المنتخب الوطني: اختيارات القادري تثير التساؤلات...وعقوبة منتظرة بعد تجاوزات الجمهور

أسدل الستار عن المرحلة الثانية من تحضيرات المنتخب الوطني لكرة القدم قبل المشاركة في نهائيات كأس العالم التي تحتضنها قطر بعد اقل من شهرين وتحديدا

في الفترة الممتدة بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر، وقد انطلق التربص في منتصف الشهر الحالي وجرى جزؤه الأول في تونس قبل شد الرحال إلى فرنسا لاستكمال الاستعدادات اذ خاضت المجموعة ‹بروفتين› وديتين الأولى أمام جزر القمر وانتهت بفوز عناصرنا الوطنية بهدف لصفر قبل أن ينتهي التربص بهزيمة ثقيلة أمام المنتخب البرازيلي في ملعب حديقة الأمراء بباريس بخماسية مقابل هدف.
اثر طي صفحة هذا التربص ، من المنتظر ان تكون المرحلة الثالثة والحاسمة من التحضيرات للمشاركة التونسية السادسة في تاريخ المونديال في شهر نوفمبر القادم وتحديدا في السادس منه والى غاية 17 من الشهر نفسه في المملكة العربية السعودية وهو تربص يأتي بناء على دعوة الاتحاد السعودي لكرة القدم للتكفل بمصاريف المعسكر الأخير لنسور قرطاج والذي من المنتظر أن تتخلله مباريات ودية قبل التحول الى قطر في 17 من نوفمبر استعدادا للمباراة الاولى في المونديال التي ستكون ضد الدنمارك في 22 من الشهر نفسه.
اخطاء بالجملة
كان منتظرا أن يواجه المنتخب الوطني عديد الصعوبات في مواجهة المنتخب البرازيلي الذي يتصدر تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم لكن الهزيمة العريضة وقبول 4 اهداف كاملة في شوط واحد وهدف آخر في الشوط الثاني ووجود جل اللاعبين خارج نطاق الخدمة هو الذي اثار نقاط استفهام عديدة.لكن الثابت ان بعض الاختيارات من الناخب الوطني جلال القادري هي التي افرزت السقوط المدوي لمنتخبنا امام ‹راقصي السامبا› على غرار التعويل على ديلان برون ومنتصر الطالبي في المحور والحال ان بلال العيفة ومنتصر الطالبي كان ثنائيا ناجحا في المواعيد السابقة واذا كان لا بد من اشراك برون فقد كان من الاجدر التعويل على 3 لاعبين في المحور للحد من خطورة المنافس وحتى لا تكون حصوننا الخلفية طريقا سيارة امام هجمات زملاء نيمار كما حدث ليلة الثلاثاء.
في المقابل، فاجأ القادري الجميع بالتعويل على غيلان الشعلالي في وسط الميدان والحال أن اللاعب يفتقد إلى نسق المباريات الرسمية منذ فترة لا تقل عن 3 اشهر بما أن إطلالته الأخيرة كانت في شهر ماي في سباق البطولة المحلية خضع بعدها الى تدخل جراحي وغاب عن المنتخب بداعي الإصابة عن مبارتي الجولتين الاولى و الثانية من تصفيات كأس افريقيا و عن مشاركة عناصرنا الوطنية في دورة كيرين باليابان في شهر جوان.ورغم ذلك وجد نفسه في التشكيلة الأساسية رغم انه كان من الممكن إشراكه اثناء اللعب لفترة وجيزة والتعويل على فرجاني ساسي وهو أكثر جاهزية منه.
على غرار الشعلالي أشرك المدرب الوطني يوسف المساكني رغم انه لم يسترجع مؤهلاته البدنية بعد الإصابة التي تعرض لها مع فريقه العربي القطري ورغم انه كان من المستبعد أن يظهر منذ البداية إلا أن الإطار الفني جازف وأشركه في بداية اللقاء.في المقابل،أثار عدم التعويل على بعض الأسماء منذ البداية جدلا كبيرا على غرار وهبي الخزري ونعيم السليتي مقابل إقحام عدة أسماء تنقصها الجاهزية.
الثابت ان عملا كبيرا ينتظر المدرب جلال القادري قبل بداية الرسميات لكن الأهم إصلاح بعض الاخطاء والاختيارات المناسبة...بعض الملاحظين استغربوا عدم مواصلة القادري التعويل على الاسماء التي شاركت في دورة كيرين وفازت بلقبها وكان الاجدر المحافظة على نفس النواة مع دعمها ببعض العناصر وليس مواصلة ‹مخبر التجارب› خاصة وان المونديال بات على الابواب ولم يعد هناك مجال للخطأ...
السلسلة الايجابية للقادري مع نسور قرطاج تنتهي
وضعت الهزيمة ضد المنتخب البرازيلي حدا للنتائج الايجابية للمدرب جلال القادري مع المنتخب الوطني وكذلك في عذارة الشباك.فقد اشرف القادري على المقاليد الفنية في 8 مباريات حقق خلالها 5 انتصارات وتعادلين وهزيمة وسجل 13 هدفا فيما اهتزت شباكه في 5 مناسبات.
 أول المباريات التي قاد فيها جلال القادري النسور كمدرب أول خلفا للمنذر الكبير وأول مغامراته كربان أول لسفينة نسور قرطاج كانت ضمن الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم قطر 2022 أمام منتخب مالي وانتصرت عناصرنا الوطنية ذهابا بهدف لصفر خارج الديار قبل أن ينتهي لقاء الإياب بتعادل سلبي.ثم قاد المجموعة في الجولة الافتتاحية من تصفيات كأس إفريقيا الكوت ديفوار 2024 أمام غينيا الاستوائية برباعية نظيفة وفي الجولة الثانية من التصفيات أمام بوتسوانا انتهت بالتعادل السلبي.
أما في دورة كيرين الدولية باليابان فقد فاز منتخبنا على منتخب الشيلي بثنائية نظيفة في نصف النهائي قبل ان ينتصر على صاحب الأرض المنتخب الياباني بثلاثية نظيفة في نهائي الدورة المذكورة ثم فاز وديا قبل ايام أمام جزر القمر بهدف لصفر في باري قبل ان تنتهي مواجهة ملعب الامراء بباريس ضد البرازيل بالهزيمة الاولى بخماسية وهي الاولى للقادري مع المنتخب.
خروج عن النص ...ممارسات عنصرية وشكوى منتظرة
لن يسجل التاريخ فقط الهزيمة العريضة التي مني بها منتخبنا امام منتخب البرازيل بل سيكتب التاريخ ان المدافع ديلان برون عمّق متاعب زملائه عندما تم اقصاؤه بعد اعتدائه على نيمار في لقطة مجانية خلنا ان خبرته تمنعه من اتيان مثل هذه الافعال.والحقيقة ان الخروج عن النص لم يتوقف عند اللاعبين ومناوشاتهم العديدة مع لاعبي المنافس بل امتد الى الجمهور،البداية كانت بصافرات الاستهجان من الجمهور التونسي اثناء عزف النشيد الوطني للمنتخب البرازيلي قبل ان يتم لاحقا القاء الموز على ريتشاليسون اثر احتفاله بالهدف الذي سجله في مرمى دحمان وهي حركاتن لم يقرأ من قام بها أي حساب لأنها ستنقلب على منتخبه فقد شاهدنا انها جعلت البرازيليين يلعبون بحماس اكبر وطريقة احتفال مدربهم بكل هدف والروح القتالية التي اظهرها ‹راقصو السامبا› في الشوط الاول خير دليل على ذلك.وعلى هذا الاساس،افادت بعض المصادر الاعلامية ان الجامعة البرازيلية لكرة القدم تقدمت بشكوى الى ‹الفيفا› ضد ما اسمته الممارسات العنصرية من الجمهور التونسي ضد منتخبها.الجمهور التونسي الذي كان يضرب به المثل في تشجيع منتخبه زاد الطين بلة فعلاوة على الهزيمة في المستطيل الاخضر فإن الجمهور اضاف الى الحسابات هزيمة اخرى وهي هزيمة في الروح الرياضية والاخلاق واحترام المنافس.
الثابت ان الفترة القادمة ستعلن عن عقوبة منتظرة ضد جمهور المنتخب ويأتي ذلك امام صمت الجامعة التونسية لكرة القدم التي لم تصدر أي بلاغ بخصوص أحداث لقاء ليلة الثلاثاء ضد البرازيل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115