امس السبت جلستها العامة العادية وقرّرت خلالها تعليق العمل بالاتفاقية مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض كما ستوجه مراسلة رسمية الاسبوع المقبل للصندوق تطالبه فيها بدفع المستحقّات المالية المتخلّدة بذمته والبالغة حوالي 40 مليون دينار وفق ما أكده الكاتب العام لنقابة اصحاب الصيدليات الخاصّة رشاد قارة لـ«المغرب».
فبعد الازمة التي اندلعت نهاية صائفة 2015 بين نقابة الصيدليات الخاصة والكنام وتعليق الصيادلة التعامل بالاتفاقية عادت اليوم العلاقة بين الطرفين الى ذات المربّع لكن مع اختلاف السبب ففي صائفة 2015 كانت مطالبة الصيادلة بالادوية الخصوصية هي الإشكال اما اليوم فوضعية الكنام المالية وعدم توفر السيولة النقدية هي واعز الصيادلة للتخوف من عدم الحصول على مستحقّاتهم في صورة المواصلة بالعمل بمنظومة طبيب العائلة.
طلب انتظار المصادقة على ميزانية 2017
اول أمس الجمعة عقد وزير الشؤون الإجتماعية محمد الطرابلسي جلسة عمل ضمت الكاتب العام لنقابة اصحاب الصيدليات الخاصة والرئيس المدير العام للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي والمدير العام لادارة الصناديق وحاولت خلالها الاطراف الثلاثة اقناع ممثل الصيدليات الخاصّة بالتخلّي عن التلويح بإنهاء التعامل مع الكنام لكن لم يقع طرح حلول ترضيه.
اذ ان ما طرحه الطرف المقابل للصيادلة لم يتمثّل في حلّ آني إذ طلبوا من الكاتب العام لنقابة اصحاب الصيادلة «الصبر» الى حدود المصادقة على ميزانية الدولة لسنة 2017 الذي سيتضمّن تنصيصا على تمويل الدولة للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الإجتماعية والذي بدوره سيدفع ما بذمته للـ«الكنام» إذ ان غياب السيولة من خزينة الكنام مردها اساسا عدم ايفاء الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية بما تخلّد بذمتهم من ديون للـ«كنام» (انظر مقال دنيا حفصة أعلاه).
ولكن الكاتب العام لنقابة اصحاب الصيدليات الخاصة رشاد قارة ووفق ما اكده لـ«المغرب» اعتبر ان ما طرحه وزير الشؤون الاجتماعية والرئيس المدير العام للـ«الكنام» سيؤدي بالصيادلة الى الافلاس خاصة انهم لم يتحصّلوا على حوالي 40 مليون دينار ولن يرضى مزوّدوهم بالادوية الانتظار الى ذلك الوقت للحصول على المستحقّات المتخلّدة بذمة الصيدليات الخاصّة.
فعديد الفواتير لم تُستخلص بعد من طرف «الكنام» وتعود الى شهر جوان وجويلية في حين ان الإتفاق الممضى في اوت 2015 بين الكنام والنقابة ينصّ على مهلة لا تتجاوز 14 يوما لخلاص الصيدليات من طرف «الكنام» بعد ان وقع التخلّي عن مهلة الـ7 أيام التي تنص عليها الإتفاقية السابقة.
فشل في اقناع الصيادلة...
بالتالي كانت جلسة العمل المنعقدة اول امس بوزارة الشؤون الاجتماعية فاشلة في إقناع الصيادلة بمواصلة العمل بمنظومة طبيب العائلة ولن يقف الامر عند ذلك الحدّ إذ ستوجه نقابتهم مراسلة رسمية الاسبوع المقبل للـ«الكنام»، وفق كاتبها العام، للمطالبة بالحصول على المستحقّات المالية للصيدليات المتخلّدة بذمة «الكنام» وان لم تف بتلك المستحقّات فستلجأ النقابة للقضاء.
وبعد تعليق العمل بالاتفاقية الممضاة بين «الكنام» والصيدليات الخاصة وعددها حوالي 2050 صيدلية في كامل انحاء البلاد سيتوجّب على المنتفعين بمنظومة طبيب العائلة وهم حوالي 650 الف منخرط دفع كامل قيمة الفاتورة للصيدليات عوض 30 % فقط ومن ثم التوجه الى «الكنام» لإسترجاع المصاريف والذي بدوره سيجد نفسه في وضع صعب امام منظوريه لغياب السيولة الكافية لسدّ جزء من تلك النفقات.
ويُذكر ان صائفة 2015 شهدت كذلك خلافا بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض ونقابة اصحاب الصيدليات الخاصة بسبب مطالبتهم بتمكينهم من الأدوية الخصوصية أساسا بالإضافة الى بعض الإشكاليات الاخرى وقد تسبّبت هذه الازمة في تعليق العمل بالإتفاقية الممضاة بين الطرفين وتوقّف الخدمات التي تتيحها للمواطنين لفترة امتدت حوالي شهر ولكن وقع التوصّل الى حلّ وتمّ تجديد الإتفاقية بين الطرفين بثلاث سنوات.