يوم أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة تحت شعار «العزة لتونس والكرامة للمواطن».
لم تهتز قاعة قصر المؤتمرات من قبل كما اهتزت يوم أمس حينما صعدت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري، على المنصة لتلقي كلمة افتتاح المؤتمر، كلمة كانت هي الاولى لزعيمة تاريخية في الحزب منذ أشهر، لم يغيب فيها المرض مية ولم يقلص من اهتمامها بالشأن العام، كما بينت في كلمتها. لتؤكد ان حزبها والتونسيين سينتصرون في الحرب على الإرهاب، لأنهم دعاة حياة لا موت، لتذكر بضحايا العمليات الارهابية من التونسيين سواء في الداخل او الخارج.
مية الجريبي أشارت لغيابها عن الساحة السياسية لأسباب قاهرة، دون ان تبتعد عن الاهتمام بالشأن العام والسياسة، موجهة الشكر لكل من دعمها، ولكل من حضر أشغال مؤتمر الحزب، من مختلف العائلات السياسية التونسية، منوهة بانجازات الثورة والأمل الذي زرع في النفوس بان تصبح تونس عادلة متقدمة وحرة. منتقدة من يطالب بغلق قوس الثورة ووقف جلسات السماع لمسار العدالة الانتقالية. ولم تغفل الجريبي عن رفض حزبها الى انحراف مسار العدالة الانتقالية، عبر مسار ينتهي بمصالحة حقيقية وليست مغشوشة يقع وضعها على القياس، في خطوة لإرساء منظومة جديدة تقوم على العدل والقانون.
ونبهت الجريبي من مخاطر اختراق الدستور وضرب مبدإ التوازن والفصل بين السلطات الذي باتت تعانيه تونس، وحذرت من انحراف المشهد السياسي، لتختتم كلمتها بالاعتذار عن عدم قبول «شرف» ترشيحها لمنصب الأمانة العامة للمرة الثالثة، لتشكر من اقترح عليها المنصب وتعلن انها وان تركت منصبها فانها لن تترك مكانها في الحزب او الساحة الوطنية ولن تتوقف عن «العطاء» ما دامت تتنفس.
كلمة الجريبي اتي ألهبت حماسة الحاضرين في القاعة، في اول اشغال المؤتمر السادس للحزب الجمهوري الذي يتواصل طيلة أيام 3و4 و5 من شهر فيفري الجاري.بمشاركة 450 مؤتمرا من جميع أنحاء الجمهورية ، لمناقشة 6 لوائح وهي السياسة العامة والوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد والتربية والتعليم والثقافة والنظام الداخلي الجديد للحزب والمرأة والشباب.
في انتظار ان تتختم الاشغال بعقد انتخابات اللجنة المركزية، والأمين العام الجديد للحزب وأعضاء المكتب السياسي وأعضاء المكتب التنفيذي.