نحن مؤسسي –التحالف الاجتماعي ‘’ الوليد ’ رضا التليلي’ والمختارأ بوبكر’ والحبيب عزيزي ’ وحمادي بن جاءبالله ’يشرفنا أن نرفع إلى سيادتكم رغبتنا في أن تتفضلوا مشكورين بما ترونه صالحا من المبادرة لمزيد إحكام ظروف الانتخابات البلدية المقبلة ’بما في ذلك استيفاء شروط اجرائها القانونية ’وهو مطلب نتقدم به الى سيادتكم بعد التشاور بشانه مع كبريات المنظمات الوطنية التي لقينا منها تفهما وترحيبا .
ويسعدنا بهذه المناسبة أن نحيط سيادتكم علما بأن ‘’الائتلاف الاجتماعي ‘’ المذكور حركة مواطنية ’ بعثناه لمقاصد ثلاثة ’شحذ الذاكرة’ واستنهاض الهمة ’وحفظ الوطن .فأمّا شحذ الذاكرة فلا نرانا في حاجة إلى التذكير –وانتم الراسخون في الوطنية والتاريخ- أن ‘’التحالف الاجتماعي’’ كان السبيل الأنجع التي انتهجها مناضلو معارك التحرير ’ورواد بناء دولة الاستقلال ’يوم ألفوا من الشتات قوة موحدة الجهود ’ وطنية الغايات ’ قهرت الاستعمار’ ومكنت –رغم تواضع الإمكانيات - من بناء دولة الاستقلال على اركان وثيقة هيأتها للصمود لنوايا سيئة أرادت اليوم العبث بمقوماتها .
فلقد كان ‘’اعتصام الرحيل ‘’ ورفض تضمين “الشريعة” في الدستور الحالي والإصرار -في المقابل –على التنصيص على مدنية الدولة ’ وعلى ‘’المساواة’’ بين المرأة والرجل في الحقوق الشخصية والمدنية والاجتماعية والسياسة في الدستور الحالي على نقائصه ’من أهم علامات وفاء التونسي عامة والتونسية خاصة للقيم التي بنيت عليها تونس الحديثة .
واعتقادنا ان ما يشير في جلاء إلى ذلك الوفاء أن الشعب التونسي لبّى النداء الذي توجهتم به إليه ذات يوم لإنقاذ الوطن ’ مما كان أل إليه من أوضاع لا نرضاها له ’ فرفعكم بانتخابات اكتوبر2014 الى رئاسة الجمهورية ’ ليأتمنكم شخصيا على تونس حاضرا ومستقبلا ’ ولترفعوا من تخيرتم الى رئاسة السلطتين التشريعية والتنفيذية .وكان ذلك دليلا بيّنا على مدى وعي التونسيين بدقة متطلبات مرحلتنا التاريخية الرّاهنة’ اعز مرحل تاريخنا واعسرها معا ’ باعتبارها مرحلة تحول الدولة الوطنية ’دولة الاستقلال ’ الى دولة وطنية ديمقراطية .وهل أزكى من أن يتم لنا ذلك بقيادتكم ؟
وفي هذا الأفق المستقبلي يطرح اليوم على الوعي الوطني سؤال الفعل السياسي في تونس اليوم:كيف السبيل إلى الارتقاء بالأغلبية الاجتماعية الموجودة إلى أغلبية انتخابية منشودة ؟ واذ لا نشكك اليوم- من مجرد المسؤولية الواعية - في “قانونية’’ الانتخابات التشريعية ’ فلنا على “مشروعيتها ‘’الأخلاقية و الاجتماعية والسياسية من التحفظ ما يقارب الرّفض ’وذلك بحكم فساد القانون الانتخابي الحالي أولا ’وبفعل عزوف شرائح واسعة من الشباب والمهمّشين عنها ’ في المدن كما في الأرياف ’وفي الجهات المحرومة كما في الجهات الأقلّ حرمانا ثانيا ’وبسبب ما يشاع من فعل المال الفاسد فيها ثالثا .وقد نتج عن ذلك برلمان هجين لم تتبلور فيه جهة سياسية قادرة على الحكم وفقا لما يقتضيه الجمع بين القانونية والشرعية معا
واذ” يستلهم الائتلاف الاجتماعي” اليوم تاريخ نضالات تونس الحافلة بالانتصارات ’ليستعيد السير على منهج التحالف الاجتماعي-وهو من اعرق تقاليدها ثقافيا ’ ومن أنجعها سياسيا - ’ فانه يتوجه إلى شخصكم الكريم في موقع مسؤولياتكم السامية أن تتفضلوا مشكورين باتخاذ ما ترونه صالحا من إجراءات سياسية تكون تتمة ناجعة لعمل إداري وحزبي بقي حتى اليوم متواضعا .
والمأمول من تدخلكم مغالبة ما كنا شهدناه من زهد أعداد غفيرة من التونسيين عن أداء الواجب الانتخابي’ سواء بالعزوف عن التسجيل في القائمات الانتخابية’ او عن ممارسة الحق الانتخابي ذاته من ناحية أولى ’والسيطرة قدر الإمكان ثانيا على هجمات المال الفاسد الذي بدأت اليوم تنجلي مصادره’ وتتحول الشكوك بشأنه إلى يقين ’و تفادي ما أمكن تفاديه ثالثا من تشتّت أصوات الناخبين بين أحزاب صغرى عديدة عاجزة.
والمطلوب الى الانتخابات القادمة ان تكون نتائجها سدا منيعا يحول بقوة دون جميع أشكال الاعتداء على الوطن ’اقتصادا وسياسة وثقافة وروحا أصيلة متفردة ’من ناحية ’وقوة بناء وتشييد قادرة على القيام بما يضمن –في القريب العاجل- مقومات اليقظة الوطنية التي يوجبها درء المخاطر’ ورفع التحديات وانجاز المشاريع.
يقيننا ان لنا فيكم خير نصير للارادة الصادقة والسعي لصالح الوطن’ ودمتم خير خلف لخير سلف
والسلام
عن اعضاء التحالف الاجتماعي
حمادي بن جاءبالله