انطلقت مساء أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة أشغال المؤتمر الثاني لحزب آفاق تونس، بمشاركة المؤتمرين 576 وضيوف الحزب، وأبرزهم راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة واحمد نجيب الشابي والأزهر القروي ممثل رئيس الجمهورية.
أشغال الافتتاح وما ترافق معه من تظاهرات منها كلمات لشباب الحزب وقراءة لرسالة رئيس الجمهورية كانت في نسق هادئ إلى ان صعد فوزي عبد الرحمان وياسين إبراهيم المتنافسان على انتخابات رئاسة الحزب في المؤتمر الذي لن يشهد سوى انتخاب مجلسه الوطني ورئيس الحزب.
صعود المتنافسان حمل معه خطابا سياسيا غاب عن جل الكلمات التي ألقيت وتعلقت بتأسيس الحزب ورهانه على الشباب والتعصير، لتكون اول رسالة سياسية توجه من آفاق تونس على لسان فوزي عبد الرحمان ومفادها ان منظومة الحكم الحالية كلها اهتراء وتسبب بالفشل.
فشل قال عبد الرحمان ان الطبقة السياسية تتحمل مسؤوليته وان عليها اليوم، (ومنها حزبه) العمل على استعادة ثقة الناخبين وان الانتخابات البلدية القادمة ستكون فرصة لذلك، والفرص عديدة في كلمات المرشح المراهن على الظفر بمقعد رئيس الحزب، بإستراتيجية تقوم على تحديد التوجه السياسي للحزب وإعادة تموقعه في المشهد، بعد تقييم دقيق لتجربة الحكم وما قدمته.
ويعتبر انّ الحزب عليه أنّ يتحلى بالشجاعة ليعبر عن رأيه حتى وان اختلف مع بقية الطيف السياسي، فهو، أي آفاق تونس يعتبر انّ مرحلة المؤقت دامت بعد انتخابات 2014 وان تركيز الهيئات الدستورية طال في ظل تعثر وصمت الطبقة السياسية الحاكمة التي عجزت عن معالجة كل ألازمات في البلاد.
طبقة سياسية جلس ابرز قادة أحزابها الحاكمة في الصف الأول ليستمعوا لخطاب المرشحين، اللذين نقدا تجربة تونس في 6 سنوات وضعف الدولة وعدم الذهاب الى المصالحة الوطنية وفق عبد الرحمان، الذي رفع من سقف الانتقاد ليدفع من بعده برئيس الحزب والمرشح للبقاء في منصبه ياسين ابراهيم الى تصعيد خطابه ليعلن ان حزبه مع دولة تخدم المواطن وليس دولة تهيمن على المواطن، وهذه الدولة المرجوّة يجب ان تكون شجاعة لا ترتعش يدها امام الفساد الذي بات في كل القطاعات والمجالات ومنها المجال السياسي، فساد اعتبره إبراهيم قد شل الدولة وكلف اقتصادها 4 % من الناتج الوطني ويجعل منها دولة اقتراض تفقد لسيادتها.
لتحمل كلمة ابراهيم الكثير من النقد الصريح لا المبطن، للحكومة ولاحزاب وللقضاء الذي اعتبر انه يجب ان يكون قضاء في خدمة الضعيف وان يتحلى بالشجاعة لتطبيق القانون، ولم يغفل عن الحاكمين وأنه يجب ان يكونوا في خدمة الناس وليس في خدمة مصالحيهم عبر اجهزة الدولة التي اعتبر انه ليس كافيا «الوقوف لتونس»، وقد رفعها الشاهد رئيس الحكومة كشعار، بل يجب المضي في الطريق الإصلاح والركض أحيانا.
لينهى إبراهيم كلمته أمام راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بالتشديد على ان التوافق ليس هو المراد وإنما نتائج هذا التوافق، فان حقق نتائج وتقدم بتونس والا فيجب ان تتحمل الأغلبية مسؤوليتها وتحكم.
كلمات ياسين إبراهيم الذي صرح لـ«المغرب» ان مؤتمر الحزب سيكون محددا في تموقعه السياسي القادم وفي خطابه تجاه الطيف السياسي والحكومة الذي سيحسم في اللائحة السياسية، إضافة إلى تقييم حكومة الوحدة الوطنية وحظوظ نتائجها.
وقال ابراهيم ان المؤتمر سيختتم بانتخاب هياكل الحزب وبالاساس الرئيس والمجلس الوطني وان هذا المؤتمر الثاني سيكون مؤتمرا انفتاح على العائلات السياسية ومنها الدستوريين، وان النظام الداخلي سيعرض على التصويت للمصادقة على الهيكلة الجديدة ومن بين شروطها ترك الباب مفتوحا.