واصلت الرابطة المحترفة الأولى تأكيد عاداتها وتقاليدها في سوق الانتقالات الصيفي الذي دائما ما ضرب أرقام قياسيا في عدد التعاقدات لأنديتنا وذلك يعود بالأساس إلى عدة عوامل يبقي أهمها الاستثناء الممنوح من الجامعة التونسية لكرة القدم التي أكدت أن أبواب الميركاتو الصيفي تقفل يوم 15سبتمبر عكس المتداول عالميا حيث ينتهي الميركاتو في 31 أوت وهو عامل جعل أنديتنا تستغل هذه الفترة الطويلة نسبيا من أجل تعزيز صفوفها بكم هائل من الزيجات تصل إلى حدود غير المعقول وحصيلة هذا الميركاتو ستؤكد ذلك خاصة إذا لاحظنا نصيب الصاعد مجددا إلى الرابطة الأولى الأولمبي الباجي الذي تعاقد تقريبا مع فريقين وتحديدا 22 لاعبا وهو رقم ليس بجديد على الفرق الصاعدة التي دائما ما اعتمدت هذه السياسة.
دفاتر الرابطة المحترفة الأولى سجلت 145 تعاقدا منها 34 للاعبين الأجانب كان نصيب اللاعبين الإيفواريين الأكبر بـ9 لاعبين فيما جاء اللاعب السنغالي في المركز الثاني برصيد 7 لاعبين شأنه شأن الجالية الكامرونية فيما حلت الجالية النيجيرية ثالثة برصيد 6 لاعبين ليأتي في المركز الرابع الجارين الجزائريين برصيد 3 لاعبين ثم لاعبان من ليبيا.
ميركاتو هذا الموسم أيضا عرف تواصل ظاهرتي الهجرة العكسية نحو الرابطة المحترفة عوضا عن الاحتراف في دوريات القارة العجوز و العودة من جديد إلى أحضان البطولة التونسية من أجل إعادة الانطلاق واسترجاع البريق.
نسب متفاوتة
دونت سجـــلات الميركاتو الصيفـــــي لبطولتنا للموســـم الكـــروي 2016 - 2017 التعاقد مع 145 لاعبا وبعملية حسابية بسيطة يمكن معرفة من الأكثر تحركا في هذه الصائفة حيث بلغت نسبة تعاقد الثلاثي الصاعد والمتمثل في الأولمبي الباجي واتحاد تطاوين ومستقبل قابس 31.72 % فيما بلغت نسبة الرباعي التقليدي المراهن على البطولة ونعني النجم الساحلي والترجي الرياضي والنادي الصفاقسي والنادي الإفريقي 18.62 %وهو رقم ضعيف مقارنة بتعاقد الرباعي في مواسم سابقة رغم أن الثنائي الترجي والصفاقسي أبرما 8 صفقات كاملة. وكانت نسبة الأجانب من التعاقدات في هذا الميركاتو 23.44 % رقم مقبول مقارنة بما دونه أرشيف تحركات أنديتنا في مواسم سابقة حيث كانت الأولوية للاعبين الأجانب لكن الأكيد أن الصعوبات المالية التي تعرفها معظم أنديتنا كانت وراء تراجع نسب توافد الأجانب على البطولة التونسية.
الأولمبي الباجي الأكثر تحركا
زادت تحركات هيئة الأولمبي الباجي في تأكيد عادات الفرق الصاعدة حيث تسيد فريق عاصمة السكر الميركاتو الصيفي بـ22 تعاقدا قرابة فريقين بحث فيها عن إعادة تجربة سيدي بوزيد بما أن جل التعاقدات كانت عبر إعارة من فرق الترجي الرياضي والنجم الساحلي أما ثاني الفرق تحركا في سوق الانتقالات الملعب القابسي الذي أبرام 15 زيجة بحث فيها المسؤولون عن تلافي ما حصل في الموسم الماضي حين أثر ضعف الرصيد البشري على الفريق الذي صارع من أجل البقاء... واحتل نجم سيدي بوزيد المركز الثالث في سوق الانتقالات الصيفية بحصيلة بلغت 14 تعاقدا وهو تقريبا نفس رقم ميركاتو الموسم الماضي حيث تعاقدت هيئة سيدي بوزيد مع 15 لاعبا. وتقاسم كل من الصاعد اتحاد تطاوين واتحاد بن قردان المركز الرابع بعد أن تعاقدا مسؤولو الفريقين مع 13 لاعب كان أغلبها بنطاق الإعارة ويقفل الصاعد الثالث مستقبل قابس قائمة الفرق الخمسة الأكثر تحركا برصيد 11 زيجة.
الهجرة العكسية والعودة من جديد
أكدت تعاقدات الميركاتو الصيفي ظاهرة الهجرة العكسية التي ميزت المواسم السابقة للرابطة المحترفة الأولى حيث دونت سجلات سوق الانتقالات عودة 12 لاعبا كانوا محترفين في الموسم الماضي منهم من يخوض أول تجربة له مع الرابطة الأولى ومنهم من سيجدد الظهور مع بطولتنا بعد احتراف لم يكن ناجحا...وكان نصيب الترجي الرياضي من ظاهرة الهجرة العكسية 3 لاعبين تمثلوا في الفرجاني ساسي وأنيس البدري وأيمن بن محمد فيما تعاقد النجم الساحلي مع الثنائي الحسني والمحسني وشرف الدين الشريف مع الأولمبي الباجي...
وعلى غرار الهجرة العكسية فإن ظاهرة العودة من جديد إلى الرابطة الأولى سجلت حضورها وبقوة هذه المرة ولم تقتصر على اللاعبين التونسيين فقط بما أن الأجانب بدورهم بحثوا عن استرجاع الذكريات وإعادة اكتشاف النفس وهنا الحديث عن المدافع الجزائري هشام بلقروي الذي تعاقد مع الترجي والمهاجم الموريتاني إسماعيل دياكتي الذي أمضي مع مستقبل المرسي وفي خصوص اللاعبين المحليين فإن القائمة ضمت كلا من زهير الذوادي المنتقل إلى النجم الساحلي وأسامة الدراجي الذي أمضي مع النادي البنزرتي وماهر الحداد الذي جدد التجربة مع نادي حمام الأنف فيما عاد وجدي الجباري إلى فريقه الأم بعد تجربة في الدوري العماني.
نجوم تركت بطولتنا
لن نتمكن في هذا الموسم من رؤية عدة نجوم تركوا بصمتهم في بطولتنا وكانوا من بين الأسماء الثقيلة في رابطة شهدت تألقهم وصولاتهم وجولاتهم ويأتي في مقدمة المغادرين هداف الرابطة المحترفة في الموسم الماضي الظهير الأيسر للنادي الصفاقسي علي معلول الذي خير الهجرة نحو الدوري المصري شأنه شأن النيجيري المتألق ‘جنيور أجاي’ الذي ترك أفضل انطباع في الموسم الماضي حتى أن عددا من الملاحظين اعتبروه أفضل أجنبي في الموسم الماضي...
ومن بين الأسماء الأخرى التي غادرت بطولتنا قائد الترجي الرياضي ومتوسط الميدان الدفاعي حسين الراقد الذي يعد أحد أفضل اللاعبين الذي اختاروا الهجرة العكسية منذ مواسم ليلتحق بالدوري الإماراتي وعلى منواله خرج مهاجما الترجي الرياضي هيثم الجويني الذي أعير إلى الدرجة الثانية الأسبانية فيما التحق ادريس المحيرصي بالدوري الفرنسي. يعد فرنك كوم من بين الأسماء الأجنبية التي نالت الاستحسان والتقدير من الجميع سواء بفضل عطائه الغزير على الميدان والأهم مستواه المستقر رغم مرور السنين ليخير الانتقال إلى الدوري الألماني بعد تجربة نجحت في بطولتنا جعلته يعد من أفضل الأجانب الذين مررا ببطولتنا.