الصراع كان بين الأولمبي الباجي واتحاد تطاوين وجمعية الحمامات والاتحاد المنستيري بصفة أقل إلا أن نتائج الجولة الأخيرة أعلنت صعود الأولمبي الباجي واتحاد تطاوين بعد أن فاز الأول على الجار جندوبة الرياضية شأنه شأن تطاوين الذي انتصر على الاتحاد المنستيري ليرفع رصيدهما إلى 16 نقطة وهو نفس رصيد جمعية الحمامات بعد تعادلها مع مستقبل قابس إلا أن لغة الأهداف المقبولة والمدفوعة والحوارات المباشرة أقصت الحمامات وأعلنت صعود الأولمبي الباجي واتحاد تطاوين.
‹المغرب الرياضي› اتصل بممثلين عن الأندية الصاعدة إلى الرابطة المحترفة الأولى إضافة إلى تقديم لمحة تاريخية عن الأولمبي الباجي ومستقبل قابس واتحاد تطاوين.
بعد موسم واحد المستقبل يعود
نزل مستقبل قابس إلى الرابطة الثانية في أعقاب الموسم الماضي حين لم يتمكن زملاء يونس مزهود من التأقلم مع ظروف الرابطة الأولى خاصة مع المشاكل الإدارية التي عاشها الفريق إضافة إلى خروج عدد كبير من ركائز الفريق والانتدابات العشوائية والكثيرة التي لم تقدم الإضافة للفريق بل زادت في الصعوبات ليجدد ‹الجليزة› العهد مع الرابطة الثانية بحثا عن عودة سريعة مع فرق النخبة وهو ما حدث فعلا بعد مسيرة ليست بالسهلة إلا أن عودة المدرب الهادي المقراني والمهاجم صابر الطرابلسي إضافة لبعض الانتدابات جعلت الفريق يضمن الصعود وقبل جولة من نهاية السباق... ولمعرفة ردود الأفعال عقب الصعود اتصلنا بالمهاجم المخضرم صابر الطرابلسي الذي أكد أن الصعود لم يكن سهلا بل أصعب من الموسم قبل الفارط خاصة مع المشاكل العديدة التي عرفها الفريق في أول الموسم إلا أن عزيمة اللاعبين وعودة المدرب الهادي المقراني ساهم في تحسن الوضعية ليكون التأهل إلى مرحلة ‹البلاي أوف› التي منحت الثقة للمجموعة التي أصبحت تدرك أنها قادرة على العودة من جديد إلى الرابطة الأولى وهو ما تحقق رغم هزيمة بداية المشوار إلا أن الفريق عاد من جديد وحقق المطلوب منه وأسعد الجماهير.
وأضاف الطرابلسي أن المطلوب الآن المحافظة على المجموعة الحالية دون التفكير في التخلص من عدد من اللاعبين والبحث عن انتدابات عديدة أكدت محدوديتها وساهمت في نزول الفريق في الموسم الماضي لذلك لابد على الهيئة أن تستوعب الدرس وأن تدعم الفريق ببعض العناصر لا أن تشتري فريقا أخر... كما طلب المهاجم المخضرم الهيئة بالانطلاق في الإعداد للموسم القادم عبر برمجة تربصات وتحديد حاجيات الفريق لان التأخير سيدفع ثمنه مستقبل قابس.
الأولمبي الباجي مجددا مع الكبار
بعد موسمين في الرابطة الثانية لملم الأولمبي الباجي أحد الفرق التقليدية في بطولتنا أوراقه ليعود من جديد إلى مكانه الطبيعي مع فرق النخبة مستثمرا انتهاء الخلافات بين رجال الأولمبي الباجي ومستعيدا أبرز نجومه على مر التاريخ والحديث هنا عن هدافه التاريخي نبيل الميساوي الذي أكد شبابه الدائم على الملاعب ومساهمته الكبير في صعود فريقه حيث حقق صاحب 36 سنة 18 هدفا في هذا الموسم منها 6 في مرحلة التتويج جعلته يكون أحد مهندسي الصعود رفقة المدرب لطفي السبتي الذي جدد انجازاته بما أنه كان وراء صعود اتحاد بن قردان في الموسم الماضي ليعيد السيناريو لكن هذه المرة مع الأولمبي الباجي.
وأكد قائد الأولمبي الباجي نبيل الميساوي في حديث مع ‘المغرب الرياضي’ أن الصعود كان هدف الجميع في هذا الموسم حيث تجندت كل المجهودات من أجل تحقيقه خاصة بعد عجز الفريق عن تحقيق ذلك في الموسم الماضي ورغم الصعوبات التي عرفها الفريق في المرحلة الأولى أوجبت التغيير والاستغناء عن المدرب الهادي المقراني بسبب سوء النتائج وهو أمر معتاد في كرتنا جاء المدرب لطفي السبتي الذي أعطى ثقة للمجموعة كانت في حاجة لها خاصة مع النتائج السلبية المحققة فيما لعب أصحاب الخبرة دورا كبيرا في هذا الصعود والعودة إلى المكان الطبيعي للأولمبي الباجي.
مرحلة التتويج كانت حاسمة ولعبت فيها جزئيات بسيطة أهمها الخبرة وضرورة التحكم في الأعصاب وهذا ما تعاملنا معه وجعلنا نحقق الهدف المرسوم وعن مستقبله أكد هداف الرابطة الثانية أنه مازال لم يحدد مصيره إلا أن الأولوية تبقي لفريقه الأم غير أنه يريد الاستراحة بعد الموسم الشاق الذي خاضه مع الأولمبي الباجي.
20 سنة, بعد التأسيس تطاوين يصنع الحدث
تأسس اتحاد تطاوين في سنة 1996 لينطلق في مسيرة رائعة بما أنه تسلق كل الأقسام في ظرف قياسي لم يسبقه في ذلك أي فريق في كرتنا حيث صعد في الموسم الماضي من القسم الثالث إلى الرابطة المحترفة الثانية ثم توج المسيرة في هذا الموسم بصعود مع الكبار 20 سنة من التأسيس جعلته يكون استثناء وظاهرة في كرة القدم التونسية.
اتحاد تطاوين جاء من بعيد في مرحلة التتويج حيث لم يكن من بين المرشحين للمراهنة على إحدى بطاقات الصعود والهزيمة الجزائية التي تكبدها الفريق أمام مستقبل قابس زادت في قناعات المحيطين بالفريق بصعوية المهمة إلا أن المجموعة بقيادة المدرب أحمد الدريدي واصلت النتائج الإيجابية وحققت حلم الأحباء الذين ساندوا الفريق طيلة الموسم لتكون الفرحة هيستريا بعد الصعود التاريخي لاتحاد تطاوين إلى الرابطة المحترفة الأولى. ‹المغرب الرياضي› اتصل بالمدرب أحمد الدريدي الذي أكد أنه كان على يقين أن المجموعة الحالية قادرة على تحقيق حلم جميع مكونات الفريق من مسؤولين وجماهير حيث أنها تملك كل المقومات لذلك وأظهرته في المرحلة الافتتاحية التي قدم فيها الفريق مردودا جعل الحلم يكبر ورغم الظروف الصعبة والهزيمة الجزائية أمام مستقبل قابس إلا أن الكل تكاتف ودعم الفريق ليكون الصعود ثمرة عمل كبير اسعد الجماهير وجعل اتحاد تطاوين يكتب تاريخا جديدا ويصنع الحدث. مدرب تطاوين أكد أن الحديث عن مستقبله سابق لأوانه الآن سيما أنه يطمح لراحة بعد الموسم الصعب والمثير الذي قدمه مع اللاعبين الذي أكد أنهم يستحقون ما تحقق بعد التضحيات الكبيرة المقدمة وأضاف الدريدي أنه يملك اتفاقا مبدئيا مع الهيئة على مواصلة الرحلة مع الفريق ينتظر تفعيله في الأيام القليلة القادمة لكن الوقت الآن للاحتفال واستيعاب الحدث التاريخي.