تصاعد نسق أشغال المؤتمر الثالث والعشرين لمنظمة الشغالين، فقد حل يوم الانتخابات، وما يحمله من شد للأعصاب وجذب، رغم إجماع قاعدة واسعة من المؤتمرين الـ550 على ان النتائج لن تحمل «مفاجآت مدوية»، وان اشتدت حالة الاحتقان والشدّ في صفوف الجميع، من قرر الترشح لخوض انتخابات المكتب التنفيذي أو اللجان، ومن دعم القائمة أو المستقلين وكان من فريقها الانتخابي، او من راقب بعيدا ليعلم أين يمضي الاتحاد بعد 71 سنة على تأسيسه.
والمؤشرات الأولية لا تحمل اي تغيير جوهري في مسار الاتحاد منذ ثمانينات القرن الماضي، اذ ان الخط العاشوي الذي يمتاز أهله بأنهم أنصار العمل النقابي البحت وأنهم خارج الأحزاب ولا تنظيمات سياسية لهم، كان شبه مهيمن على المؤتمر، باحتساب عدد المؤتمرين الذين ينتسبون إليه أو يناصرونه.
هذا الخط الذي يمثله نور الدين الطبوبي، المرجح ان يكون الأمين العام القادم، وفق نوايا التصويت في قاعة المؤتمر، صحبة لفيف من رفاقه في القائمة، لن يقلوا عن عشرة، اذ يبدو ان التصويت لها سيكون «بلوك»، وان ظلت المخاوف من سقوط احد أعضائها قائمة، وتشمل ثلاثة، أبرزهم محمد المسلمي ونعيمة الهمامي، التي تنامت المخاوف من سقوطها وعدم فوز اية امرأة بعضوية المكتب التنفيذي رغم تدخل العباسي بثقله لإقناع المؤتمرين.
إمكانية سقوط هذين المرشحين، لا علاقة لها بحظوظ القائمة التي تحظى بعدة قطاعات واسعة من المؤتمرين، وهم بالأساس نواب جهة تونس، المقدر عددهم بحوالي 120 ، ونواب جهة القيروان وقفصة والقصرين، وجزء من نواب صفاقس وولايات الشمال الغربي ونواب قطاع التعليم الثانوي والأساسي المقدر عددهم في حدود 100 نائب، ونواب قوميين، ينقسمون بدورهم بين نواب منتظمين في أحزاب، التيار الشعبي وحركة الشعب، وأغلبية غير منتظمة في أحزاب ، كحال جل المؤتمرين.
فالمؤتمرون الـ550 لا يمثل المتحزبون منهم أكثر من .....