النادي الصفاقسي: 94 سنة من الأمجاد

الى حصوله على عدة القاب محلية وقارية لينحت اسمه في ربوع دول العالم ويقرأ له الف حساب، كما ان الفريق ممول رسمي للمنتخب الوطني التونسي منذ قديم الزمان فمن منا لا يعرف ساحر الاجيال حمادي العقربي او محمد علي عقيد او المختار ذويب من ملحمة الأرجنتين 78، ومن منا لا يعرف سامي الطرابلسي او إسكندر السويح او سفيان الفقي من ملحة جوهامزبورغ وفرنسا 98 و الفهد الاسمر حاتم الطرابلسي الذي احترف في اجاكس امستردام كأغلى صفقة تونسية في تلك الفترة مرورا الى علي معلول الذي اختير احسن ظهير أيسر من قبل الاتحاد الافريقي لسنوات متتالية وغيرها من الاسماء التي مرت على الفريق ونحتت اسمها من ذهب وساهمت في الحصول على ألقاب أدخلت بها السعادة في كل دار سوداء وبيضاء.
لمن لا يعرف كيف تأسس النادي الصفاقسي فإن القصة انطلقت في 1912 حيث حاولت مجموعة الحصول على ترخيص لأول ناد تونسي الا ان المستعمر الفرنسي رفض ذلك خوفا من التجمعات التي قد تحصل لطرده، ثم في 28 ماي 1928 تحصل الصحفي زهير العيادي أخيرا على رخصة لنشاط النادي وكان اسمه في ذلك الوقت النادي التونسي ويلعب باللونين الأخضر والأحمر في تعبير واضح عن رفض النادي للاستعمار وتجنده في صف المقاومة الوطنية.
بداية البروز
صعد النادي إلى ما كان يعرف بالقسم الشرفي (الرابطة الثانية حاليا) سنة 1939 ثمّ نجح في الصّعود إلى القسم الأوّل سنة 1946 وبقي حاضرا الى يومنا هذا في كلّ المنافسات على بطولة كرة القدم التونسية منذ ذلك التاريخ تحت مختلف مسمياتها, سنة 1962 تمّ تغيير اسم النادي التونسي إلى النادي الرياضي الصفاقسي مع تغيير لونيه إلى الأبيض والأسود وكان هذا قبل أن يحصل على اول بطولة محلّيّة سنة 1969 اي بعد سنة من حصول نادي سكك الحديد الصفاقسي على أول لقب بطولة في جهة صفاقس.
التتويجات في أرقام
توج النادي الصفاقسي بعدة ألقاب بالإضافة الى وصوله في اكثر من مناسبة للأدوار النهائية في جميع المسابقات الوطنية والعربية والإفريقية اضافة الى مشاركته في بطولة العالم للكرة الطائرة وتشريف الراية الوطنية من خلال رفع العلم التونسي في ربوع العالم. فبالنسبة لكرة القدم أكابر تحصل الفريق على لقب بطولة تونس في 8 مرات وكأس تونس في 6 مرات وكأس الاتحاد الافريقي في 4 مرات والبطولة العربية وكأس الهادي شاكر في مناسبتين وكأس اتحاد شمال افريقيا وكأس المغاربة للاندية الفائزة بالكؤوس وكاس الرابطة في مناسبة واحدة اضافة الى بلوغ الدور النهائي من كأس رابطة ابطال افريقيا, اما فرع الكرة الطائرة فقد تحصل النادي الصفاقسي على 11 بطولة تونسية و12 لقب كأس تونس و6 بطولات للاندية الافريقية و7 بطولات عربية وكأس السوبر التونسي اضافة الى فرع السيدات الذي تحصل على 8 بطولات و9 كؤوس تونسية و5 كؤوس سوبر وكأس الأندية الافريقية وبطولة باني ياس الدولية في مناسبتين مع المشاركة في بطولة العالم للأندية في عدة مناسبات, اما فرع كرة السلة فقد احرز النادي الصفاقسي على 18 لقب بطولة وطنية و7 كؤوس تونسية وبطولتين عربيتين بالإضافة الى المشاركة في البطولة الافريقية وتنظيمها وهو يعتبر من ابرز الفروع، كما ان تتويجات النادي الصفاقسي طالت ايضا فروع الشبان والألعاب الفردية ومن بين ما انجبت المدرسة الصفاقسية العداءة حبيبة الغريبي التي شرفت تونس في المحافل الدولية.
جماهير فدت بدمائها..
جماهير النادي الصفاقسي تبقى من ذهب ودخلت موسوعة غينيس سنة 2006 كأول جماهير في العالم تتنقل على طول 270 كيلومتر الى ملعب رادس لمؤازرة وتشجيع فريقها بما ان العدد فاق 60 الف متفرج انذاك, كما ان هذه الجماهير ما انفكت تساند فريقها كل موسم وتقوم بالدعم المادي والمعنوي من اجل انقاذه والابقاء عليه في المصاف الاول سيما وانها ما انفكت تتنقل مع اللاعبين حتى وان كانت المباريات دون حضور الجمهور لتشجيع الفريق قبل الدخول للملعب او اثناء الخروج منه.
جماهير النادي الصفاقسي ضحت بأرواحها وتوفى البعض منها في الملعب وهو يشجع او حتى يقوم بتعليق لافته لتبقى هذه الاسماء خالدة وعالقة في اذهان كل لاعب او محب بعد تضحيتهم بدمائهم من اجل ان يعيش النادي الرياضي الصفاقسي واليوم وجب على الجميع ان يتذكرهم ويقوم بلفتة كريمة تجاههم وتكريمهم حتى تبقى اسماؤهم وصورهم شامخة بين قلوب الجميع سيما وان الاسماء تذهب ليبقى اسم النادي الرياضي الصفاقسي عاليا وشامخا ابد الدهر.