يبدو ان اشكالية مصنع الكابل هي القطرة التى أفاضت كأس صبر اهالي ولاية الكاف بسبب معاناتهم من «سياسة التهميش» ومن تواتر فقدان مواطن عملهم وغلق المؤسسات الصناعية «التى تعد على الأصابع» على حد تعبيرهم حتى اصبحت الوعود الحكومية والرسمية لا تقنع ولا تنفع، ولذلك تغيب ممثلو مكونات المجتمع المدني وممثلو المنظمة الشغيلة عن جلسة الحكومة المنعقدة مساء الجمعة المنقضي للنظر في الحلول الممكنة لرفع الاعتصام ولإطفاء نار الاحتجاجات التي من الممكن ان تتوسع رقعتها اكثر فأكثر وفي هذا الاطار تنعقد اليوم 2 افريل هيئة ادارية جهوية بالكاف تحت اشراف الامين العام المساعد المسؤول على الادارة والمالية بوعلي المباركي للنظر في التحركات الاحتجاجية المقبلة التى يعتزم الاتحاد الجهوي للشغل خوضها على خلفية تنكر الحكومة لجملة من تعاهداتها وعلى خلفية ايضا الحراك الاجتماعي الذي تعرفه الولاية في الفترة الماضية بعد ان هدد صاحب مصنع «الكابل» بالجهة احالة العمال على البطالة الفنية وايضا غلق مصنع الملابس الجاهزة منذ اكثر من 3 اشهر ابوابه والوضعية المتردية التي يعيشها مصنع الاسمنت ...ويشدد الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بالكاف توفيق الشابي على ان الهيئة الادارية مفتوحة على كل الخيارات .
النائب عن ولاية الكاف بمجلس نواب الشعب منجى الحرباوى دون ان جلسة يوم الجمعة غاب عنها ممثل عملة النقابة الأساسية بالشركة «الكابل» كما غاب عنها ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل و حضر بقية المتدخلين نواب الجهة و الوالي و اتحاد الصناعة والتجارة و الممثل القانوني المدير العام للشركة، كما اكد أن الاجتماع تطرق الى مشاكل التسيير ومناخ العمل غير العادي والتعطيل المتواصل للإنتاج و المشاكل الشخصية و التجاذبات التي عرضها الممثل القانوني للشركة مما اجبر المصنع على اتخاذ بعض الإجراءات من أجل التنظيم وتحديد المسؤوليات و طلب المساعدة على تطبيق القانون وخاصة تمسكه بحقه في التصرف الإداري و التصرف اللوجستي في الشركة دون تدخل وضغط مع احترام القانون.
كل المؤسسات تعاني ..
علما وانه تم الإبقاء على الجلسة مفتوحة إلى حدود يوم غد الاثنين مع تجديد الدعوة لباقي الأطراف للخروج بموقف و قرار موحد بعد ان اكد ممثل الشركة انه لا نية لهم للمغادرة ، في المقابل بين الشابي ان الاتحاد لم يحضر هذه الجلسة لان الاتفاقات مع الحكومة لم تعد تجدي وان المقترحات التى تقدم بها ممثل الشركة لا ترتقي لمطالب العمال ومن بينها التمسك بنقل المعدات وبالتالي فهو تمهيد للمغادرة والتخلي عن حوالي 53 عاملا لهم عقود وقتية والانطلاق في البطالة الفنية منذ 4 افريل ، مشيرا الى ان جلسة الحكومة ظلت مفتوحة ولكن الهيئة الادارية ستناقش الموضوع اليوم وتقرر الخطوات القادمة علما وان اشكالية مصنع الكابل هي «القطرة التى افاضت الكأس» وان المؤسسات الموجودة على قلة عددها فهي تعاني من صعوبات جمة وقد تم طرح العراقيل والمشاكل خلال اجتماع للجنة البرلمانية الاخيرة التي اهتمت بالشمال الغربي لكن لا يوجد أي قرار او تحرك ايجابي .
غضب واحتقان
الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بالكاف شدد على ان المطالب الرئيسية تتمحور حول الدخول في مفاوضات جدية تفضي الى نتائج ملموسة وليست وعودا زائفة ، اما فيما يتعلق بالوضع الاجتماعي بالجهة ليوم امس فقد اكد ان مسيرة اخرى انطلقت امس في مختلف شوارع الكاف وان الاعتصام تجدد بمفترق الطرق في انظار حلول جدية للجهة ككل اما فيما يخص التعزيزات الامنية بين الشابي ان «هناك وجود امني لكن لم يحصل أي تدخل في المسيرة او في الاعتصام»، مشددا في الان ذاته على درجة الغضب الكبير والاحتقان.