محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس: «أرى نجيب الشابي والمهدي جمعة والمنذر الزنايدي في جبهتنا»

• الاستقطاب بين حركة النهضة والعائلة الديمقراطية العصرية هو أساس الحياة الديمقراطية التونسية

عاد اسم محسن مرزوق للظهور مرة اخرى في المشهد السياسي وهذه المرة عاد من بوابة الجبهة السياسية التي يعتزم تشكيلها صحبة الاتحاد الوطني الحر ومجموعة الاصلاح في نداء تونس واحزاب اخرى، جبهة يراهن مرزوق ومن خلفه حركته على انها ستكون القطب السياسي الثالث في البلاد وانها ستحدث التوزان الذي اختل لصالح حركة النهضة التي يعتبر ان اثارته للاستقطاب ضدها هو ركيزة الحياة الديمقراطية التونسية. «المغرب» التقت محسن مرزوق الامين العام لحركة مشروع تونس وكان معه هذا الحوار

• ماهية أولوياتكم ورهاناتكم في 2017، وأين تضعون أنفسكم في علاقة بالحكومة؟
لنا ثلاثة رهانات كبرى، أولها على الصعيد الحزبي، إذ أن الساحة السياسية التونسية عادت إلى حالة مشابهة لسنة 2013 بعد انهيار حركة نداء تونس حتى وان رفض البعض الإقرار بذلك وتمسك بالوهم. انهيار نداء تونس ولد فراغا.
هناك فراغ تام في الساحة السياسية الحزبية للطرف المختلف عن حركة النهضة وعن الإسلام السياسي أول هدف لسنة 2017 هو إعادة التوازن للمشهد ونحن نعتمد في هذا على حركة مشروع تونس وتقويته كحزب لكن بالعمل على تجميع أكثر ما يمكن القوى الوطنية العصرية.

• تجميعها في إطار حركتكم أم في جبهة؟
نحن نسعى لتقوية حركتنا ونشتغل على «تدعيمها كحزب لأن قوة الجبهات من قوة أحزابها انحرافه سنواصل عملنا الحزبي وبحثنا عن تعزيزه. ولكن أيضا نؤمن الآن بالأحزاب التي تشترك في الفضاء الديمقراطي العصري علينا أن نحاول قدر الإمكان أن نجمعها في إطار عمل جبهوي يقوم على جمع أطراف مختلفة في ما بينها فلو كانت تجمع أشخاصا متفقين تماما لكانت حزبا.
ومن المهم إدراك هذا وفهم طبيعة العمل الجبهوي الذي قد يضم أحزابا متناقضة عما حدث في جبهة الإنقاذ التي ضمت حركة نداء تونس والجبهة الشعبية اللذين وحدهما هدف مشترك وهو إعادة مسار الانتقال إلى سكته إثر انحرافه.
وأيضا الجبهة التي التفت خلف مرشح حركة نداء تونس للانتخابات الرئاسية وهي تقريبا ذات الجبهة التي نسعى اليوم لإنشائها.
وصدقا لا أفهم لماذا ينتقد الجميع سعينا لتشكيل جبهة سياسية والحال أننا لسنا أول جبهة يمكن أن تكون هذه الانتقادات نابعة من رؤيتهم لقدرتنا على إحداث التوازن السياسي.

• قلت ثلاثة أهداف، ما هي ؟
لا بد من العمل على تمرير الإصلاحات الكبرى الاقتصادية لأن الوضع بات لا يحتمل ففي القطاع الفلاحي بات إنتاج المحاصيل الزراعية بوفرة يمثل إشكالا وقد أعرب الفلاحون من جهة جندوبة عن خوفهم من وفرة محصول البطاطا هذه السنة وقبلها فلاحون من منزل بوزلفة حيث أصبحت إمكانية إتلاف 350 ألف طن من القوارص وهذا يعني إفلاسا لعدد من منتجي القوارص وكل هذا ناجم عن مشاكل مسالك التوزيع التي أضحت إشكالا أزليا لم تعالجه الدولة بفتح أسواق جديدة للفلاحين بل ولم تفكر في حلول ممكنة ولم نعد قادرين على التفكير خارج الأنا ولحظة اكتشاف المشكل وليس قطاع الفلاحة فقط من يواجه صعوبات فقطاع السياحة بدوره يعاني من أزمة الديون التي يجب أن تعالج جذريا وإلا سيقضى على قطاع السياحة نهائيا وهذا سيؤدي إلى تغيير نمط الحياة في تونس فالسياحة ليست نشاطا اقتصاديا فقط بل ثقافيا واجتماعيا وسياسيا.

اليوم يجب أن نسأل أنفسنا أين يتجه القطاع الذي تعددت حالات إغلاق الوحدات الفندقية فيه بسبب الصعوبات المالية وجزء منها متأت من الديون التي فعليا وقع خلاص أصلها ولكن سداد خدمة الدين (الفائدة) وهذه أشياء وهمية فالبنوك ننظر إليها على أنها ممتلكات والحال أن القطاع غير قادر على سدادها. وهذا يحتم اتخاذ قرار إلغاء الدين لكل من سدد أصل دينه والتوجه لإحداث حركية جديدة أما بقية القطاعات الخدماتية فبدورها تحتاج إصلاحات جدية.

• وما هو الثالث؟
الحرب على الإرهاب والتغيرات الحاصلة في العالم في الوقت الذي يستمر فيه الغموض في معالجة تونس لملف العائدين من بؤر التوتر فالاستعداد العام الوطني للعودة وكيفية التعامل معها قليل جدا. إضافة لكيفية التعامل مع جراح الماضي وتحديدا المتورطين في تسفير الإرهابيين هؤلاء لا يزالون يحيون معنا ولم نسمع من أحدهم اعتذارا وإقرارا بالخطإ.

هؤلاء الذين دعوا لتسفير الشباب من فوق منابر المساجد والاجتماعات العامة. كما أنه علينا تحديد استعداداتنا لعودة الإرهابيين وما هو الوضع القانوني الذي سنلتجئ إليه وهل كل من شاركوا في عمليات إرهابية سيطالهم قانون الإرهاب وهل سيقع تطبيق بنوده عليهم مباشرة. كما يجب أن نعلم هل هناك استعداد من المؤسسة السجنية لهؤلاء وهل لدينا سجون خاصة بهم.
كل هذه النقاط مع مسألة تموقع تونس الدولي والإقليمي في الحرب على الإرهاب يجب الحديث بشأنها.

• أنت تقدم رهانات وطنية في النقطة الثانية والثالثة والحال أن السؤال كان عن رهاناتكم في العائلة السياسية التي تنتمي إليها؟
كل هذا مرتبط فالعائلة الديمقراطية رهانها أن تكون رأس حربة في القضايا الوطنية. وسينعكس هذا على المستوى الحزبي كالانتخابات البلدية المفترض أن تنعقد في 2017.
فالمشاركة تتطلب أن يكون لنا قدرة على القيادة في القضايا الأساسية الكبرى وهي اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية. وذلك باعتبار الناخب التونسي المحلي لن يكون قراره الانتخابي من ذات منظور 2014. بل سيكون من منظور الخدمات والأحزاب يجب أن تتنافس في هذا المجال.

• لكن ينظر إليكم وإلى الجبهة القادمة باعتباركم تبحثون عن إحياء الاستقطاب مع حركة النهضة؟
الأمر مرتبط. والاستقطاب بين حركة النهضة والإسلام السياسي من جهة وبين العائلة الديمقراطية العصرية هو أساس الحياة الديمقراطية التونسية. ففي فرنسا لديهم اليمين واليسار وفي لندن حزب العمال والمحافظين في أمريكا الجمهوري والديمقراطي كلها تجارب قامت على استقطاب وتنافس سياسي انتخابي.
وشخصيا لا أستطيع فهم بعض التعليقات والتقييمات ولا أعلم هل هي شعوذة أم ديمقراطية من المريخ. ان الحياة الديمقراطية تفترض التنافس والتعددية الحزبية. وإن اختار التحالف الحاكم أن يخوضها في قائمات مشتركة فإنه أمر يخصهم أما نحن فسنخوضها مع من نشترك معهم في التوجه الوطني العصري.

• ومعكم جزء من نداء تونس؟
نحن وجهنا دعوة للنداء وقد اختارت مجموعة منه الاستجابة لدعوتنا وبالنسبة للصراعات الداخلية فهذا أمر لا يعنينا نحن ولا نريد تقييم الحسابات السياسية للمجموعة التي لم تلتحق إننا نريد أن نبسط الحياة السياسية أمام المواطن التونسي وجعل التنافس بين ثلاثة أقطاب كبرى الجبهة الشعبية نحن حركة النهضة والمواطن تختار بين البرامج والخطاب هذا الأمر سينهي حالة الغموض ويولد الثقة لدى المواطن.

• ثقة يقول منتقدوكم أنها صعبة طالما أنكم متحالفون مع الرياحي؟
عذرا، من ينتقد تحالفنا مع سليم الرياحي هم اُناس إما لا يعرفون وهنا الوم نفسي لعدم تعريفه. وإما اُناس تأثروا بدعاية مغرضة وسليم الرياحي ألم يكن في الجبهة الداعمة للباجي قائد السبسي في الدورة الانتخابية الثانية؟ ألم يكن مشاركا في حكومة الحبيب الصيد الأولى والثانية؟ أولم يكن ممن امضوا على وثيقة قرطاج؟ هل أصبح سيئا لأنه تبنى مواقف سياسية مختلفة؟.

• تتحدث عن حزب سياسي كان له وزن في 2014 ولم يعد له ذات الوزن الآن؟
لا نعرف هذا. ونحن لم نتحالف معه من أجل الوزن لقد تحالفنا مع الحزب الاشتراكي وحزب العمل الوطني والجبهة التي نسعى لتشكيلها لا تضم فقط الأحزاب بل الشخصيات الوطنية مثل مصطفى كمال النابلي. إننا نبحث عن تكوين بيت كبير تجتمع فيه كل القوى الوطنية العصرية ولهذا فتحنا حوارات بين الأحزاب والشخصيات والتيارات ومن هو ضد هذه الجبهة أعتقد بطريقة أو بأخرى أنه يدافع عن النهضة لأنه يقوله أن محاولات بناء قطب سياسي وطني عصري أمر خاطئ وهو يخدم النهضة دون وعي أو وعي.

• حوارات أم جبهة أنت تستخدم المصطلحين؟
نحن لم نعلن عن تأسيس جبهة وإنما حوارات بين الأحزاب بهدف تطوير النقاشات واقتناع كل الأطراف أن ما نقوم به إيجابي وفي الصالح العام.

• لكن في الكواليس يقال أن لقاء 12 جانفي الجاري سيحسم الأمر في انتظار الإعلان الرسمي عن تشكيل الجبهة؟
لا لم نحدد بعد. لجان الصياغة تشتغل وستقدم ما توصلت إليه في لقاء الخميس القادم ولا نعلم ما ستؤول إليه الأوضاع يومها. سننتظر ما سيفرزه النقاش وفي كل الحالات لا احد يستطيع أن ينكر أننا نحاول المبادرة في الحياة السياسية ونحاول تنظيمها وجمع المشتت وشخصيا رغم أنني كنت أكبر متضرر في مجموعة الإصلاح إلا أني أعلن المصلحة الوطنية كما هم يفعلون وهذه المجموعة مهما اختلفت معها لا احد يمكنه إنكار دورهم في 2014 والنتائج التي حققتها الحركة والنواب اليوم في مجلسهم هناك بفضل رضا بلحاج.
ما أريد قوله أننا اليوم نتعاون مع قوى لها مصداقيتها في الحياة السياسية وإن ظهرت اليوم اختلافات وانقلاب في المشهد خاصة في نداء تونس حيث أن المجموعة التي حققت النجاح في 2014 أبعدت عن السلطة وأخذها من لم يكن مؤمنا بـ2014.

• قلت أنكم تهدفون لتبسيط المشهد السياسي وجعله قائما على ثلاثة أقطاب فعليا اليوم هناك قطب يساري تمثله الجبهة وقطب إسلامي تمثله النهضة ولكن القطب الوسطي منذ سنوات يعاني من صراع داخله؟
لهذا نحن دعونا لجمعهم للحوار هدف تبين الخيط الأبيض من الأسود وإن حقق حزب منهما نجاحا كبيرا فسيكون الآخرون في فلكه كما كان الأمر مع نداء تونس لذلك نأمل أن تنتهي الخلافات والتنافس البيني من أجل الوصول لإحداث هذا القطب فإن لم يتم ذلك سيكون المجال مفتوحا أمام القطب الآخر الذي سيسيطر على الحياة السياسية من جديد.

• هذه الجبهة يجب أن تتشكل في الاسابيع القليلة القادمة لتجنب إهدار الوقت والاستعداد للانتخابات؟
آخر آجال الإعلان عنها في ذهني هي آخر جانفي الحالي.

• آخر جانفي ستتضح هيكلة الجبهة إذا؟
الجبهة هي إطار للتنسيق بين الأحزاب وليست حزبا قوتها من قوة أحزابها لذلك فجزء رئيسي من عملنا سينصب على بناء حركتنا وهو مستوى أول أما التنسيق مع هذه الأحزاب فهو مستوى ثاني أي أننا نؤمن بأن كلما دعمنا حزبنا وجعلناه أقوى سنؤثر إيجابا على الجبهة وهذا ما نشتغل عليه.

• والأرضية السياسية؟
لا أستطيع تقديمها الآن فلجنة الصياغة تشتغل على المشترك بين الأحزاب والشخصيات كما أننا نبحث على جعل الجبهة أوسع ما يكون وتضم شخصيات وأحزاب أخرى على غرار نجيب الشابي والمهدي جمعة ومنذر الزنايدي الذين أراهم معنا في الجبهة ومكانهم بيننا وأقول لمن يفكر في بعث حزبه أن التحاقه بالجبهة لن يعطل مساره الحزبي ولا يتناقض معه. كل هذه الشخصيات لعبت دورا في تاريخ تونس.

• هذه الجبهة أول امتحان أمامها هي الانتخابات البلدية فهل هناك ضمانات لديكم بعدم تفكك الجبهة فيها؟
كل حزب بمفرده ليس لديه الآلاف من المرشحين هناك العديد من الصيغ الانتخابية التي ستجد منها ما يساعد الجبهة فمنطق الانتخابات البلدية منطق خاص ومختلف سنتحدث عنه في وقتته باعتباره يندرج ضمن الاستراتيجية الانتخابية.

• نتائج سبر الآراء تقدم الشخصيات والأحزاب المشكلة للجبهة المنتظرة في أسفل الترتيب خاصة أنت؟
رهان بيننا سيتضح الفرق بين الواقع الانتخابي وما تعلنه نتائج سبر الآراء التي تشتغل بمنطق الخبزة مرة وليس المنطق العلمي.

• الخبزة مرة أي أنها مدفوعة الأجر؟
ليس بالضرورة مدفوعة الأجر وإنما الخوف من السلطة ومحاولة إرضائها. والعملية الانتخابية هي قدرة على التعبئة وقياديين وليست عملية سبر آراء والأمثلة على ذلك عديدة والاستطلاعات الحالية ليست الاولوية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115