الحملة الانتخابية للمؤتمر الـ23 للاتحاد العام التونسي للشغل : الانتفاضة على الخط «العاشوري» وقطع الطريق على الإسلاميين في المؤتمر القادم

انطلقت رسميا الحملة الانتخابية للمؤتمر الثالث والعشر ين لمنظمة الشغالين، وبانطلاقها كشف كلّ طرف بصفة مباشرة عن جوهر حملته الانتخابية وخطابه الموجه للنقابيين بهدف إقناعهم بالتصويت له، لكن وبصفة غير مباشرة كشف الخطاب عن تجدّد الصراع بين الخط «اليساري»

والخط «العاشوري» وان كان الصراع يتخذ لنفسه خطابا يخفيه، والخطاب يستند إلى الخوف على الاتحاد من تغلغل الإسلاميين في الهياكل المركزية.

كشف الاتحاد العام التونسي للشغل بصفة غير رسمية عن ترشّح 26 نقابيا للمنافسة على مقاعد المكتب التنفيذي الـ13، مرشحون ينقسمون إلى قائمتين تتنافسان على كسب أصوات 550 مؤتمرا سيحددون من هو الأمين العام الجديد للمنظمة نور الدين الطبوبي ام قاسم عفية، وذلك خلال أشغال المؤتمر أيام 22 و23 و24 و25 جانفي الجاري .

فكل من الأمينين العامين المساعدين، الطبوبي وعيفة ترأس قائمة، لا تزالان غير مكتملتين، ويعمل على ان يفوز بأكثر من ثلثي المقاعد لضمان تقلده لمنصب الأمين العام، فان اختار الطبوبي ان يترشح رفقة8 من أعضاء المكتب التنفيذي الحالي ضمن قائمة توافقية تعلن انها امتداد لمسار مؤتمر «طبرقة» الذي قال عنه سامي الطاهري في وقت سابق لـ«المغرب» انه مسار تعزيز استقلالية الاتحاد عن السلطة والأحزاب. وان المؤتمر الحالي سيعزز هذا التوجه ويعلن ان الاتحاد لن يقبل بان يجرّ لخدمة حزب.

هذا المسار ينظر إليه من قبل النقابيين المنخرطين في أحزاب يسارية على انه امتدادا للخط «العاشوري» الذي يعتبرونه مهادنا للسلطة ويعتبرون ان مرحلته انتهت ويجب ان يعود الاتحاد منظمة «حمراء» يسارية تتجاوز «الدور النقابي».
قائمة الطبوبي التي قدّمت على أنها القائمة الرسمية، في تواصل لتقليد الاتحاد في كل مؤتمراته على تزكية المركزية النقابية لقائمة تضم من له الحق في المكتب التنفيذي للترشح ووافدين جددا، لطالما كانت تفوز في الانتخابات.

لكنها هذه المرة تواجه منافسة حادة من قبل قائمة قاسم عفية الذي اختار ان يوجه انتقادات كبرى لقائمة «اخوته» في المكتب التنفيذي، ليعلن في حوار مع «الشارع المغاربي» انه رفض الانضمام الى قائمة «الوفاق» وعلل رفضه بعدم تقييم عمل المكتب التنفيذي وتحميل كل شخص مسؤولياته في «تجاوز القانون»، تجاوز اعتبره عفية ثابتا من خلال تحكم أعضاء المكتب التنفيذي وحدهم في مصير الاتحاد ، وضرب الديمقراطية الداخلية وجعل الانتخابات في المنظمة تقوم على مبدإ المحاصصة ليعلن لاحقا عن خلافه مع قائمة نور الدين الطبوبي التي اعتبرها ترفض تقييم المرحلة السابقة وان تقف على نقائص اعتبر عفية ان تواصلها يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على مستقبل المنظمة، كما انه يحمل نور الدين الطبوبي مسؤولية عدم تطبيق القانون في المنظمة .

هذا النصف المعلن للمؤاخذات واوراق اللعب التي سيستخدمها قاسم عفية وقائمته ضد خصومهم، فالنصف الثاني لا يتعلق بالأخطاء السابقة وإنما بالخطر القادم، حيث يعتبر جزء هام من .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115