الأعداد كانت كبيرة حتى أن ساعات الصباح الأولى سجلت مزيدا من الجماهير رغم علمها بقرار التأخير والكل كان يبحث عن ضمان مقعد في الصفوف الأولى حتى يتمكن من الفوز بتذكرة سيما أن المؤشرات كانت تصب في أرقام قياسية من الجماهير في ظل العدد الممنوح من السلطات الأمنية والمتمثل في 15000 تذكرة.
جماهير الإفريقي الحاضرة في المنزه كانت تمني النفس بصحة الأخبار التي تحدثت عن زيادة في عدد التذاكر إلا أنها صدمت مرة أخرى بما أن التأكيد جاء من طرف الجامعة أنه لا نية في زيادة عدد الجماهير وأن النهائي سيدور بحضور 30 ألفا فقط مقسمة بين جماهير الإفريقي والترجي.
استياء
في حديثنا مع عدد من جماهير الإفريقي لمسنا غضبا كبيرا واستياء من القرار القاضي بتأخير عملية بيع التذاكر حيث أكد عدد من الجماهير أنهم قضوا كامل الليل أمام شبابيك مغلقة ممنين النفس بالتواجد في الصفوف الأمامية والفوز بتذكرة لتأتي المفاجآت والصدمة بأن بيع التذاكر وقع تأخيره إلى منتصف النهار وهو ما جعلهم غير قادرين على العودة إلى ديارهم خاصة مع نقص وسائل النقل ليلا وبعد المسافة ليكون القرار قضاء الليل في المنزه...
في المقابل لم يمنع القرار بقية الجماهير من التوافد في الساعات الأولى من صباح الأمس والتي لم تخف هي الأخرى امتعاضها واستياءها من قرار تأخير عملية بيع التذاكر خاصة أنها وجدت طوابير من الجماهير أمامها ما جعلها تخشي عدم قدرتها على اقتناء تذكرة تخول لها حضور عرس نهائي كأس تونس.
السوق السوداء
اتخذت وزارة الداخلية تدابير كبيرة للحدّ من السوق السوداء خاصة أن الموعد يسيل اللعاب ويعد الفرصة الأمثل لنشاط هذه الظاهرة بما أن المباراة تمثل نهائي كأس و«دربي» سيجعل جماهير الفريقين تبحث عن سبل للفوز بتذكرة لحضور المشهد النهائي...
ووفرت السلطات الأمنية عدة دوريات خاصة بمراقبة هذه الظاهرة والحد منها خاصة أن التدابير الأمنية كانت مكثفة لكن ورغم هذه الإجراءات سجلنا عدة حالات من «المارشي نوار» التي كانت بنفس سيناريو مباريات القمة والكبرى وبعنوان «النيران الصديقة» التي واصلت ضرب الإجراءات وتمكنت من اختراق التدابير وتسجيل مكاسب مالية هامة.
صحيح أن ثمن التذاكر كان محل نقد من طرف الجماهير إلا أن التوافد على السوق السوداء كان كبيرا بما أن عددا منها حاول تجنب الاكتظاظ حيث رصدنا أن ثمن تذكرة الفيراج تضاعف من 15 دينارا إلى 50 دينارا فيما أصبح ثمن تذكرة الكراسي من 30 إلى 70 دينارا.