الى غاية 30 سبتمبر وبعد مرور اسبوعين على انطلاق الميركاتو لم نسجل على غرار العادة نشاطا كبيرا او صفقات مثيرة كما تعودنا على ذلك في المواسم الماضية اذ كنا نسجل صفقات مدوية ولاعبين مثلوا عنوان صراع يزيدون الصائفة حرارة...في الموسم الحالي يسير الميركاتو ببطء تتخلله بعض التعاقدات او خروج بعض الاسماء نحو تجارب جديدة محليا وخارجيا.
في هذا السياق ،يبدو ان عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ المسلطة على عدد من الاندية التونسية والتي وصلت الى المنع من الانتداب ضد النادي الافريقي والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي والنادي البنزرتي...هي التي القت بظلالها على حركية الميركاتو وجعلت بعض الفرق تكتفي بدور المتفرج على سوق الانتقالات وتجد نفسها في وضع لا تحسد عليه خاصة في ظل خروج اللاعبين الذين تنتهي عقودهم من اسوارها وعدم قدرتها على تعويضهم وتعزيز رصيدها البشري.
الترجي والملعب التونسي ومستقبل سليمان استثناء ...
تشير لغة الارقام الى ان الترجي الرياضي بطل الموسم المنقضي والملعب التونسي الذي حقق عودته في اعقاب الموسم الماضي الى قسم الاضواء هما اكثر الفرق التي ابرمت تعاقدات اذ ظفر الترجي الى حد الان بخدمات حسام دقدوق ومحمد بن علي وعزيز فلاح ولا يزال فريق باب سويقة يسعى الى تعزيز رصيده البشري بصفقات اخرى في الخطين الخلفي والامامي. اما الملعب التونسي فتعاقد مع بلال الماجري ونضال بن سالم وايوب التليلي في انتظار اتمام المزيد من الصفقات لاحقا .كما ابرم مستقبل سليمان 3 صفقات وهي صفقات فراس بن عمار ومهاب عوينة وكريم البناني فيما اقتصرت بعض الفرق الاخرى على تعاقد وحيد لا تزال البقية تنتظر اول صفقة.
متاعب مالية او خطوة اختيارية
يطرح النسق البطيء الذي تسير به وتيرة فترة الانتقالات الصيفية الحالية نقاط استفهام عديدة فهل ان الفرق اتخذت مسار ‘التقشّف’ بسبب الصعوبات المالية واتعاظا من دروس الماضي في ابرام صفقات قد تبوء بالفشل وتكلفها فيما بعد خطايا مالية طائلة ام ان الامر يعود لغياب مواهب قادرة على كسب ثناء واعجاب الملاحظين وتوفير الاموال للتعاقد معها.
الثلاثي الكبير يعاني
في السنوات الأخيرة،وخاصة بعد الثورة اتسعت رقعة الازمات المالية للأندية وحتى تلك التي كانت قادرة على تسيير أمورها بأيسر السبل رفعت راية العجز والاستسلام ولم تعد قادرة على خلاص مستحقات لاعبيه فتتالت عليها عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم مالية تارة وتجاوزت ذلك الى عقوبة المنع من الانتدابات.
في شهر ماي الماضي تلقى اهل القرار في النادي الافريقي إشعارا من الاتحاد الدولي لكرة القدم لإعلامها بقرار المنع من الانتدابات لثلاث فترات من الميركاتو .ويأتي ذلك بسبب عدم خلاص مستحقات اللاعبين الكاميرونيين «سارج نيكولا سونغ» و»ديديي روستان ييمغا» والتي تقدر ب272 الف يورو أي ما يعادل 700 الف دينار تونسي وفق ما اشارت مراسلة لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’. على غرار فريق باب الجديد ،وجد النجم الساحلي نفسه عرضة لعقوبة المنع من الانتدابات لثلاثة فترات متتالية بسبب 3 ملفات وهي مستحقات دواروين غونزاليس الفينزويلي ومستحقات الاهلي المصري من صفقة انتقال الايفواري سليمان كوليبالي وقدرها مليونو400 الف دولار اضافة الى خطايا التأخير الى جانب مستحقات هلال الشابة من صفقة عمر كوناتي وقدرها ملياران.
والتحق النادي الصفاقسي بالركب بعدما أصدرت غرفة فض النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم يوم 11جزويلية الماضي قرار ضد نادي عاصمة الجنوب يقضي بإلزامه بدفع جملة من المبالغ المالية لفائدة لاعبه السابق ماليك ايفونا مع تسليط عقوبة المنع من الإنتداب لثلاثة فترات متتالية وذلك الى حين تسديد ما تخلد بذمته
وتم الزام السي آس آس بدفع 54ألف دولار بعنوان أجور غير خالصة و72 ألف دولار بعنوان غرامة فسخ تعسفي اضافة الى 1400 دينار بعنوان مصاريف كراء السيارة و3189 بعنوان مصاريف إقام. أي ما جملته تقريبا مبلغ 390 الف وخمسمائة دينار تونسي مع الفوائض القانونية السنوية بقيمة 5% .مع تسليط عقوبة المنع من الانتداب لثلاث فترات متتالية وذلك إلى حين تمام الخلاص.
الجامعة مطالبة بالبحث عن حلول
في المواسم الأخيرة باتت الفرق التونسية حاضرة بامتياز في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم ‘فيفا’ من خلال قضاياها ونزاعاتها وتطورت الامور الى عقوبة المنع من الانتدابات التي اصبحت بعض الفرق تعيشها بصفة دورية.
ما تعيشه عديد الاندية من ازمات خانقة وسيف العقوبات المسلط على رقاب مسؤوليها يجعل من تدخل الجامعة التونسية لكرة القدم امرا ضروريا لكن عوض حلول جذرية وجدنا ان المكتب الجامعي اختار اسهل الحلول بانشاء حساب بنكي ، على ذمة الجماهير لخلاص الديون والقضايا وهي خطوة قد تحل المشكل حينها ولكنها لا تحول دون انخراط عديد المسؤولين عن الاندية في دوامة الصفقات الفاشلة التي تعمق متاعب الاندية.
ويبدو ان الدور الابرز للجامعة هو القيام بدور الرقابة المالية على معاملات الاندية والاطلاع على حجم الخطايا والنزاعات ، قبل انطلاق كل موسم رياضي ،حتى تحد من حجم الديون التي تعمق متاعب الاندية ...فالتاريخ اثبت أن تدخل الجامعة لدفع بعض خطايا الاندية وتدخلها لانشاء حسابات بنكية ليس الا حلولا ظرفيا لا توقف انسياق النوادي وراء ابرام صفقات بمبالغ طائلة تكلفها فيما بعد المثول امام لجنة النزاعات بالفيفا.
صفقات محدودة في الميركاتو الصيفي التونسي: عقوبة المنع من الانتدابات سيف مسلط على الأندية، والجامعة مطالبة بإيقاف النزيف
- بقلم سلاف الحمروني
- 13:39 27/07/2022
- 732 عدد المشاهدات
اعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم منذ ايام عن ان فترة الانتقالات الصيفية في البطولة التونسية قد انطلقت في 9 من شهر جويلية الماضي لتتواصل