في انتظار القرار النهائي بعودة النشاط الكروي: اللقب حصري لـ«9 أندية»..سيطرة مطلقة للرباعي الكبير وقد غابت المفاجأة منذ 36 سنة

تشير كل التوقعات أن الموسم الكروي الجديد سيرى النور في نهاية هذا الأسبوع خاصة بعد أن أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم عن برنامج

الجولة الافتتاحية التي ثبتها مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم بالإضافة إلى تعيينات النقل التلفزي للجولة الافتتاحية مما يؤكد أن الساحرة المستديرة ستعود إلى مختلف ملاعب التونسية وبذلك ينتهي مسلسل الانتظار والتأجيل الذي عرفه الموسم الكروي الجديد 2020 - 2021 بسبب جائحة كورونا.
الجميع في انتظار عودة الحياة إلى ملاعب الرابطة المحترفة الأولى خاصة وأن التوقيت لم يعد في صالح الجميع في ظل الالتزامات العديدة للمنتخبات الوطنية بمختلف أصنافها أو الأندية التونسية في المسابقات الخارجية لهذا فإن إمكانية لعب الجولة الافتتاحية ومباريات «الباراج» ورادة بقوة رغم أن السلطات في بلادنا لم تعلن عن قرارها النهائي بخصوص استئناف الأنشطة الرياضية المنتظرة ليوم الأحد 7 ديسمبر الجاري.
وعلى غرار كل بداية موسم فإن الجميع ينطلقون في الترشيحات بشأن هوية البطل المستقبلي والرابطة المحترفة لكم تخرج عن هذه العادات بما أن الجميع انطلق في التكهن بهوية الفريق الذي سيكون بطلا للموسم فبين المؤكدين بمواصلة سلطة الترجي الرياضي على اللقب للموسم الخامس تواليا والمتوقعين لثورة الثلاثي التقليدي المتمثل في النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي والنجم الساحلي خاصة أن سجلات البطولة تؤكد سلطان الرباعي الكبير على اللقب فإن الجميع استبعد فكرة أن يكون البطل خارج دائرة الرباعي الكبيرة في الكرة التونسية مؤكدين أن اللقب لن يخرج عن مساره المعتاد والمتمثل في صراع الرباعي التقليدي في كرتنا.
دائرة التتويج معروفة
عرفت الرابطة المحترفة تتويج 9 فرق فقط منها الرباعي الكبير المتكون من الترجي الرياضي والنادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي بالإضافة إلى خماسي كسر السيطرة متكون من نادي حمام الأنف والملعب التونسي وسكك الحديد الصفاقسي وشبيبة القيروان والنادي البنزرتي ليكون المجموع 65 بطولة كان نصيب الرباعي التقليدي 57 لقبا فيما توجت البقية بثماني بطولات فقط لتؤكد هذه الأرقام السيطرة الكلية للرباعي الكبير في بطولتنا.
وكان الترجي الأبرز في الرباعي التقليدي حيث توج بـ30 بطولة منها 11 قبل نظام الاحتراف و19 بعد سنة 1994 ليأتي النادي الإفريقي في المركز الثاني برصيد 11 لقبا ثمانية منها قبل نظام الاحتراف والبقية بعد اعتماده أما المركز الثالث فقد كان من نصيب النجم الساحلي الذي حقق 9 بطولات ست قبل سنة 1994 و3 ألقاب بعد اعتمد نظام الاحتراف وحل النادي الصفاقسي في المركز الرابع في تتويجات الرباعي الكبير بعد أن حقق 8 بطولات خمس قبل نظام الاحتراف وثلاثة ألقاب بعد اعتماده.
بعيدا عن سيطرة «الكبار»
فضلت البطولة التونسية منذ الاستقلال أن تكون المنافسة مفتوحة بين كافة الفرق حيث غاب الاحتكار الذي عرفته البطولة في المواسم الماضية فقد افتتح نادي حمام الأنف سجل الأندية في التتويج وذلك في موسم 1956 ليعلن عن نفسه كأول المتوجين ليغيب بعدها عن منصات التتويج.
وبعد فريق الضاحية الجنوبية جاء الدور على الملعب التونسي الذي أعلن عن نفسه كأحد كبار التونسية في حقبة الستينات بعد 4 ألقاب جاءت في مواسم 1957 و1961 و1962 و1965 وكان ذلك آخر ألقاب فريق البايات الذي يبحث منذ ذلك الوقت على استرجاع أمجاده والتتويج مجددا بلقب البطولة.
وواصلت الأندية شق عصا الطاعة في وجوه الرباعي التقليدي في بطولتنا في تلك الفترة حيث تمكن فريق سكك الحديد الصفاقسي من كسر القاعدة وإهداء أول الألقاب لفرق الجنوب بعد أن توج ببطولة موسم 1968 ليؤكد أن اللقب يبقي مشروعا لكافة منافسي البطولة ولم يقو سكك الحديد الصفاقسي على استثمار تتويجه حيث يقبع الآن خارج دائرة فرق النخبة.
بعد ذلك غابت التتويجات عن بقية الفرق لتنطلق فترة احتكار الرباعي الكبير في الكرة التونسية بما أن التتويج غاب ليعود في موسم 1977 بعد أن أعلن الجيل الذهبي لشبيبة القيروان عن رغبته في الانتفاض وهو ما تحقق فعلا حيث صعد فريق عاصمة الأغالبة على منصة التتويج المحلي وهو اللقب الوحيد المحقق لفريق عاصمة الأغالبة.
وغابت بقية الأندية مجددا عن التتويج حيث تداول الرباعي الكبير على لقب البطولة لمدة 7 سنوات كاملة قبل أن يتمكن النادي البنزرتي من التتويج في موسم 1984 والذي كان موعد أخر ألقاب بقية أندية بطولتنا بما أن الرباعي الكبير عاد إلى احتكار اللقب.
منذ 63 سنة
أعلنت السلطات الكروية في تونس عن نهاية نظام الهواة وانطلق نظام الاحتراف في سنة 1994 لتدخل الكرة التونسية نظاما جديدا جعل الجميع ينتظر تطور كافة الأندية لكن العكس حصل بما أن الاحتكار زاد وتضاعف بشكل رهيب بما أن لقب البطولة بات مسطرا للرباعي الكبير في كرتنا الذي احتكر اللقب وتوسعت الفوارق بينه وبين بقية الأندية التي اقتصر دورها على الحضور الصوري دون التفكير في الصعود على منصة التتويج.
صحيح أن بعض الأندية حاولت المنافسة وكانت قريبة من كسر عصا الطاعة على غرار النادي البنزرتي في موسمي 1999 و2012 لكنه فشل في النهاية وعاد اللقب إلى الترجي الرياضي.
كما ذكرنا يعود أخر تتويج خارج الرباعي التقليدي إلى سنة 1984 أي قبل 36 سنة من اعتماد نظام الاحتراف الذي زاد في الفوارق بين الأندية وأعلن عن نهاية أحلام بقية فرق الرابطة المحترفة بالتتويج بالبطولة حيث ترفض بطولتنا المفاجأة وتفضل عدم تغير عاداتها رغم بعض المحاولات التي تفشل في نهاية المطاف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115