عشية انطلاق المؤتمر الـ23 لاتحاد الشغل: انطلاق في ظل تهدئة للأجواء واستمرار البحث عن الوفاق

لم يعد يفصل عن انطلاق اشغال المؤتمر الثالث والعشرون لاتحاد الشغل غير ساعات معدودات، يبدو ان المرشحين لانتخابات المكتب التنفيذي سيمضونها في التقاط انفاسهم، بعد جولات في الجهات، واعادة ترتيب اوراقهم لتحديد اي منها سيقع اعتماده في مجريات المؤتمر الذي يبدو انه سيكون

اكثر من استثنائي في تاريخ المنظمة ليس لرهانه الانتخابي بقدر ما هو للرهانات الهيكلية والترتيبيّة.

تعد الطبقة السياسية والنقابية في تونس الساعات لتصل الى موعد الـ22 من جانفي الجاري، غدا الأحد، موعد انطلاق اشغال المؤتمر الـ23 للاتحاد منذ تاسيسه قبل 71 سنة، والثاني منذ الثورة، لتتمكن من استقراء اين يمضى المؤتمر وما هي خياراته الكبرى، في ظل تعذر القيام بذلك في الاسابيع الفارطة لتداخل المشهد وتعدد اللاعبين والفاعلين فيه.

اتحاد الشغل الذي يمضى الى مؤتمره بقائمتين تتنافسان على 13 مقعدا وهي عدد مقاعد المكتب التنفيذي، في ظل تقارب في الحظوظ واحتدام المنافسة الانتخابية التي بلغت مرحلة «الانتقادات الحادة» واتهامات باختراق القانون بين اعضاء المكتب المتخلي ممن لهم الحق في الترشح وفق الفصل 10من القانون الاساسي، وهذه اول مرة في تاريخه منذ الاستقلال.

سابقة تقترن بخيار احد اعضاء المكتب العشرة، وهو قاسم عفية الترشح منفردا وقيادة مجموعة من الغاضبين على المكتب الحالى في قائمة يسوق لها باعتبارها قائمة يسارية نقابية، ستحول دون انحراف مسار الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي بات مهددا من وجهة نظره ونظر من معه في القائمة بسبب «محاولة المكتب التنفيذي الحالي تحديد مصير المؤتمر». مصير يعتبر انه محل تساؤل عن شرعيته ومآلاته، ان فازت قائمة نور الدين الطبوبي، الرجل الثاني في المنظمة بعد حسين العباسي الامين العام المتخلي، والذي طرح اسمه كخليفة للاخير منذ اكثر من سنة.

احتدام الرهان الانتخابي وعدم وضوح الحظوظ دفعا بالمتنافسين الى قيادة حملة انتخابية في الجهات والقطاعات، ليركز كل طرف على الجهات والقطاعات التي يعتبرها اساسية، وفي الاثناء تتواصل مساعي البحث عن حلول واتفاقات بين القائمتين، من قبل مقربين منهما، بهدف منع التنافس من ان يتطور الى سجال وصراع.

صراع غذته تصريحات وحوارات ذهب اصحابها الى توجيه اتهامات من بينها «القرب من التيار الاسلامي» و«تجاوز القانون» للقائمة الرسمية، التي ترشح على رأسها نور الدين الطبوبي، اتهامات يعتبرها اصحابها قادرة على تعزيز حظوظهم وليس اسقاط الامين العام المساعد الطبوبي الذي حافظ على هدوئه وتجنب الرد على الاتهامات مثله مثل بقية اعضاء قائمته التي ضمت 9 من الاعضاء الحاليين للمكتب التنفيذي.

وعوضا عن ذلك خير الطبوبي جر النقاشات الى ملف الهيكلة والقانون الاساسي، وهي ملفات بدورها تطرح رهانات كبرى، والى تسويق «مسار طبرقة» الرافض لان يرتبط الاتحاد بالاحزاب. خيار عبر عنه الامين العام المساعد باجتناب الحوارات الصحفية قدر الامكان قبيل انعقاد المؤتمر واطلاق ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115