كرة اليد: بعد بطاقة المونديال وبرونزية «الكان»: منتخب الكبريات بات أولوية المرحلة وانتظارات كبيرة من المكتب الجامعي الجديد

كسب المنتخب الوطني للكبريات خطوة هامة للمستقبل في مشاركته في النسخة الأخيرة من بطولة افريقيا للأمم التي أقيمت في الكامرون بعد أن حاز على الميدالية البرونزية

وضمن تأهله الى بطولة العالم التي ستقام في اسبانيا بداية من 2 ديسمبر المقبل وعاد بنتيجة تجاوز بها كل الشكوك حول تلك المشاركة التي خاضها دون اجراء أية مباراة ودية وبعد توقف نشاطه لقرابة العامين في سابقة في تاريخه.
سيكون المنتخب الوطني ضرورة من أولويات المرحلة القادمة التي لا بد أن يسترد فيها اعتباره كاملا ويحظى بالمكانة التي يستحقها بعد أن فقدها عن قصد من المكتب الجامعي الحالي الذي كان همه الوحيد منتخب الأكابر بحثا عن مطية يؤمن بها مرورا سهلا باتجاه مدة نيابية جديدة في الانتخابات المقررة يوم 9 جويلية المقبل، عناصرنا الوطنية أثبتت أنها تستحق الأفضل بعد المردود الممتاز الذي قدمته في الكامرون والأكيد أن الرسالة كانت مضمونة الوصول لكل الأطراف المحيطة بها من جامعة وسلطة اشراف على حد السواء.

تنتظر المنتخب مشاركة في بطولة العالم خلال ديسمبر المقبل والإعداد لهذا الحدث لا بد أن يكون منذ الان حتى تكون المجموعة جاهزة كما يجب وقادرة على الدفاع عن حظوظها كما يجب وحتى تقدر على تقديم مردود يليق بها فالجيل الموجود حاليا ان توفرت له الامكانات اللازمة فانه سيحدث نقلة نوعية ويظل بإمكانه المراهنة على بطاقة الدور الثاني من المونديال التي ظلت حلما صعب المنال الى اليوم، يوجد هناك متسع من الوقت للإعداد للمونديال المنتظر والجامعة مطالبة صحبة الادارة الفنية بوضع البرمجة الودية اللازمة وبالاتفاق مع منتخبات تكون الفائدة حاصلة أمامها وذات قيمة فالمستوى في بطولة العالم مختلف كليا عن ما هو موجود في «الكان» والمشاركة لا بد أن تكون هادفة وليس لتسجيل الحضور لمجرد الحضور كما كان الشأن في المشاركات التسع الماضية.

لم الشمل ضرورة
تخلفت عن النهائيات القارية الأخيرة أكثر من لاعبة كانت قادرة على دعم جهود المجموعة التي حققت ما هو مطلوب منها رغم ذلك وفي المقدمة أسماء الغاوي التي كان خروجها من المنتخب أكبر خسارة عرفها منذ مواسم باعتبار قيمة اللاعبة على كل المستويات، الجامعة كان بإمكانها اقناع الغاوي بالعودة وان تطلب الأمر الاعتذار عن قرارها السابق بما أن الامر يتعلق بمصلحة المنتخب وباعتبار أن المكتب الجامعي اخطأ في حقها لكن ذلك لم يحدث والحصيلة كانت خسارة لقب قاري كان في المتناول.
هناك أكثر من لاعبة كانت جاهزة لتعويض الغيابات التي عرفها المنتخب على غرار تقوى شبشوب ونسرين دولة وفاطمة صفر والهام الغريسي وغيرهن ضمن القائمة الموسعة وهذه العناصر صحبة البقية لا بد ان تكن دائما جاهزات لتقديم الاضافة فلم الشمل ضروري في المنتخب حتى تكون هناك النتائج المطلوبة وسياسة الاقصاء واللامبالاة تجاه العناصر التي تكونت فيه لن يخدم مصلحته كثيرا.

انتظارات كبيرة
ستكون هناك يوم 9 جويلية المقبل انتخابات خاصة بالجامعة سيتم فيها انتخاب مكتب جامعي جديد ان سارت الأمور كما يجب، تلك الانتخابات تعلق عليها امال كبيرة في أن يكون هناك تغيير ويأتي المكتب الجامعي القادر على رد الاعتبار لمنتخباتنا الوطنية بما في ذلك منتخب الكبريات الذي فقد مكانته كليا والبرونزية الحاصلة مؤخرا وبطاقة المونديال لا يمكن ان تحجبا ذلك.
لا بد أن يحظى منتخب الكبريات بالأولوية من المكتب الجامعي ولا بد أن تخصص له الميزانية الخاصة به حتى يتخلص من كل تبعية تجاه بقية منتخبات الرجال خاصة فالمواصلة على هذا النحو لن تحدث أي تغيير وقد تكون الحصيلة أسوأ مما هي عليه اليوم، التخطيط الواضح والبرامج الهادفة لا بد أن تشمل أيضا منتخب الكبريات والصغيرات والوسطيات على حد السواء وغير ذلك لن يكون مجديا مستقبلا.
تقيم النتائج الموجودة في المواسم الأخيرة والى اليوم الدليل على أن منتخب السيدات كان أمره ثانويا لا غير وأن الاهتمام به يظل فقط عند الحاجة وكل ما كانت هناك مشاركة قارية دون سواها وهذا الوضع لا بد من القطع معه مع المكتب الجامعي الجديد المنتظر فالمساواة لا بد أن تتم وإلا فانه لا يمكن الحديث عن منتخب وعن بطولة لا مكسب من ورائها.

دور الفرق هام جدا
يبقى دور الفرق هاما خلال المرحلة المقبلة في الرقي بمكانة المنتخب من عدمه فهي أيضا مطالبة بتحمل المسؤولية وعدم السماح لأي مسؤول باستعمالها مطية لتحقيق مآرب خاصة ثم الرمي بها جانبا بانقضاء اجال الحاجة لأصواتها مثل ما تعود على القيام به كل مترشح للانتخابات، الفرق سيكون دورها هاما مستقبلا وان نجحت في قول كلمتها فان الجيل الحالي في المنتخب سيكون بانتظاره الأفضل وسيسترد اعتباره مثل ما كان الشأن قبل 2016 فمع المكتب الجامعي الحالي توجد حصيلة مخجلة في كافة المنتخبات قد تحتاج سنوات حتى تتجاوزها.

تعد الفرق الركيزة الأولى ومن دونها لا يمكن الحديث عن منتخب فهي التي فيها بذلت تضحيات كبيرة في تكوين اللاعبات وفيها كانت هناك جهود كبيرة لصقل المواهب حتى تصير ما هي عليه اليوم ومن حقها أن تطالب بالأفضل فبطولة السيدات تراجع فيها المستوى كثيرا وباتت الأمور داخلها تدار لمصالح ضيقة ولعل ما حصل للنسائية بالمهدية مؤخرا أفضل دليل على ذلك، الفرق ستقول كلمتها يوم 9 جويلية المقبل وتلك الكلمة ان لم تكن تصب في خانة المنتخب فانه لن تكون هناك فائدة منها وهذا ما يتوجب على كل المسؤولين ادراكه حتى لا يكون هناك حديث لاحق لن تجرأ على الخوض فيه.. دعم كاف وبعض الاهتمام من سلطة الاشراف كفيلان بقيادة المنتخب نحو منصة التتويج قاريا مستقبلا سيما في ظل وجود جيل محترف قادر على التألق يحاكي ذاك الذي عاد في 2014 من الجزائر بلقب قاري كان حديث تونس لأشهر عديدة فهل يأتي الاهتمام اللازم ويستعيد المنتخب أمجاده؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115