عميد كلية الآداب بمنوبة الحبيب القزدغلي لـ«المغرب»: حادثة العلم بمنوبة وملحمة بن قرادن لهما نفس الأبعاد...

اعتبر عميد كلية الآداب بمنوبة واستاذ التاريخ الحبيب القزدغلي في حوار اجرته معه «المغرب» ان حادثة العلم بكلية الآداب بمنوبة، التي تمرّ عليها اليوم 5 سنوات، لها ذات ابعاد ملحمة بن قردان والتي بدورها يمرّ عليها اليوم سنة، فالمشروع واحد وهو تركيع تونس للظلاميين

وان كانت تمظهراته مختلفة سواء بالهجوم المسلّح على بن قردان او بمحاولة انزال العلم التونسي من على سطح جامعة منوبة وتعويضه بالراية السوداء.

كيف سيتم إحياء الذكرى الخامسة لما اصبح يُعرف بحادثة العلم في منوبة ؟
نحن احتفلنا بها في العام الاول لانها تزامنت تقريبا مع اغتيال شكري بلعيد والذكرى الخامسة ستكون فرصة لتقييم المسافة التي ٌقطعت من تاريخ 7 مارس 2012 الى 7 مارس 2017، وسنذكر بالحادثة وابعادها وهي كذلك تتزامن مع الذكرى الاولى لمحاولة فاشلة في بن قردان لاحتلال البلاد والحادثتان متشابهتان في الابعاد، فحادثة منوبة ايضا احد تمظهرات محاولات احتلال البلاد بمحاولة انزال العلم من سطح احد رموز الدولة المدنية وهي الجامعة وتعويضه بالراية السوادء.

وغدا سيقع رفع العلم والنشيد الوطني سيقع عزفه من طرف الفرقة الموسيقية التابعة للجيش الوطني واكن من المفترض ان يحضر وزير الدفاع الوطني ولكنه اعتذر بسبب تحوله لبن قردان لإحياء ذكرى الملحمة، كما سيقع تدشين لوحة تذكارية رخامية في مدخل كلية الآداب بمنوبة وسيُلقي العميد المتقاعد من الجيش محجوب السميرات كلمة بمناسبة صدور كتابه الذي استوحاه من الحادثة وعنوانه «العلم التونسي».

كما ستُلقي الشاعرة شيراز الجزيري قصيدة جديدة بمناسبة إحياء ذكرى العلم كما ستحضر خولة الرشيدي وخلال الاسبوع الجاري ستكون هناك احتفالات وتظاهرات، اذ ستنظم النوادي أنشطة تتعلق بالتاريخ وحوارات ومحاضرات صبيحة يوم الاربعاء وسيُنظم احتفال في مدرج الكلية يوم السبت.

ماهي المسافة التي قُطعت من تاريخ حادثة العلم الى اليوم، او مالذي تغيّر ؟
في 7 مارس 2012 كان البعض يريد ان يظهر ان السلفيين والمتشددين كشباب منفلت ومتهور ولم يصدقوا آنذاك ان هناك مشروعا لاحتلال تونس، ففيما قبل هناك تسلط على الجامعة باسم السياسة وفي ذلك الوقت تحول الى تسلط ومحاولة لتركيع الجامعة باسم الدين ومع احترامنا للسياسيين والدين فالجامعة يجب ان تكون مستقلة وخاضت حينها ما نسمية بالمعركة الاكاديمية.

المسالة الثانية، الحادثة اظهرت ان المسالة تتجاوز كلية الآداب بمنوبة ومحاولة تركيعها اذ ان الهدف يشمل تركيع كل البلاد وكان شباب الجامعة هو وقود المشروع وقد ارسلوه فيما بعد لبؤر التوتر للقتال، كما اظهرت الحادثة ان هناك شبابا في تونس ونساء واعون ويمكن ان يضحوا بانفسهم لحماية مدنية الدولة من المشاريع الظلامية ولكن المسيرة لا تزال طويلة وردة فعل خولة الرشيدي كانت لبنة في مسار الدفاع عن تونس ومدنيتها.

مالذي تغيّر في الجامعة منذ ذلك التاريخ ؟
بعد الحادثة وقع أقرار ماجيستيرات جديدة من الدراسات المتعلّقة بالجندرة والاديان والتراث المتنوع وهي من وحي تلك الاحداث فدور الجامعة أن تكون مكانا للعلم والوعي وترسيخه واليوم الكلية استرجعت دورها في دراسة الدين والسياسة من موقعها العلمي والمعرفي.

لكن مؤخّرا حدثت صدامات عنيفة بين الفصيل الاسلامي واليساري في الجامعة ؟
نحن في كلية منوبة لم نشهد اي صدامات ويوم 5 اكتوبر قمنا بتدشين ساحة لغاندي وقد اهدتنا سفارة الهند تمثالا له، بمعنى اننا في جامعة منوبة على الاقلّ نكرّس اختلاف الافكار ونؤمن بها وهو امر غير مقلق، لكن التعبير عن تلك الافكار بعنف هو الخطر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115