الاحتجاجات في الجهات : الحكومة تتفهم...

لم تخلف الجهات ما تتوعد به الحكومات التونسية في شهر جانفي، موجة احتجاجات تندلع لتصبح كبقعة زيت متمددة الانتشار، وهذا ما توقعته حكومة الشاهد وعاينته خلال اليومين الفارطين، لكن لم تحسم امرها لتحدد خطابها تجاه التحركات، فهي منقسمة ما بين من يلمح لوجود

من يحرك الاحتجاجات لاغراض «اجرامية» وبين تفهم لغضب الشارع التونسي ولكنه في المقابل ينتصر للحكومة ويعتبر أنه على الجميع ان يطلب منها المستطاع ليناله.
التراجيديا الاغريقية قامت على مفهوم اللعنة التي ترافق الفعل البشري في جل تفاصيله ان تعلق الامر بالمقدس او بالمعجزات والاساطير، فكانت اللعنات هي من حفظ للبشرية الارث الاغريقي، لكن في تونس للعنة تجلي خاص، فكل الانظمة السياسية منذ الاستقلال عاشت لعنة «جانفي»، المتمثلة في موجة احتجاجات نقابية وتحركات سياسية او طلابية او تلمذية.

لعنة جانفي التي اطاحت بنظام بن على ومنه انتقلت لتصبح لعنة سنوية، فمنذ الثورة اتسم شهر جانفي بانه شهر التحركات الاحتجاجية الاجتماعية، التي ترفع فيها شعارات التنمية والتشغيل، وهي احتجاجات كانت تتم بنسق تصاعدي، على غرار احتجاجات السنة الفارطة، حيث عمت 14 ولاية من اصل 24.

تقليد سياسي بات يتبعه الشارع التونسي كل شهر جانفي وباتت الحكومات تدركه، وهذا بالضبط ما كان مع حكومة يوسف الشاهد التي كان خطاب وزرائها في شهر ديسمبر 2016 وقبله يتوقع موجه احتجاجات اجتماعية، في ذلك التاريخ كان الوزراء ومصادر من قصر الحكومة بالقصبة تتحدث عن استعدادات لرئيس الحكومة تهدف لامتصاص الغضب بحزمة من الاجراءات والزيارات للجهات. زيارات لم يتم منها الا زيارتين، زيارة لولاية سليانة واخرى لولاية جندوبة.

فيما تركت بقية الجهات لمواعيد لاحقة، لكن الوقت لم يمهل حكومة الشاهد، فقامت موجة من الاحتجاجات يبدو انها في مرحلتها الاولى وقد تشهد توسعا لرقعتها الى مناطق اخرى، احتجاجات شهدتها منطقة بن قردان من ولاية مدنين، ومناطق مختلفة من ولاية القصرين وولاية سيدي بوزيد قال عنها المهدي بن غربية وزير العلاقات مع الهئيات الدستورية ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115