رؤساء اندية تونسية في خضم تهديدات وقضايا ومستقبل غامض: عندما تجني المسؤوليات والتضحيات على أصحابها....

لن نذيع سرا اذا قلنا إن ترؤس أحد النوادي ،في الماضي كان بمثابة «مهنة الأحلام» اذ هو إحدى المهام التي كان يتطلع إليها أحباء النادي

خاصة منهم الميسورون بشغف لا حدود له فعلاوة على قيادة الفريق الذي يعشقونه فإنها توفّر لهم سلطة ونفوذا كبيرين في الوسط الرياضي والاجتماعي ...ولذلك كان الأنصار الميسورون يتسابقون على رئاسة النوادي لكن في الوقت الحالي وفي السنوات الأخيرة تغيرت الصورة 180 درجة.
مع الأوضاع المالية والإدارية الصعبة التي باتت تعيشها الأندية التونسية في السنوات الأخيرة وتضييق الخناق من الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص بعض النزاعات ، تغير الوضع لتصبح رئاسة النوادي بمثابة قنبلة موقوتة يتهرب منها البعض ويخيرون رؤية نواديهم يتهددها الفراغ الإداري دون أن يتقدموا قيد أنملة لمسؤولية قد تجرفهم إلى ما لا تحمد عقباه. والأمثلة عديدة في كرة القدم التونسية لرؤساء اندية وضعوا أنفسهم على كف عفريت جراء تضحيات بعضهم وتمسك البعض الاخر بمواصلة مهامه رغم معارضة الاحباء وهو ما سنتطرق له في الورقة التالية...
اليونسي وخماخم ...محاولة الصمود امام معارضة الجمهور
ما دفعنا حتما الى تسليط الضوء على هذا الموضوع هو الوضع الذي يعيشه حاليا كل من عبد السلام اليونسي رئيس النادي الافريقي والمنصف خماخم رئيس النادي الصفاقسي،كلاهما في مرمى انتقادات وهجومات الاحباء مطالبين اياهما بالاستقالة من منصبيهما.
ويعيش النادي الافريقي في الموسم الحالي وضعا لا يحسد عليه على المستوى المالي والاداري بحكم تتالي عقوبات ‹الفيفا› الامر الذي انعكس على النتائج حيث وجد الفريق نفسه في المراتب الاخيرة بعد ثمانية جولات من السباق.هذا الوضع جدد طلبات جمهور الاحمر والابيض باستقالة الرئيس عبد السلام اليونسي من مهامه.واعلن اليونسي الاستقالة قبل ايام قبل ان يتراجع وهو ما زاد غضب الانصار لتتوجه فئة منها الى منزله وتحاول اقتحامه لاجباره على مغادرة الفريق وذكرتنا هذه الحادثة بالاعتداء على سيارته في شهر فيفري من السنة الماضية.وفي الوقت الذي لا يزال يحاول فيه الصمود جاء القرار من الجامعة التونسية لكرة القدم معتبرة الهيئة الحالية لفريق باب الجديد منحلة بعد استقالة عدد من اعضائها.
على غرار اليونسي ،يعاني المنصف خماخم بدوره من غضب احباء النادي الصفاقسي ومطالبتهم اياه بالرحيل خاصة بعد انسحاب الفريق من رابطة الابطال الافريقية وتذبذب نتائج الفريق،وفي خطوة وجب التنديد بها اقدمت شرذمة ممن تدعي انتماءها لجمهور الفريق على الاعتداء على سيارة خماخم حيث سكبت على بلورها الامامي طلاء اسود عندما كان سائق رئيس السي آس آس يقود السيارة ومن الطاف الله انه لم يحصل حادث مرور.
المرحوم القروي...حبه العميق للسي آبي كاد يجني على صحته
يتذكر الشارع الرياضي دون شك المرحوم احمد القروي الرئيس السابق للنادي البنزرتي والذي وافته المنية يوم 8 جوان 2017 بعد صراع مع المرض اجبره على ملازمة المنزل ولكنه لم يحرمه من مواصلة الوفاء لفريقه الذي نهل من حبه منذ نعومة أظافره.
القروي كثيرا ما رصدته عدسات الكاميرا متأثرا في الأوقات الصعبة إلى فريقه وأثّر الأمر على حالته الصحية ورغم ذلك لم يرم الرجل المنديل ولم يترك الفريق الذي عشقه في نصف الطريق بلا ربان.ولم يبخل الرجل على الفريق بماله الخاص فدفع لحل المشاكل المتعلقة بتركة الهيئة السابقة ولكن بعد ان ابتعد عن التسيير لم ينج من محاولات تشويهه من بعض الأطراف بعد ان رفع قضية لاسترجاع الأموال التي دفعها من ماله الخاص لسداد ديون الفريق حتى تلك التي لا تخص فترة ولايته ولكن البعض لم يتوان عن التشكيك في حبه للنادي والحال انه طالب فقط باموال دفعها من حسابه الخاص وقوت عائلته وابنائه لتجاوز الأزمات الظرفية للسي آبي.
رئيس مستقبل قابس يرهن منزله
لم يكف مستقبل قابس نزوله إلى الرابطة المحترفة الثانية،حيث تعاقبت عليه المتاعب المالية ودخل الاتحاد الدولي لكرة القدم على الخط من خلال مراسلتين الى هيئة فريق عاصمة الحناء في ظرف وجيز للمطالبة بمستحقات لاعبيه الأجنبيين السابقيْن الغيني الشيخ ديالو والبوركيني درامي ميكايلو.وقدرت مستحقات الاول ب214 الف دينار مقابل 70 الف دينار بالنسبة الى الثاني.ووجد رئيس النادي الطاهر صولة نفسه في موقف لا يحسد عليه حيث سلم ديالو مبلغا يقدر ب30 الف دينار اضافة الى صكوك لتقسيط المبلغ كما وضع رئيس ‹الجليزة›منزله الموجود بالعاصمة تحت الرهن على ذمة اللاعب في حال عجزه عن صرف القسط المتبقي من المبلغ.وعانت هيئة صولة من تركة الهيئة السابقة التي كان يرأسها غسان المرزوقي لكن من حسن الحظ انها تمكنت في بداية شهر جوان من غلق ملف الشيخ ديالو بعد ان توصلت لخلاص 214 ألف دينار.ولا يزال اهل القرار في الفريق يحاولون حل الاشكال المتعلق بمستحقات الثنائي ، البوركيني درامي ميكايلو المقدرة ب70 ألف دينار والموريتاني احمد خليل مولاي البالغة 100 الف دينار حتى ينجو الفريق من عقوبتي المنع من الانتداب أو خصم النقاط من الرصيد...
السعيداني يتنفس الصعداء...
يعيش النادي البنزرتي ازمة مالية كبيرة استفحلت في الموسم الحالي لتجعل الفريق يشهد ازمة نتائج وضعته في المركز قبل الاخير من الترتيب.وإضافة إلى ذلك عانى الفريق الامرين من القضايا المتهاطلة عليه في كل مرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص نزاعاته مع اكثر من لاعب.
وكأن المتاعب لا تأتي فرادى على فريق عاصمة القنال بما ان رئيسه عبد السلام السعيداني وجد نفسه مهددا بدخول السجن بسبب شيكات دون رصيد.وبالفعل قضى السعيداني عقوبة سجنية بأسبوعين في اخر شهر ديسمبر 2019 قبل ان يقع الافراج عنه في جانفي ومحاكمته في حالة سراح من اجل جريمة اصدار شيك دون رصيد في مجموع قضايا غيابية عددها 21 قضية أحيل بشأنها جميعا على انظارها ، بعد ان تقدم محاميه الأستاذ احمد كندارة بما يفيد الخلاص في 17 منها بينما بقية القضايا وعددها أربعة (04) واستجابة لطلب لسان الدفاع تم تأخيرها لجلسة يوم 21 فيفري الماضي.
وفي شهر جوان المنقضي وبعد مغادرة الرجل البلاد الى العاصمة الفرنسية باريس صدر ضده حكم غيابي بالسجن لمدة 30 عاما بسبب إصدار شيكات دون رصيد أودعها كضمانات لتسيير شؤون فريقه في وقت سابق.
وفي وجود الفريق في وضع صعب مع غياب رئيسه تطلب الأمر تدخل وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم الذي اجتمع يوم الاربعاء بعدد من رجالات النادي وتعهد بخلاص شيكات السعيداني وإنقاذه من السجن الأمر الذي كان سيجر الفريق الى دوامة المجهول.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115