مع مبادرته (مبادرة الرئيس)، تفاعل يدرك الرئيس انه لن ينجح فيه ما لم يكن الغنوشي مبعوثه الخاص اليهم.
بات الملف الليبي احد أركان المحادثات التي تجدّ بين رئيس الدولة الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ففي ثلاثة لقاءات بينهما منذ عودة الرئيس من زيارته الى الجزائر، كان الملف الليبي مطروحا على الطاولة يوم أمس بين الرجلين في لقائهما الدوري، منذ وصول قائد السبسي الى قصر قرطاج .
لقاء أعلنت عنه مصالح رئاسة الجمهورية التي نشرت حوارا مقتضبا مع راشد الغنوشي تحدّث فيه عن مضامين اللقاء، التي قال أنها تهم الوضع العام بالبلاد والعلاقات الخارجية لتونس. ليفصل لاحقا كل محور. ففي الشأن الداخلي كانت المحادثات تتعلق بضرورة حشد كلّ الجهود للنهوض بالأوضاع الاقتصادية ودفع عجلة الإنتاج والرفع من نسق إحداث مواطن الشغل خاصة بالمناطق الداخلية، إضافة لأهمية الإسراع بتنظيم الانتخابات البلدية والجهوية في أحسن الظروف. وفق تصريح الغنوشي.
أما محور العلاقات الخارجية، فكان بالأساس الملف الليبي، الذي وضع على طاولة النقاش، ليقول الغنوشي وهو يغادر القصر انه جدد دعم حزبه لمبادرة رئيس الجمهورية لحل الأزمة الليبية وضرورة عمل كل الأطراف على إنجاح هذه المبادرة لتحقيق الاستقرار المرجو في ليبيا والمنطقة عموما.
التدوينة التي نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة برئاسة الجمهورية وبرئيس حركة النهضة، كشفت بشكل صريح عن قبول رئاسة الجمهورية بلعب راشد الغنوشي لدور سياسي في الملف الليبي. فان يلتقي رئيس الدولة برئيس حزب سياسي يشارك في الحكومة لمناقشة السياسات الخارجية، والاطلاع على ما قام به رئيس الحزب من اتصالات وتحركات في ملف اقليمي، هو قبول صريح بالدور الذي يلعبه الغنوشي.
هذا القبول الذي يستشف ممّا صرح به رئيس الحركة يجد ما يؤكده في تصريحات رفيق عبد السلام المكلف بالعلاقات الخارجية في حركة النهضة والذي قال في تصريح لـ«المغرب» ان الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي «ينسقان فيما بينهما» مشدّدا على وجود «تكامل الأدوار بينهما في إطار عمل مؤسسات الدولة ومصالحها».
فلئن حرص رفيق عبد السلام على انتقاء كلماته ليتجنب ما قد يثير الجدل، فانه يقر صراحة بان رئيس حركته ورئيس.....