محمد مزالي ... هيام بالفكر... و شغف بالقيم

اختزال الحياة الاولمبية في تونس يجوز أن يكون مع ذكر اسم محمد مزالي (23 ديسمبر 1925 - 23 جوان 2010)، فالسياسة لم تشغله عن الرياضة و أن شغل منصب الوزير الأول بين 1980 و1986. وهيامه بـ«الفكر» التي أصدرها سنة 1955 لم يلهه عن

الرياضة.

من عرفه عن قرب كان يدرك شغفه بالرياضة بانضباط ليس بعده انضباط .ساعة الرياضة «فجرا» كانت ضرورية و شعاره «الخدمة في اللعب لا» فهو يعتبر الرياضة من الطقوس اليومية التي لا مجال لمناقشتها ...وللرياضة وهب حياته...

هو رجل فلسفة (نال فيها الأستاذية بباريس) وفلسفته في الحياة أن الرياضة هي بداية كل مشروع تنموي ناجح وهو ما فلح فيه لمّا تولى سنة 1959 الإدارة العامة للشباب والرياضة قبل أن يصبح وزيرا للقطاع (1969 - 1970) ... وفي كلتا ا لفترتين كان وراء حدث اولمبي تونسي فريد ... فهو كان وراء أول مشاركة تونسية في الألعاب الاولمبية (روما 1960) وقبلها العاب البحر الأبيض المتوسط (بيروت 1959) ثم العاب الصداقة الإفريقية بداكار 1963.

و تولى رئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم (1962 - 1963) خلفا لـ«أب الروح الاولمبية» في تونس المرحوم الشاذلي زويتن ... وقد خلفه أيضا على رأس اللجنة الاولمبية التونسية (1962 - 1986) ليكون مجددا وراء أكثر من حدث وانجاز،أما الحدث فهو احتضان تونس ألعاب البحرالابيض المتوسط لسنة 1967 و أما الانجاز فيتمثل في تشييد الحي الاولمبي بالمنزه.

كما لم يكن خافيا على المرحوم محمد مزالي ضرورة تواجد تونس في المحافل الدولية ليكون الصعود إلى اللجنة الاولمبية الدولية سنة 1965 إلى أن شغل خطة نائب رئيس (1976 - 1980) قبل أن يتمتع بعضويتها مدى الحياة... بل ترشح لخلافته اللورد كيلا نين على رأس اللجنة الاولمبية الدولية (1980) إلا أن تعيينه منسقا للحكومة التونسية حال دونه و تحقيق غايته ... وهو حاله في خصوص رئاسة المجلس الأعلى للرياضة الإفريقية واللجنة الدولية لتنظيم العاب البحر الأبيض المتوسط ( 1979 ).

توفي محمد مزالي بأحد مستشفيات باريس يوم 23 جوان 2010، ودفن يوم 25 من نفس الشهر بمدينة المنستير و تخليدا لذكراه واعترافا بخصاله, وبمناسبة اليوم الاولمبي أقامت اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية برنامجا ثريا تمثلت أهم فقراته في زيارة صريح فقيد القيم و المثل المرحوم محمد مزالي وهو من سخر 50 سنة من حياته للنبل والإخاء والتضامن في تونس ومختلف أرجاء المعمورة منخرطا في المثل والقيم الكونية لـ«بيار دي كوبرتان» التي تزرع الأمل و تبث الفرحة في الشعوب خلافا لما يتلاحق في أيامنا هذه من شعارات ظلامية كان محمد مزالي من أول مناهضيها في كتابه «L’Olympisme aujourd’hui» الصادر سنة 1983 وهو ما يقيم الدليل على النظر البعيدوللرّجال اثر بعدهم بالتأكيد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115