الباروميتر السياسي – لشهر نوفمبر 2016: 70 % تونس تسير في الطريق الخطأ 65 % راضون على أداء يوسف الشاهد 62 % الوضع المالي الحالي للأسرة أسوأ من السنة الماضية

قراءة وتحليل زياد كريشان

الجديد اللافت في الباروميتر السياسي لشهر نوفمبر الحالي الذي تعدّه مؤسسة سيغما بالتعاون مع «المغرب»

هو الصعود اللافت لمكافحة الفساد كأولوية من أولويات البلاد.. ويعود هذا في جزء منه الى الخطاب السياسي العام حول ظاهرة الفساد وجزء آخر الى حالة القرف العام والخوف من المستقبل.

مازالت معنويات التونسي منهارة الى حدّ كبير ومازالت الغالبية الكبيرة من المواطنين (69,7 %) يشعرون بأن البلاد تسير في الطريق الخطأ..

• تشاؤم عام
لا تكاد تخرج عن سياق التشاوم هذا فئة أو جهة أو قاعدة انتخابية في البلاد..
فالنهضة والنداء (كقواعد انتخابية) يكادان يكونان سيان وكذا الفئات الاجتماعية والجنسين اذ لا فروق تذكر مع المعدل الوطني بالرجوع الى كل هذه العناصر.. وحدهما عاملا الجهة و السن يميّزان اجابات التونسيين..
فصفاقس هي الجهة الأكثر تشاؤما في البلاد بحوالي 77,9 % بينما نجد أن ولايات الوسط الشرقي (سوسة المنستير والمهدية) هي الأقل تشاؤما بـ63,8 % ولسنا ندري في الحقيقة ما هو يفسر بالضبط هذه الفوارق الهامة نسبيا ولكن الأكيد أننا أمام مخيالين مختلفين الى حدّ ما في احساسهما بالأزمة التي تمرّ بها البلاد..

وعندما ننظر الى الفئات العمرية والتي نجد فيها الفوارق الأكبر في هذه المسألة نرى نوعا من المنطق العام .. فالفئات الشبابية من 18 الى 40 سنة هي الأكثر تشاؤما والذروة نجدها عند الفئة العمرية 26 - 30 سنة وبقدر التقدم في السن تتراجع نسب التشاؤم حتى تبلغ أدناها عند فئة ما فوق الستين سنة (50 % فقط من المتشائمين وهي أدنى النسب على الإطلاق وفق كل المقاييس)..

الواضح أننا أمام مخاوف فردية وجماعية قوية تنتاب فئة الشباب ولا سيما أولئك الذين يخوضون سنواتهم الأولى في الحياة العملية حيث نجد أرفع نسب البطالة والتشغيل الهش.. وهذا يعبّر لوحده عن سيطرة الهواجس الاقتصادية والاجتماعية على غالبية التونسيين بغض النظر عن انتماءاتهم الجهوية والجندرية والاجتماعية بما يفيد بأن التفاؤل لن يعود للبلاد دون تحقيق تقدم ملموس في مكافحة البطالة ومختلف أشكال التشغيل الهش ..

• مفارقة يوسف الشاهد
ولكن رغم حالة الاحباط شبه العامة في البلاد فإن أغلبية التونسيين تعبر عن رضى كبير أو نسبي عن رأسي السلطة التنفيذية مع تفوق واضح لصاحب القصبة الجديد الذي أضحى يحظى بثقة حوالي ثلثي التونسيين (64٫8 %) بينما يبقى مرة أخرى رئيس الجمهورية دون عتبة 60 % وبنسبة عدم رضا كلي تفوق بوضوح نسبة الرضا الكبير (28٫5 %) مقابل (19 %) على عكس رئيس الحكومة الذي لا يشهد نفس الحجم من الرفض (16٫8 % فقط غير راضين بالمرة على أدائه مقابل رضا كبير بنسبة 21٫5 %).

• ناجي جلول في الطليعة ولكن الملاحقة تشتد
مازال وزير التربية ناجي جلول يحافظ على المرتبة الأولى في مؤشري الثقة والمستقبل السياسي ولكنه فقد اسبقيته المريحة والتي كانت في حدود عشر نقاط في الشهر الماضي.. أما في شهر نوفمبر فهو لا يتقدم على صاحب المرتبة الثانية في المؤشرين نائب رئيس مجلس نواب الشعب عبد الفتاح مورو الا بثلاث نقاط..

لا توجد تغييرات تذكر في أصحاب المراتب العشر الأولى حيث نجد دوما سامية عبو في ثلاثي الطليعة ثم الحبيب الصيد فالباجي قائد السبسي فيوسف الشاهد ومحمد عبو ومهدي جمعة فالمنصف المرزوقي ومحمد الناصر... هذا في مؤشر الثقة... أما في مؤشر المستقبل السياسي للشخصيات العامة فنسجل عودة أحمد نجيب الشابي (المرتبة العاشرة) تبعا لاعلان هذه الشخصية عن نيتها القيام بمبادرة سياسية جديدة..
وعندما نرى مؤشري الثقة والمستقبل السياسي عند القاعدتين الانتخابيتين للنهضة و.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115