عندما يجني التحكيم على المنتخب وعلى الأندية التونسية: حقوق مغتصبة وألقاب مسلوبة و«الكاف» لاحياة لمن تنادي

طريق بسط النفوذ على القارة السمراء ليست مفروشة بالورود خاصة بالنسبة الى المنتخب والأندية التونسية حيث عانت الأمرين في سبيل الدفاع عن حقوقها المشروعة

على المستطيل الاخضر فما بالك بالحديث عن السيطرة على القارة الافريقية حيث لا تخلو الامور من الحسابات والمحاباة لبعض الاطراف حتى لو ادى الامر الى هضم حقوق الفرق الاخرى وتقديمها قربانا من أجل إرضاء المقربين من اهل القرار في الهيكل المشرف على الكرة في القارة الافريقية.

على مدار عدة سنوات،عانت الكرة التونسية من مظالم تحكيمية دفع المنتخب والأندية ضريبتها غاليا من خلال اقصائهما من المسابقات القارية او حرمانهما من ألقاب كانت قاب قوسين أو أدنى من الظفر بها وسط صمت محير من المشرفين على الاتحاد الإفريقي رغم تنديد المسؤولين التونسيين والحال ان الدنيا تقوم ولا تقعد اذا تعلق الامر بفريق من دولة اخرى وكان هناك فريق تونسي طرفا في اللعبة عندها تشتغل ‘ماكينة’ التشويه والتحامل ولنا في شهادة الملغاشي احمد احمد رئيس’الكاف’ وتشكيكه بالظروف الامنية في بلادنا عقب نهائي رابطة الأبطال الشهير بين الترجي والوداد المغربي افضل دليل...
في الورقة التالية سنحاول تسليط الضوء على ابرز المظالم التحكيمية التي تعرض لها المنتخب والاندية التونسية في ملاعب القارة السمراء وحرمتهم من عدة ألقاب...

فيلم رعب للنجم الساحلي في ابوجا 4002
يوم السبت 4 ديسمبر 2004 قطع النجم الساحلي خطوة كبيرة على درب التتويج بامجد الكؤوس القارية عقب فوزه على اينيمبا النيجيري في اولمبي سوسة بهدفين لهدف ضمن ذهاب نهائي رابطة الابطال الافريقية وحمل الهدفان حينها توقيع كل من عماد المهذبي وكانديا تراوري.وكان الامل أن يسهّل الفوز مهمة الفريق في الاياب لكن السيناريو الذي وجده فريق جوهرة الساحل في العاصمة النيجيرية ابوجا كان يرتقي الى افلام الرعب حيث كان الملعب مطوقا بالجيش وسط ضغط كبير من الجمهور وكأن الامر يتعلق بحرب لا بمباراة كرة قدم، ولتكتمل فصول المهزلة الكروية كان التحكيم في اتجاه واحد حينما منح الفريق النيجيري ضربة جزاء خيالية نجح في تجسيمها فنسون اينيما ثم احتساب هدف متسلل للفريق المحلي قبل ان يفلح قيس الزواغي في تسجيل هدف لممثل تونس لتصبح نفس نتيجة مباراة الذهاب وتحكم على الفريقين باللجوء الى ضربات الترجيح التي منحت اللقب لاينيمبا بنتيجة 5-3 ...

السي آس آس يحرم من لقبه في 6002
في 2006 بلغ النادي الصفاقسي نهائي رابطة الأبطال الإفريقية وواجه الأهلي المصري في مباراة ستظل عالقة في أذهان عشاق السي آس آس.وانتهى لقاء الذهاب في القاهرة بهدف لمثله ،في الإياب كانت الوقائع مغايرة حيث ألغى الحكم آنذاك هدفا شرعيا لفريق عاصمة الجنوب سجله طارق الزيادي بحجة التسلل واطنب الحكم في الإعلان عن التسللات الوهمية.وبينما كانت المباراة تسير إلى النهاية بتعادل سلبي يخدم مصلحة السي آس آس قلب محمد ابو تريكة الاوضاع بهدف قاتل في الدقيقة 90 حطم احلام تتويج ممثل كرة القدم التونسية بلقب امجد الكؤوس القارية.

الترجي 0102 على خطى النجم 4002
يبدو أن قدر الأندية التونسية ان تتعايش مع المظالم التحكيمية ،فلا تكاد المشاركات تخلو من اثار سلبية تركها أصحاب الزي الاسود في نفوس الجمهور التونسي .هذه المظالم كان للترجي فيها نصيب ويمكن ان نذكر على سبيل المثال نهائي رابطة الابطال الافريقية بين فريق باب سويقة وتي بي مازيمبي الكونغولي في 2010...مباراة الذهاب التي جرت في الكونغو في موفى شهر اكتوبر 2010 لن تمحى من ذاكرة جمهور الاحمر والاصفر ليس فقط لمشاهد العنف والرعب التي عاشها اللاعبون وليس بسبب اقصاء المدافع محمد علي بن منصور الذي زاد من تعقيد مهمة الفريق ولكن ايضا لأن الفريق تكبّد هزيمة ثقيلة بخماسية مقابل صفر في لقاء ارتكب فيه التحكيم عديد الزلات والاخطاء التي مهدت لمازيمبي طريق التتويج باللقب بما ان مواجهة الاياب في تونس كانت نتيجتها التعادل بهدف من الجانبين وفشل الترجيون في تدارك هزيمة الذهاب.

التحكيم يقصي نسور قرطاج من ربع نهائي ‘الكان’
كان للمنتخب الوطني نصيب من المظالم التحكيمية لكن الحدث الابرز كان في نهائيات كأس امم افريقيا 2015 بغينيا الاستوائية وتحديدا في ربع نهائي المسابقة بين نسور قرطاج ومنتخب غينيا الاستوائية صاحب الارض والجمهور حيث صال وجال الحكم الموريسي سيشورن بأخطائه سواء من خلال اطنابه في اعلان المخالفات للخصم اومن خلال احتساب ضربة جزاء مشكوك في صحتها للمنافس عندما كان منتخبنا متقدما بهدف لصفر فتوصلت غينيا الاستوائية للتعديل وبمرور المواجهة الى الوقت الاضافي اضافت الهدف الثاني لتغادر عناصرنا الوطنية السباق بسبب صفارة ظالمة.

الترجي ينتفض على المظلمة
الزمان الجمعة 2 نوفمبر 2018 ،المكان ملعب برج العرب والإطار ذهاب نهائي رابطة الابطال الإفريقية بين الاهلي المصري والترجي حيث انتهت المواجهة بفوز الفريق المصري بثلاثية مقابل هدف وحصل المارد الاحمر على ضربتي جزاء غير شرعيتين اعلن عنهما الحكم الجزائري مهدي عبيد اضافة الى تغافل هذا الاخير عن اقصاء مهاجم الاهلي وليد ازارو اثر اعتدائه على احد لاعبي الترجي.

الاخطاء التحكيمية كانت قادرة على حرمان ممثل تونس من لقب كان جديرا به لكن زملاء معز بن شريفية انتفضوا في رادس وقلبوا تأخرهم في النتيجة الى انتصار بثلاثية نظيفة بثنائية لسعد بقير وهدف لانيس البدري مما انصف الترجي وجعله يتربع على عرش القارة السمراء متحديا المظلمة التحكيمية التي تعرض لها في لقاء الذهاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115