عودة مرتقبة للحوار بين الحكومة و اتحاد الشغل : هل تتحول الزيادة في الأجور إلى قرض يمنحه الموظفون إلى الحكومة

يسعى يوسف الشاهد رئيس الحكومة إلى إذابة الجليد بينه وبين الاتحاد العام التونسي للشغل وامتصاص غضب القيادة النقابية لاسيما بعد البيان التصعيدي الذي أصدره مكتبه التنفيذي أول أمس ودعوة قواعده إلى التعبئة للتصدي لبعض الإجراءات الموجودة في مشروع قانون ميزانية الدولة لسنة 2017

وذلك عبر إعادة استئناف المفاوضات المباشرة مع الحكومة وعقد لقاء معه في أقرب الأوقات للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف لاسيما وأن الفرصة مازالت سانحة لهم لإدخال بعض التعديلات على المشروع قبل المصادقة النهائية عليه من طرف البرلمان.
وجه الشاهد رسالة إلى العباسي يشير فيها إلى أن المفاوضات مازالت مفتوحة، رسالة شرح فيها رئيس الحكومة وفق بعض المصادر المطلعة ضغط الوقت واضطرارها إلى مصادقة مجلس الوزراء على مشروع قانون المالية لسنة 2017 وتقديمها إلى مجلس الشعب احتراما للآجال الدستورية، فالمقصود بهذه الخطوة ليس غلق باب التفاوض بقدر ما هو التقيّد بالآجال الدستورية.

«الاقتراض من الأجراء أفضل من الأسواق الخارجية»
أكد الشاهد في الرسالة التي وجهها إلى العباسي على أن اتخاذ الإجراءات لن يتم إلا بصفة تشاركية وبالتوافق مع مختلف الأطراف الاجتماعية، اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، مشددا على أن الحوار السياسي سيتواصل معه بصفة مباشرة إلى غاية 10 ديسمبر المقبل، الآجال الدستورية لمصادقة البرلمان على الميزانية، لقاءات سيتم خلالها تبادل ومناقشة مختلف المقترحات البديلة والتي من شأنها أن ترضي جميع الأطراف، تحت قاعدة تقاسم التضحيات بطريقة عادلة بين مختلف الأطراف، علما وأن من بين المقترحات التي قد تطرحها الحكومة على المنظمة الشغيلة، في إطار التمسك بإرجاء الزيادة بصفة غير مباشرة، تحويل قيمة الزيادة في أجور الموظفين، حوالي مليار دينار، إلى قرض على أن تسدده الحكومة لمستحقيه باحتساب نسبة التضخم، ذلك أن مبدأ الحكومة، «الاقتراض من الأجراء أفضل من التداين الخارجي وبالعملة الصعبة»، وذلك في إطار اتفاق مكتوب بين الحكومة واتحاد الشغل، والسؤال المطروح هل ينجح الشاهد في إقناع المنظمة الشغيلة بهذا المقترح؟.

وفق بعض المصادر فإن البرنامج الذي رسمته الحكومة هو تأجيل الزيادة بسنة واحدة، سنة 2017، وفي صورة تمّ تحقيق نسبة نمو في حدود 3 %، فإنه سيتم تفعيلها سنة 2018، بمعنى أنه في صورة عدم تحقيق هذه النسبة فإن الزيادة سيتم تأجيلها لسنة ثانية، ليكون التفعيل بداية من سنة 2019، مشيرة إلى أن الرسالة تأتي في إطار التأكيد أن المفاوضات مازالت متواصلة ومجلس نواب الشعب له كلمته أيضا مع احترام التوجهات العامة لمجلس.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115