من الموسم الحالي والفريقان باتا على بعد خطوة من تأكيد التواجد في مرحلة التتويج التي سيكون معنيا بها أصحاب المراكز الأربعة الأولى من كل مجموعة وفقا للنظام الجديد الذي تم اعتماده للبطولة بصفقة استثنائية باعتبار انطلاق منافساتها بصفة متأخرة من جهة ومن جهة أخرى بما أن المنتخب تنتظره استحقاقات كبرى خلال الفترة المقبلة.
عادت مولدية بوسالم من بعيد بعد بداية متعثرة استهلت بها الموسم الحالي وحققت ما هو مطلوب منها في الجولة الماضية من خلال العودة بثلاث نقاط هامة من خارج القواعد على حساب اتحاد قرطاج مكنتها من وضع قدم في مرحلة التتويج الرهان الكبير الذي انتظرته منذ موسم الصعود في 2015، المولدية راهنت في أكثر من موسم على بطاقة «البلاي أوف» ولكن الرهان كان يضيع منها في مكل مرة بما ان النظام السابق لا يسمح إلا بتأهل الأول والثاني من كل مجموعة الى المربع الذهبي للبطولة والنظام الأخير الذي اعتمد منذ 2018 وتم تغيير في الموسم الحالي يمر منه ثلاثي فقط واليوم الفرصة باتت أمامها وستكون مطالبة في بقية مواجهات العودة من هذه المرحلة الأولى ان أرادت تحقيق أهم هدف لها.
عززت مولدية بوسالم صفوفها بلاعب وسط الشبكة للنجم الساحلي مروان المرابط وأيضا بالكوبي «توماس» وهذا الثنائي ينتظر ان يقدم الاضافة اللازمة للمجموعة التي يقودها المغربي حمدي عبد اللاوي، المولدية يفصلها فوز لتحقيق الرهان المنتظر وهذا ما ستعمل على تحقيقه في الجولة الماضية في المباراة التي ستجمعها بسعيدية سيدي بوسعيد رغم صعوبة المهمة حتى لا تضطر الى انتظار الجولة الختامية وتضمن حظوظها مبكرا.
من أجل جني ثمار الجهود المبذولة
تسعى الهيئة المديرة لمولدية بوسالم بقيادة مصباح المحمودي رغم قلة ذات اليد وغياب الدعم الكافي الى تحقيق كل المتطلبات التي تساعد فريقها على المواصلة بين فرق النخبة وتفادي العودة الى الوطني «ب» والى تحقيق نتائج طيبة ترقى الى مستوى الامال المعلقة عليها، المولدية حافظت على استقرارها الاداري بينما لم تقدر النسج على الخطى ذاتها بالنسبة للاطار الفني وهذا ما جعل أداءها غير مستقر في أكثر من موسم وان عرفت كيف تتفادى هذا الاشكال فان نتائجها ستكون افضل سيما بعد أن استطاعت جمع مجموعة شابة في صفوفها لها امكانات جيدة وقادرة على الذهاب خطوات أخرى الى الوراء كل ما كان هناك توازن في الفريق على أكثر من مستوى في مقدمتها المالي الذي لو توفر للمولدية لاستطاعت أن تكون في مجموعة اللقب منذ المواسم الماضية التي استطاعت فيها تجاوز النجم الساحلي والنادي الصفاقسي في البطولة والكأس على حد السواء.
اتحاد النقل من أجل استرجاع الأمجاد
ستسعى مولدية بوسالم في الموسم الحالي الى التواجد لأول مرة في تاريخها في مرحلة التتويج بينما يتطلع اتحاد النقل الصفاقسي في المقابل الى استعادة أمجاده ومكانه الطبيعي مثل ما كان الحال سابقا بعد أن بات على بعد خطوة وحيدة من كسبه، اتحاد النقل المدرسة في الكرة الطائرة الذي يخوض في البطولة الحالية موسم الـ 38 بين فرق النخبة قدم الى حد الان نتائج طيبة أفضل من البطولة الماضية مطالب بتأكيدها في الجولات القادمة حتى لا تضيع الجهود المبذولة سيما أن الفرصة متاحة وقد لا تتكرر في الموسم المقبل بما انه من الصعب الحفاظ على النظام الحالي الاستثنائي للبطولة.
يعد اتحاد النقل من أبرز الفرق في البطولة الوطنية فهو من ابرز المزودين للمنتخبات الوطنية والأندية على حد السواء في كل الأصناف بفضل العناية الكبيرة التي أولتها هيئاته المديرة المتعاقبة للتكوين رغم غياب الدعم الكافي وشح الموارد المالية التي تضمن له اعطاء هذا الجانب الأهمية التي يستحقها والحفاظ على كافة الأصناف وضمان البقاء في الأكابر في كل موسم رغم الصعوبات الكبرى، اتحاد النقل وعلى غرار مولدية بوسالم وأكثر من فريق اخر تظل الأمور المادية العائق الوحيد أمام تحقيقه لنتائج أفضل ولو تجاوز هذا الاشكال لوجدانه اليوم يخوض الأدوار الأولى ويراهن على البطولة والكأس على حد السواء.
بطولة وحيدة ومراتب سابقة في قيمة الفريق
اكتفى اتحاد النقل في مواسم الأخيرة بالدفاع عن حظوظه في ضمان البقاء ولكنه سبق له أن توج بالبطولة وتواجد في مراتبها الأولى، الاتحاد تمكن في موسم (1966 – 1967) من تدوين اسمه في الوطني “أ” حتى اليوم وفي 1972 رفع أول لقب في تاريخه وستطاع انهاء منافساتها ثالثا في أربع مناسبات ورابعا في مناسبتين واحتل المرتبة الخامسة في سبع مرات وحل سادسا ثلاث مرات والفريق جاء سابع الترتيب في تسع.. اتحاد النقل لم يقدر على الصمود والمواصلة بالمردود ذاته وحل تاسعا في خمس مناسبات والعاشر في أربع مرات كانت في 1967 و2012 و2018 و2019 والفريق يتطلع الى مرتبة بين الكبار مثل ما كان الحال في السبعينات والتسعينات الخطوة التي تظل ممكنة له ان عرف كيف يتعامل مع ما بقي في رصيده من مباريات المرحلة الأولى في الموسم الحالي وان استطاع جني النقاط الممكنة.. الحصيلة سالفة الذكر تقيم الدليل على قيمة اتحاد النقل زمن كانت المنافسة كبيرة بين وكل الفرق متساوية من ناحية الأداء والرصيد البشري معا.
القطع مع «البلاي اوت» مهم
يظل اتحاد النقل قادرا على القطع مع مرحلة تفادي النزول شأنه شأن مولدية بوسالم وهذه الخطوة تبقى مهمة لكليهما وللكرة الطائرة التونسية التي هي في حاجة اليوم الى تحسن الأداء في أكثر من فريق حتى تكون الأمرو أفضل في البطولة التي تراجع فيها المستوى كثيرا في المواسم الأخير في ظل غياب الاستقرار في النادي الصفاقسي والنجم الساحلي وتراجع الأداء في الأولمبي القليبي ومستقبل المرسى.
ستكون بقية المباريات هامة للمولدية واتحاد النقل وان تمكنا من كسب الرهان فان ذلك سيكون البداية نحو تغييرات هامة في الفريقين في الأكابر والشبان على حد السواء خاصة بالنسبة لاتحاد النقل الذي تنقصه هذه الخطوة ليستعيد مكانه بما ان ما تبحث عنه الفرق المسيطرة ماديا متوفر لديه بفضل السياسة الناجحة المتبعة فيه بخصوص التكوين.