أوروبا والإرهابيون التونسيون: من الجماعة المقاتلة الجزائرية إلى «داعش» الارهابي.. استقطاب التونسي للتونسي

يبدو ان اكّفّ التونسيين ستظل ترفع لبارئها تسأله رحمته لمن قضى نحبه في عمليات ارهابية تجدّ خارج تونس وتسأله ان لا يكون منفذها منا بعد ان باتت الصورة النمطية عنّا اننا « مصدرون للإرهاب » لكل اصقاع الدنيا. اكّف رفعت يوم امس بعد ان نشرت السلطات الالمانية معطيات

تفيد بان منفذ العملية الارهابية بـ«برلين» تونسي، يضاف اسمه لغيره من التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات ارهابية تنشط او نفذت عمليات في اوروبا منذ تسعينيات القرن الماضي.

في ثاني عمليات «دهس» ارهابية تصيب اوروبا اتضح انّ منفذها كما الأول تونسي، اذ اعلنت السلطات الالمانية يوم امس ان المشتبه به في تنفيذ عملية دهس بالعاصمة الالمانية “برلين” اودت بحياة 12 شخصا وجرح اكثر من 50 هو أنيس بن مصطفى العامري، مواطن تونسي. معطيات افرج عنها تزامنا مع نشر صورة للمشتبه به وبعض التفاصيل عنه.

المعطيات التي تنشر عن منفذ العملية الارهابية كانت من ألضفتين ألمانيا تعلن ان أنيس العامري دخل الى اراضيها سنة 2015 وتقدم في 2016 بثلاث مطالب لجوء، بهويات وجنسيات (لبناني، مصري، تونسي) مختلفة في كل مرة من المرات الثلاث التي رفضت وصدر قرار ترحيله من المانيا في جويلية 2016 بعد 5 أشهر من استقراره بعاصمتها برلين التي طلب منه مغادرتها بسبب قربه من تيارات السلفية الجهادية.

من الجانب الاخر نشرت تفاصيل عن الشاب التونسي الذي سافر في 2011 الى اوروبا بطريقة غير قانونية ليستقر في ايطاليا ومن ثمة تنقل بين دول اوروبية قبل ان يستقر بألمانيا. التي وضعت 100 الف اورو أي ما يعادل 250 الف دينار تونسي لمن يقدم معطيات

تساعد في القبض عليه.

الارهابي ذو 24 سنة هو من مواليد مدينة الوسلاتية بولاية القيروان غادر تونس دون ان يتم 20 سنة او ان يتبنى أي توجهات سياسية او دينية ، لم يعد الى تونس طيلة الخمس سنوات واقتصر على الاتصالات الهاتفية بأهله، الذين تم التحقيق معهم يوم امس من قبل وحدات مكافحة الارهاب لتحديد معطيات عن ابنهم أنيس و هو احد العشرات من التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات ارهابية في دول أوروبية هاجروا اليها دون انتساب لتنظيمات تكفيرية او ولدوا فيها وحملوا جنسياتها.

قصة انيس تتقاطع مع قصة محمد بو هلال منفذ عملية «نيس» الإرهابية فكلاهما مهاجر تونسي لا خلفيات له قبل ان يقرّرا الالتحاق بتنظيم داعش الارهابي ونفذا عمليات دهس اسفرت عن قتل وجرح العشرات من المدنيين. وهما يمثلان حالة منفردة تتكرر منذ تسعينات القرن الماضي.

في تاريخ الارهاب بالدول الاوروبية لم يكن عدد التونسيين الذين انخرطوا في الشبكات التي كانت تصنّف بـ»الجهادية» بالعدد المعلوم او المثير للتساؤل رغم بروز اسماء لتونسيين ينشطون في شبكات دعم للجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وشبكات مرتبطة بتنظيم القاعدة، على غرار «الحبيب ب» الذي انضم لتنظيم القاعد وكان عنصر اتصال بين شبكات منتشرة في اوروبا.

هذه الشبكات التي كانت من بينها شبكات وخلايا لتونسيين فقط، على غرار خلية ايطاليا التي كان من قادتها سامي الصيد، القيادي بتنظيم انصار الشريعة المحظور. وطارق المعروفي الذي كان زعيم خلية بلجيكيا التي نفذت عملية الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود، بتاريخ 7 سبتمبر 2001.

الصيد والمعروفي كما بوهلال والعامري هم نماذج لتونسيين هاجروا الى الدول الاوروبية اين تبنوا الفكر التكفيري والتحقوا بتنظيمات ارهابية مثل هاشم السليتي، السجين التونسي في غوانتنامو. والذي يمثل مساره النموذج المثالي لمعرفة......

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115