من المرجح ان تصل عشرات الحافلات من كل الجهات صباح اليوم الاربعاء حاملة آلاف المدرّسين للتجمع امام وزارة التربية بباب بنات تلبية لدعوة نقابتي التعليم الثانوي والاساسي منذ يوم 2 نوفمبر الجاري للاحتجاج والمطالبة بجملة من النقاط منها ماهو قطاعي يخصّ الاساتذة والمعلمين دون غيرهم ومنها ما يتجاوز القطاعين ليشمل الوظيفة العمومية ككلّ ففي معركة الاتحاد والحكومة تمثل النقابتان احد اذرع الاتحاد ووسائل ضغطه.
وتجمع اليوم الذي انطلق التحضير والحشد له منذ بداية الشهر الجاري تقريبا ينطلق امام مكتب وزير التربية ناجي جلول هدفه اساسا ايصال رسالة مفادها ان وزير التربية ناجي لم يعد رجل المرحلة من وجهة نظر اهل القطاعين فكلما زاد عدد المحتجين كانت الرسالة اقوى وأصبح موقف جلول أضعف.
فحتى تاكيد يوسف الشاهد ان لا نية له في اقالة أي وزير في تعقيب له على مطالبة التلاميذ المحتجين الاسبوع الماضي باقالة جلول ليس له أي تاثير فوفق الكاتب العام لنقابة التعليم الاساسي تبقى النقابتان مستعدتين للحوار مع جلول والحكومة واختيار يوم الاحتجاج خلال العطلة المدرسية خير دليل.
الهدف ليس الضغط لاقالة جلول
فهدف الاحتجاج ليس الضغط لاقالة وزير التربية فهو مطلب لن يتحقّق ولكن المغزى ابراز الرفض الكبير له من قبل المدرسين وفق ما افاد به الكاتب العام لنقابة التعليم الاساسي المستوري القمودي لـ«المغرب» ولكن لا شك ان الهدف على الاقل يتمثّل في اضعاف موقفه وهو ما لم يقله القمودي اما المطالب القطاعية التي تخص المعلمين والاساتذة والتي تمثّل احد اسباب اقرار تحرك اليوم فتتلخص في المطالبة بتسوية الاشكاليات المادية للمدرسين من صرف منح الترقيات والعودة المدرسة ومنح الحضور وغيرها من المستحقات المالية المتخلّدة بذمة الوزارة والتي لم يتم صرفها الى الساعة.
النقطة الثانية التي تخص المعلمين والاساتذة دون سواها كذلك تتمثل في عدم ايفاء وزارة التربية ووزارة الشباب والرياضة بتسوية وضعية وانتداب الـ1000 معلم نائب والـ 800 استاذ نائب وهو ما تعلم النقاباتان جيدا ان تنفيذه شبه مستحيل بعد اعلان رئيس الحكومة اغلاق باب الانتدابات في القطاع العام وعدم تضمين أي ميزانية للانتدابات في ميزانية وزارتي التربية والشباب والرياضة لسنة 2017
دور النقابتين في رفض تاجيل الزيادة...
هذا المطلب الثاني الذي يتجاوز وزارة التربية سيكون احد اسباب تحول كل الاساتذة والمعلمين من امام وزارة التربية للاحتجاج في القصبة على عدم تضمين أي اعتمادات للانتدابات في ميزانية وزارتي التربية والشباب والرياضة لسنة 2017 فهو وفق النقابتين ضرب لقطاع حيوي في البلاد خاصة في ظل النقص الحاصل في صفوف المدرسين بالمناطق الداخلية.
اما المسالة التي عكّرت العلاقة بين اتحاد الشغل والحكومة والمتمثلة في تاجيل صرف الزيادات في الاجور فبعد التجمعات العمالية التي نظمتها المركزية النقابية في كل الجهات حان اليوم دور نقابتي التعليم الاساسي والتعليم الثانوي كاحد المعنيين بهذا التاجيل للضغط على الشاهد قبل يوم 8 ديسمبر المقبل تاريخ الإضراب في الوظيفة العمومية في حال لم يتراجع الشاهد عن اجرائه المرفوض من المنظمة الشغيلة.
هيئتان اداريتان للقطاعين
وهذا التجمع للمدرسين لن يكون آخر التحركات اذ ستنعقد هيئتان اداريتان لقطاعي التعليم الثانوي والاساسي يومي 2 و3 ديسمبر المقبل للنظر وفق تعبير القمودي في «الخطة النضالية المشتركة القادمة» ودراسة المقترحات الجهوية المشتركة للقطاعين والاهم التحضير وايجاد طرق للحشد ليوم 8 ديسمبر المقبل والذي تمثل فيه النقابتان احد ابرز ادوات التعبئة التي يملكها اتحاد الشغل نظرا لضخامة عدد المنتمين لقطاعي التعليم بقسميه الاساسي والثانوي.