أقوى دور مجموعات في تاريخ كأس العالم: 120 هدفا مسجلا.. وثورة الصغار على الكبار مستمرة

• مفارقة غريبة للمنتخب التونسي الأقل تهديفا برصيد هدف مسجل والأفضل دفاعا بهدف مقبول

سيبقي دور المجموعات في النسخة 22 من كأس العالم 2022 عالقا في أذهان عشاق الساحرة المستديرة وهواة الأرقام والإحصائيات لم لا وقد كان المونديال الخليجي أرضية ملائمة للمفاجآت والنتائج غير المتوقعة والتي ستظل راسخة في تاريخ عدة فرق فيما أكدت لعبة كرة القدم أنها تبقي خارج منطق التوقعات وأحد أسباب الفرحة أو التعاسة في الوقت ذاته فيما سيبقي سحر كرة القدم متواصلا ولن ينتهي وهو ما أكده دور المجموعات في الدورة المونديال الذي قلب التوقعات وكان مثيرا ومشوقا إلى أبعد الحلول.
حمى المفاجآت وسقوط القوى التقليدية في كرة القدم بالإضافة إلى الأرقام غير المعتادة كانت عناوين الدور الأول الذي أظهر أن مونديال قطر غير عادي واستثنائي بكل مقاييسه خاصة أن عدة أرقام كسرت وانتهت فيما أكد مجددا أن خريطة كرة القدم العالمية تغيرت وباتت لا تعترف بالتاريخ بل بالمجهود والعمل وهو ما أكدته عدة منتخبات وخاصة ثلاثي القارة الآسيوية.
وسنعود في مقالنا اليوم إلى حصيلة الدور الأول بالإضافة إلى الظواهر والمعطيات التي قدمها هذا الدور في انتظار ما ستسفر عنه مواجهات الدور ثمن النهائي والتي لن تخرج عن ظواهر الدور الأول بما أن الحلم كان مشروعا في نسخة المونديال الحالي.
مونديال المفاجآت
من أبرز العناوين التي انفرد بها كأس العالم قطر 2022 أنه مونديال المفاجآت بامتياز حيث عرف الدور الأول عدة نتائج غير متوقعة حتى من أشد المتفائلين وكانت بمثابة الصدمة لدى عشاق الساحرة المستديرة خاصة أنها اقترنت بانتفاضة المنتخبات «الصغرى» على «كبار القوم» في الكرة العالمية بل أكثر من ذلك بما أن المنتخبات الأقل تصنيفا في ترتيب «الفيفا» فازت على المنتخبات العشر الأوائل في التصنيف.
المفاجأة الأولى في مونديال قطر كانت عندما استطاع منتخب السعودية قلب الطاولة على ميسي ورفاقه في منتخب الأرجنتين وحقق فوزا مفاجئا بهدفين مقابل هدف وحيد في المواجهة التي جمعت بينهما على ملعب لوسيل أما المنتخب الياباني فكان «صناع المفاجآت» بقوة حيث عاشت الجماهير الرياضية لحظات لن تنساها طويلا في المجموعة الخامسة بعدما شاهدت تحقيق منتخب اليابان معجزة كروية كبرى حيث أسقط منتخب ألمانيا في الجولة الأولى بهدفين مقابل هدف وعاد إلى تكرار ذلك أمام إسبانيا بهدفين نظيفين.
وكشر نجوم منتخب كوريا الجنوبية عن أنيابهم في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات بعدما حققوا المفاجأة الكبرى وأسقطوا منتخب البرتغال المدجج بنجومه بقيادة المخضرم كريستيانو رونالدو بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد والتأهل إلى الدور الثاني.
العرب والأفارقة لم يكونوا خارج دائرة المفاجآت بل أنهم صنعوا ذلك في 3 مناسبات وكانت البداية مع المنتخب المغربي الذي لقن درسا قاسيا لمنافسه منتخب بلجيكا بعدما فرض «أسود الأطلس» سيطرتهم على المواجهة وحققوا المفاجأة التي لم يتوقعها كثر أما ثاني المفاجآت فكانت بعنوان تونسي بعد أن فاز المنتخب الوطني على نظيره الفرنسي بهدف يتيم صحيح أنه لم يعبر بـ»نسور قرطاج» إلا أنه دون انتصارا على بطل العالم.
ثالث الحلقات غير المتوقعة جاءت في المباراة الأخير لدور المجموعات لتؤكد سلسلة النتائج المفاجأة حيث فاز الكاميرون على المنتخب المرشح فوق العادة لكسب اللقب فتمكن فينسنت أبو بكر من مباغتة مدافعي منتخب البرازيل وتسجيل هدف الانتصار الذي أسقط «راقصي السامبا».
بعد 28 سنة و120 هدفا مسجلا
تنافس 32 منتخبا في النسخة الـ22 من كأس العالم ونجحت هذه المنتخبات في تسجيل 120 هدفا من خلال 48 مباراة لعبت بالدور الأول أي بمعدل تهديفي وصل إلى 2.5 هدفا في المباراة الواحدة كما سجلت منتخبات المجموعة الخامسة أكبر عدد من الأهداف بمجموع 22 هدفا ثم المجموعة الثامنة بـ17 هدفا وسجل 15 هدفا بالمجموعة الأولى و16 هدفا في الثانية والسابعة و12 هدفا بالثالثة أما منتخبات المجموعتين الرابعة والسادسة فكانت الأقل تسجيلا للأهداف برصيد 11 هدفا فقط لكل مجموعة وبالعودة إلى الجولات الثالث التي لعبت فإن الشباك اهتزت في الجولة الأولى في 41 مناسبة فيما سجل في الجولة الثانية 40 هدفا لتعلن الجولة الأخيرة تدوين 39 هدفا وهي أرقام متقاربة.
14 ضربة جزاء و5 منها ضائعة حيث حصل لاعبو المنتخبات المشاركة في مونديال قطر على 14 ركلة جزاء سجلت 9 منها وتم تضييع 5 ركلات جزاء في الدور الأول بداية من البولوني ليفاندوفسكي ضد المكسيك ثم الكندي ألفونسو ديفيس أمام بلجيكا والسعودي سالم الدوسري ضد بولونيا والأرجنتيني ليونيل ميسي ضد بولونيا والغاني أندري آيو ضد أوروغواي.
وأعلنت مرحلة دور المجموعات حدثا يعيد إلى الأذهان مونديال 1994 بما أن حسابات الدور الأول أعادت ذكرى 28 سنة تمثلت في عجز كافة المنتخبات الـ32 عن الانتصار في المباريات الثالث أي أن العلامة الكاملة غابت عن المونديال القطري وهو ما يؤكد أن المستويات كانت متقاربة.
حسابات الهجوم والدفاع
سجل منتخبا إنقلترا وإسبانيا 9 أهداف كأقوى هجوم في مرحلة المجموعات وذلك بفضل فوز زملاء راشفورد على إيران (6-2) وويلز (3-0) أما إسبانيا فسجلت في المباراة التي فازت بها على كوستاريكا (7-0) وفي تعادلها مع ألمانيا (1-1) وعند خسارتها أمام اليابان بنتيجة (2-1) أما المنتخبات التي سجلت أقل عدد من الأهداف في هذه النسخة هي منتخبات قطر وويلز والدنمارك وتونس وبلجيكا بهدف واحد لكل منتخب.
واستقبلت شباك منتخبات البرازيل والمغرب وكرواتيا وتونس والولايات المتحدة الأميركية وهولندا هدفا واحدا خلال المباريات الثلاثة السابقة بهذا الدور وعكس ذلك فإن منتخب كوستاريكا يعتبر هو الدفاع الأضعف في مونديال قطر بعدما اهتزت شباك الحارس المخضرم كيلور نافاس 11 مرة أكثر من شباك مرمى منتخب صربيا (8 أهداف).
على صعيد أخر ينافس العديد من النجوم للتتويج بجائزة هداف مونديال قطر إذ يتصدر القائمة 5 لاعبين ويتعلق الأمر بكل من الإنقليزي ماركوس راشفورد والفرنسي كيليان مبابي والهولندي كودي غاكبو والإسباني الفارو موراتا والإكوادوري إينير فالنسيا بـ3 أهداف وسيكون الرباعي مرشحا لرفع غلته التهديفية فيما غادر مهاجم الإكوادوري الصراع بعد مغادرة منتخبه المونديال.
22 هدفا للبدلاء في المونديال
كان لتطبيق قاعدة التبديلات الخمسة لأول مرة في نهائيات كأس العالم قطر 2022 دورها في جعل النسخة الـ22 من المونديال نسخة البدلاء بامتياز وعرفت النهائيات حتى الآن تسجيل 22 هدفا من قبل بدلاء أي أكثر بستة أهداف من مجموع ما سجل في مونديال روسيا 2018 في ثالث أعلى مجموع أهداف للبدلاء في تاريخ البطولة.
الرقم المحقق حاليا يبقى بعيدا عن الرقم القياسي الذي تحقق في نسخة 2014 (32 هدفا في مجمل النهائيات) والتي حسم لقبها بديل وهو الألماني ماريو غوتسه على حساب ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني ويبدو الرقم 32 قريب المنال في هذه النسخة التي اقتربت كثيرا من المركز الثاني وقدره 24 هدفا تحققت في 2006 في مونديال ألمانيا.
خماسي لم ينهزم وخماسي لم ينتصر
ولم تذق 5 منتخبات طعم الهزيمة في الدور الأول ويتعلق الأمر بمنتخبات هولندا وإنقلترا والمغرب ومنتخب الولايات المتحدة الأميركية ومنتخب كرواتيا وأخفقت 5 منتخبات في تحقيق أي انتصار في دور المجموعات والحديث هنا عن منتخبات قطر وويلز ومنتخب الدنمارك وكندا ومنتخب صربيا. وحققت المنتخبات المنافسة في المونديال 38 انتصارا من مجموع 48 مواجهة لعبت وحضر التعادل في 10 مباريات من بينها 6 لقاءات انتهت بالتعادل السلبي كما شهدت مباريات مونديال حضور البطاقات الصفراء بقوة إذ وصل عددها إلى 166 بطاقة صفراء كانت حصيلة المنتخب السعودي الأعلى بـ14 بطاقة صفراء ثم صربيا بـ12 بطاقة صفراء ومن ثم الأوروغواي وغانا بـ8 بطاقات صفراء في المقابل لم يحصل لاعبو المنتخب الإنقليزي على أي بطاقة صفراء
كما حضرت البطاقات الحمراء مرتين بالنسبة للاعبين ويتعلق الأمر بطرد لاعب منتخب ويلز واين هينيسي والثانية لمهاجم الكاميرون فينسنت أبو بكر فيما طرد مدرب كوريا الجنوبية باولو بينتو أمام غانا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115