصادر امس في نقطته الرابعة التي تعد اهم نقاط البيان.
نقطة ورد فيها ان مجلس الشورى المنعقد في دورة استثنائية قرر أن حركة النهضة «غير معنية بالمنافسة على مقعد دائرة ألمانيا وفوض للمكتب التنفيذي اتخاذ ما يراه لتنزيل هذا القرار». جملة شرحها سامي الطريقي عضو مجلس الشورى والمكتب السياسي للحركة بقوله انها حسم في قرار الترشح وترك الباب للتنفيذي لاختيار دعم مرشح شريكه نداء تونس من عدمه.
القيادي لم يقتصر على هذا التوضيح بل أكد أن قرار الشورى اتخذ بأغلبية ساحقة، في ظل توافق أعضاء المجلس على اعتبار ان مقعد ألمانيا هو من حق شريك الحركة في الحكم، حركة نداء تونس، وان الالتزام السياسي والأخلاقي يدفع الحركة لعدم المنافسة عليه، فان كان القانون يسمح لها بذلك فان التزامها تجاه حليفها يحول بينها وبين الترشح.
أحقية النداء بمقعد المانيا يشرحه سامي الطريقي بإشارته الى ان القانون الانتخابي يقول بان عملية تعويض المقعد الشاغر في المجلس تتم بالعودة للقائمة الفائزة في الانتخابات وصعود المرشح الموالي في القائمة، لكن باعتبار ان القائمة الانتخابية المعنية بسد الشغور لم تتضمن الا اسما وحيدا، فتم فتح باب الترشح لانتخابات مبكرة.
انتخابات مبكرة يعتبرها الطريقي لا تحجب الحق، من منطلق سياسي وأخلاقي، حرصت الحركة على الاعتماد عليه لتعزيز تحالفها مع حركة نداء تونس، وتمتين سياسة التوافق معها، والحركة لا تقف عند هذا الحد بل أكد عضو مكتبها السياسي انها لن تدعم اي مرشح منافس لمرشح النداء، باعتبار ان هذا تنزيل لقرار عدم الترشح وتطبيق لمبدأ أحقية النداء بمقعده. حسم عدم الترشح او دعم مرشح منافس للنداء يقابله ترك الخيارات مفتوحة للمكتب التنفيذي ليقرر دعم مرشح حركة نداء تونس في انتخابات ألمانيا من عدمه، وهو ما اكده الطريقي دون ترجيح لاي فرضية.
قرار الحركة بعدم الترشح هو بمثابة مد اليد لحليفها نداء تونس لتعزيز الشراكة بينهما، خاصة في ظل تصريحات لقادة النداء بان مرشحهم لمقعد المانيا سيكون المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي الذي زار ألمانيا في 7 من أكتوبر الحالي، ووقعت مناقشة فرضية ترشحه للانتخابات.
دورة استثنائية لمناقشة قانون المالية
لم تقتصر اشغال مجلس الشورى في الدورة الاستثنائية المنعقدة امس على ملف الانتخابات في المانيا بل شملت قانون المالية لسنة 2018، الذي اشير في البيان الى انه وقع الاستماع الى عرض أولي لمشروع قانون المالية وميزانية الدولة لسنة 2018 وقرر عقد دورة استثنائية لمناقشتهما.
كما اعرب المجلس عن انشغاله بتنامي ظاهرة الهجرة السرية، وترحم على أرواح الشباب الذين فقدوا في حادثة الغرق ويقدم أحر التعازي إلى عائلاتهم وذويهم.