نشــرت وزارة الداخليــة التونسية ليلة الجمعة الفارطة 12 صورة لإرهابيين، مرفوقة بأسمائهم وطالبت المواطنين عند مشاهدتهم أو الحصول على أي معلومات تخص مكان تواجدهم أو تحرّكاتهم، بمساعدة الوحدات الأمنية للقبض عليهم مخافة ان يقدموا على عمليات إرهابية في تونس.
هذه المعطيات التي تكتفي الوزارة بنشرها معتذرة عن تقديم اية معطيات إضافية لسرية التحقيقات،غير كافية لتقدير خطورة العناصر المفتش عنهم، لكن ربط المعطيات ببعضها يساعد على كشف نصف الأحجية المحجوبة بسبب التحفظ على المعطيات لاسباب امنية.
فعملية نشر الصورة جاءت بعد ايام من اعلان الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، أنه تم إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف مقرات أمنية وعسكرية في جنوب البلاد. وان «خمسة عناصر إرهابية، من بين 22 عنصرًا متورطًا في المخطط، جرى اعتقالهم وإصدار بطاقات إيداع بالسجن بحق 4 منهم».
تزامن الاحداث يرجح ان تكون العناصر الـ12 لها صلة بالمخطط الإرهابي، وهو ما اكده لاحقا مصدر مطلع، أشار إلى ان العناصر المفتش عنهم هم من المورطين في المخطط الإرهابي الذي تم الكشف عنه وإحباطه. عناصر قال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته انها كانت من بين مجموعة كانت تنوى بالتنسيق مع أطراف في ليبيا تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مقرات أمنية وعسكرية بمنطقة رمادة بهدف إفراغها من التواجد الأمني والعسكري تمهيدا للسيطرة عليها وإعلانها إمارة.
إحباط المخطط الإرهابي وإلقاء القبض على 5 أشخاص مكن الوحدات الأمنية من كشف بقية عناصر الخلية التي كانت تنوي السيطرة على المدينة، عبر مجموعة تتكون من 22 إرهابيا، وفق التحقيقات الأولية، وقع القبض على 5 فيما نشرت الداخلية صور 12 آخرين لمساعدتها على القبض عليهم، هؤلاء جلهم من منطقة رمادة من ولاية تطاوين.
ابرز العناصر التي نشرت صورها هو الإرهابي الهادي الغويل المفتش عنه منذ 2013 لانتسابه لتنظيم محظور، اذ كان منتسبا لتنظيم أنصار الشريعة المحظور قبل ان يلتحق بداعش الارهابي في 2015 ، أي بعد سنتين من استقراره في ليبيا، التي تسلل اليها فارا.
الغويل استقطب العشرات من أبناء ولايته تطاوين، وأساسا من منطقة رمادة للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي بليبيا، من بينهم مجموعة الـ30 التي تسللت الى ليبيا في 2015 والتحقت بداعش، حيث تربطه بعدد منهم علاقة صداقة نشأت أثناء فترة إقامته في رمادة بولاية تطاوين.
حسن معرفة الهادي الغويل بمنـطقة رمـادة وبالمسـالك الصحراوية التي تربط تونس بليبيا جعله يختار منطقة رمادة لتكون هدفا لهجوم مباغت من قبل تنظيم داعش الارهابي، هجوم وقع الاستعداد له عبر عمليات رصد قامت بها عناصر مقيمة بمنطقة رمادة نقلت لقادة المجموعة الإرهابية المتواجدين في التراب الليبي تقريرا عن تحركات ونقاط تمركز قوات الأمن والجيش.
تقارير كانت ترفع بشكل منتظم وتسلم الى الغويل، الذي ترجح معطيات أمنية انه اقام في سوريا لمدة سنة شارك فيها في الحرب الى جانب تنظيم داعش وعاد إلى ليبيا في اطار سياسة التنظيم في 2015 وهي تعزيز تواجده بليبيا. وبعودته الى ليبيا تمكن الهادي الغويل من صعود سلم المراتب في التنظيم ليصبح من «الامراء».
امارة تعززت للغويل بحكم قدرته على استقطاب عدد هام من شباب ولاية تطاوين ومنهم عسكري، كان من ضمن مجموعة الـ30 التي تسللت لليبيا والتحقت بمعسكرات سرت التابعة لتنظيم داعش أين تدرب حوالي 10 من الأسماء المنشورة صورهم من قبل وزارة الداخلية، يوم الجمعة الفارط. تدريبات كان يراد منها تعزيز القدرة الهجومية للمجموعة، التي ترجح مصادر امنية انها عادت الى ليبيا بعد فشل مخططها.
بلاغ وزارة الداخلية بخصوص العناصر الارهابية
تطلب وزارة الداخلية الإبلاغ الفوري عن العناصر الإرهابية «خليفة بن علي بن الصغير بنيحي» و»الهادي بن ضو الغويل بن سعيد الغويل» و«محمد بن الطاهر بن أحمد الحق» و«حمزة بن محمد بن أحمد عبد المولى» و«علي بن بوحواش بن علي بنقايد» و«أحمد بن علي بن الصغير بنيحي» و«حمزة بن سالم بن أحمد العايب» و«جمال بن علي بن أحمد العايب» و«البشير بن يحي بنصغير» وجمال بن محمد بن خليفة عبد الحق» و«خالد بن علي بن محمد عبد الحق» و«خالد بن سالم بن أحمد الدباكي.