الإسلامية بجيوش فاتحة بعد أن ارتددنا عن الإسلام.
أسبوع يشارف على الانتهاء منذ خطاب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي فتح باب النقاش بشأن المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة وبزواج التونسية بغير المسلم، وباب السجال لا يزال مفتوحا لا في تونس بل في الدول العربية والإسلامية خاصة وبقية العالم بصورة اعم.
لتتعامل وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية مع خطاب الباجي قائد السبسي وما تضمنه من إشارة الى ضرورة الوصول الي حل قانوني يسمح بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة ومطالبته الحكومة ووزير العدل بوقف العمل بالمنشور عدد73، على انه خبر هام وتعاطت معه بمقاربة إخبارية ركزت على الدعوة وعلى اختلاف وضع المرأة في تونس عن بقية الدول العربية أساســـا. على غـــــرار bbc وeuronews
خيار التعاطي الإخباري مع الحدث التونسي لم يحل دون ان تبرز وسائل الإعلام الفرنسية الخبر وتتقدم في تحليله قليلا، لتشير الى ما اعتبرته ثورة وتقدما في مشروع الإصلاح المجتمعي من قبل تونس، وتجنبت التركيز على صعود أصوات تعارض المقترح من قبل بعض رجال الدين في تونس وخارجها.
تفضيل التعاطي مع الملف بخصوص مقترح المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة الذي بادر به الرئيس التونسي، من زاوية خبرية هو ما تميزت به وسائل الاعلام الخليجية، فان غابت عن كبريات الصحف السعودية اي اشارة ولو كخبر، فقد اهتمت الصحف القطرية بالخبر، وتعاطت معه من منظور خبري لكن بطريقتها الخاصة.
طريقة تلتقى فيها وسائل الاعلام القطرية والمصرية في زاوية التناول، حيث ركزت اغلب الصحف في البلدين على إبراز دعوة تيار المحبة إلى سحب الثقة من رئيس الدولة، بل وعنونت الصحف مقالتها بهذا، بل وذهب بعضها كصحيفة (اليوم السابع) المصرية الى التركيز في تغطيتها الخبرية على استجواب شيوخ الأزهر ورموز التيارات السلفية المصرية لمعرفة موقفهم من الدعوة إلى المساواة في الميراث، وإبراز ذلك في العناوين، التي تشترك في ان ذلك ضد الشرع.
التغطية الخبرية لجل وسائل الإعلام العربية، وهي خيار تحريري، يكشف تجنب وسائل الإعلام الخوض في الجدل الى حين صدور موقف رسمي من القيادات الرسمية لدولها، اي أنها أجلت الإعراب عن موقفها إلى حين التأكد من ان المقترح بات قانونا. لكن هذا لم يحل دون ان ينشر موقع الداعية المصري عمر خالد مقالا إخباريا عنوانه» (زواج المسلمة بغير مسلم.. إباحة في تونس ومنع في مصر) ركز بدوره على رفض المقترح من قبل رجال دين تونسيين.
فقط بعض الصحف نشرت مقالات رأي عبر أصحابها في بعضها عن دعمهم للمقترح من ذلك مقال سحر عبد الرحمان بعنوان «نساء مصر ونساء تونس» الذي قالت فيه «اعتقد بأن الأوان قد حان لمواجهة وتغيير أنفسنا وطرق فكرنا العقيمة التي عفا عليها الدهر، ولنتخذ من تونس القدوة لتحطيم تابوهات التمييز» ومثلها فعلت رباب كمال التي كتبت لموقع «مصريات» مقالا بعنوان «تونس .. شوكة في حلق الأزهر» ذكرت فيه كيف ان الأزهر في خمسينات القرن الماضي افتى بعدم ترشح او مشاركة المرأة في الانتخابات.
كثيرة هي المواقف الصادرة عن وسائل اعلام الدول العربية لكن اهمها كان من صحف المملكة المغربية التي اعادت اثارة ملف المساواة في الميراث بعد ان اغلق في 2016، وتساءلت صحف عديدة عن امكانية انتقال الجدل مرة اخرى من تونس الى المغرب.
تعاطي ايجابي هو ما ميز تعليقات المثقفين والاعلاميين العرب خاصة من المقيمين خارج الدول العربية، كباسم يوسف وغيره ، لكن الكأس ليست ملأى اذ نشر موقع (الوفد) مقالا لصاحبه علاء عريبي بعنوان «هل سنحارب تونس؟» تضمن هجوما عنيفا على تونس ورئيسها بسبب ما اعتبره كاتب المقال «ردة عن الدين».
مقال عبر فيه صاحبه عن موقفه المنطلق من ثوابت الدين من وجهة نظره وضرب مثلا بين الردة في بداية خلافة ابو بكر الصديق وبين ما تتجه اليه تونس من إقرار مبدأ المساواة في الميراث وحق التونسية في الزواج بغير المسلم، واعتبر ان الامرين سيان ولذلك وجب على الدول العربية والاسلامية ان تتصرف.
تصرف اقترح ان يكون حاسما بان تقع معاقبة تونس لان رئيسها يفكر «فى تعطيل بعض النصوص القرآنية قاطعة الدلالة، واستبدالها بمواد من القانون المدني على النقيض منها» وهو ما «سوف يعقد الوضع فى المشهد العربي والإسلامي بشكل عام، لأنه بقوانينه هذه سوف يدخل فى خانة المرتد» وهنا اكد الكاتب المصري انه من الضروري اتخاذ موقف عربي إسلامي تساءل ان كان سيقتصر على «الشجب والإدانة والاتهام بالزندقة والتكفير أم بالحصار والمقاطعة، أم باستخدام القوة كما فعل الخليفة أبوبكر الصديق، أم سنتركه لداعش والجماعات الارهابية والمتطرفة؟»
هذا المقال الذي صدر بموقع الوفد، اعرق أحزاب مصر، تجاوز في رفضه ما وقف عنده الازهر، ولا يعلم ان كان كاتب المقال يسخر ام هو بالفعل يدعو الى اعادة فتح تونس ان وقع اقرار جملة من الإصلاحات المجتمعية