قبل أيام من ضربة بداية مرحلة «البلاي أوف»: «الاتحادان» لكسر حصرية اللقب و «الرباعي الكبير» لتأكيد الهيمنة على البطولة

تفصلنا أيام فقط عن المرحلة الحاسمة من فعاليات الرابطة المحترفة الأولى للموسم الكروي الحالي وستعطي ضربة بداية مرحلة «البلاي أوف» يوم 28 أفريل الجاري

بإقامة الجولة الافتتاحية على أن تتواصل مواجهات السداسي المراهن على اللقب إلى غاية 30 جوان موعد الإعلان رسميا عن بطل الموسم والذي لن يخرج من دائرة الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والاتحاد المنستيري بما أنهم فرسان الرهان على لقب البطولة حيث أن رباعيا منهم متعود على اللقب وسبق له الصعود على منصة التتويج فيما يبحث الثنائي الاخر عن كسر القواعد الحصرية للرابطة المحترفة وإعلان أكبر المفاجآت في هذا الموسم.
سنبحث في مقالنا اليوم عن سجل الرابطة المحترفة الأولى منذ التأسيس وذلك بالعودة إلى أرقام فترة الهواة ثم بعد اعتماد الاحتراف حيث تؤكد المعطيات أن وجهات اللقب دائما ما كانت معلومة ولا تخرج من دلئرة الرباعي التقليدي في الكرة التونسية والذي يسمى بين قوسين ( الرباعي الكبير في كرتنا) حيث تؤكد الأرقام أفضلية واضحة مقارنة بمختلف فرق بطولتنا.
و صبت التوقعات كالعادة في خانة عدم خروج اللقب من الدائرة المعتادة إلا أن المفاجأة تبقى مشروعة في عالم الساحرة المستديرة وهو ما سيسعى إليه الثنائي الاتحاد المنستيري واتحاد بن قردان خاصة أنهما الفريقان الوحيدان في قائمة المتراهنين على اللقب اللذين لم يحققا أي بطولة في مسيرتهم وعجزوا عن التتويج بالبطولة ليبقي السؤال هل يكسر هذا الموسم القاعدة وحصرية الرباعي الكبير مع اللقب أمأن الاتحادين سيفجران أكبر مفاجأة بحصد البطولة.
احتكار شامل
عرفت الرابطة المحترفة تتويج 9 فرق فقط منها الرباعي الكبير المتكون من الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي بالإضافة إلى الخماسي الذي كسر السيطرة نادي حمام الأنف والملعب التونسي وسكك الحديد الصفاقسي وشبيبة القيروان والنادي البنزرتي ليكون المجموع 65 بطولة كان نصيب الرباعي التقليدي 57 لقبا فيما توجت البقية بثماني بطولات فقط لتؤكد هذه الأرقام السيطرة الكلية للرباعي الكبير في بطولتنا.
وكان الترجي الأبرز في الرباعي التقليدي حيث توج بـ29 بطولة منها 10 قبل نظام الاحتراف و19 بعد سنة 1994 ليأتي النادي الإفريقي في المركز الثاني برصيد 11 لقبا ثمانية منها قبل نظام الاحتراف والبقية بعد ذلك أما المركز الثالث فقد كان من نصيب النجم الساحلي الذي حقق 9 بطولات ست قبل سنة 1994 و3 ألقاب بعد اعتماد نظام الاحتراف وحل النادي الصفاقسي في المركز الرابع في تتويجات الرباعي الكبير بعد أن حقق 8 بطولات خمس قبل نظام الاحتراف وثلاثة ألقاب بعده.
خارج دائرة القوى التقليدية
فضلت البطولة التونسية أن تكون المنافسة مفتوحة بين كافة الفرق حيث غاب الاحتكار الذي عرفته البطولة في المواسم الماضية فقد افتتح نادي حمام الأنف سجل الأندية في التتويج وذلك في موسم 1956 ليعلن نفسه كأول المتوجين ليغيب بعدها عن منصات التتويج.
وبعد فريق الضاحية الجنوبية جاء الدور على الملعب التونسي الذي أعلن عن نفسه كأحد كبار الكرة التونسية في حقبة الستينات بعد 4 ألقاب جاءت في مواسم 1957 و1961 و1962 ولقب 1965 الذي كان أخر ألقاب فريق «البايات» الذي ظل يبحث منذ ذلك الوقت على استرجاع أمجاده والتتويج مجددا بلقب البطولة.
وواصلت الأندية شق عصا الطاعة في وجوه الرباعي التقليدي في بطولتنا في تلك الفترة حيث تمكن فريق سكك الحديد الصفاقسي من كسر القاعدة وإهداء أول الألقاب لفرق الجنوب بعد أن توج ببطولة موسم 1968 ليؤكد أن اللقب يبقي مشروعا لكافة منافسي البطولة ولم يقو سكك الحديد الصفاقسي على استثمار تتويجه حيث يقبع الآن خارج دائرة فرق النخبة.
بعد ذلك غابت التتويجات عن بقية الفرق لتنطلق فترة احتكار الرباعي الكبير في الكرة التونسية بما أن التتويجات غابت لتعود في موسم 1977 بعد أن أعلن الجيل الذهبي لشبيبة القيروان رغبته في الانتفاض وهو ما تحقق فعلا حيث صعد فريق عاصمة الأغالبة على منصة التتويج المحلي وحقق اللقب الوحيد في التاريخ لفريق عاصمة الأغالبة.
وغابت بقية الأندية مجددا عن التتويج حيث تداول الرباعي الكبير على لقب البطولة لمدة 7 سنوات كاملة حيث تمكن النادي البنزرتي من التتويج في موسم 1984 وكان ذلك موعد أخر القاب بقية أندية بطولتنا بما أن الرباعي الكبير انطلق في احتكار اللقب لنفسه.
هيمنة واضحة
أعلنت السلطات الكروية في تونس عن نهاية نظام الهواة وانطلق نظام الاحتراف سنة 1994 لتدخل الكرة التونسية نظاما جديدا جعل الجميع ينتظرون تطور كافة الأندية لكن العكس حصل بما أن الاحتكار زاد وتضاعف بشكل رهيب بما أن لقب البطولة بات مسطرا للرباعي الكبير في كرتنا والذي احتكر اللقب وتوسعت الفوارق بينه وبين بقية الأندية التي اقتصر دورها على الحضور الصوري دون التفكير في الصعود على منصة التتويج.
صحيح أن بعض الأندية حاولت المنافسة وكانت قريبة من كسر عصا الطاعة على غرار النادي البنزرتي في موسمي 1999 و2012 لكنه فشل في النهاية وعاد اللقب إلى الترجي الرياضي.
كما ذكرنا يعود أخر تتويج خارج الرباعي التقليدي لسنة 1984 أي قبل 10 سنوات من اعتمد نظام الاحتراف الذي زاد في الفوارق بين الأندية وأعلن عن نهاية أحلام بقية فرق الرابطة المحترفة بالتتويج بالبطولة حيث ترفض بطولتنا المفاجأة وتفضل عدم تغيير عاداتها رغم بعض المحاولات التي تفشل في نهاية المطاف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115