صور عنف وفوضى لن تمحى من ذاكرة الكرة التونسية: أحداث كلاسيكو 1961و1971 لا تنسى و3 ضحايا في كارثة ملعب باجة

بعد أيام معدودة وتحديدا في بداية شهر أوت،يعود قطار الرابطة المحترفة الأولى لاستئناف مساره اثر فترة توقف مطولة

فرضها التوقي من فيروس كورونا المستجد وذلك منذ منتصف شهر مارس الماضي... عودة البطولة تعيد إلى الأذهان ما تعودنا عليه من مشاهد العنف والفوضى وهو داء ينخر جسد الكرة التونسية ويأبى أن يجد طريقه إلى الشفاء والتعافي رغم ما تقدمه كل صورة من مظاهر مشينة لكن المتداخلين في المجال الرياضي لا يتعظون من دروس الماضي وكأنها مجرد مشاهد تمثيلية تنتهي فاعليتها بطي صفحة المباراة.
يحتفظ تاريخ كرة القدم التونسية بصور عديدة من احداث عنف ظلت وستظل حتما عالقة بأذهان الجمهور الرياضي نظرا لفظاعتها وليتها كانت رادعا لمن ادمنوا على ممارسة العنف ،على العكس تماما فمع بداية كل موسم نسمع خطابات رنانة عن الروح الرياضية واحترام المنافسين لكن عندما ‹يجدّ الجدّ›يرمون بكل هذه الخطابات عرض الحائط...
في الورقة التالية سنستعيد بعض المشاهد العنيفة التي لا تنسى في تاريخ الكرة التونسية.
جمهور الترجي يجني على فريقه
في سنة 1971 حصلت أحداث عنف كبيرة في ملعب المنزه بالعاصمة، بمناسبة لقاء الدور النهائي لكأس تونس الذي جمع الترجي الرياضي بالنادي الصفاقسي. وعوقب الترجي بالحل بسبب أحداث العنف التي تسببت فيها جماهيره، مما اضطرها إلى التظاهر استنجادا بالرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي كان يتداوى خارج الديار وأعاد الأمور إلى سيرتها الأولى عند عودته الى ارض الوطن.
احداث ملعب باجة 9991 وسقوط 3 ضحايا
سنة 1999، احتضن ملعب باجة مباراة اندرجت ضمن مسابقة كأس تونس بين فريق عاصمة السكر والترجي الرياضي.وخرجت المواجهة عن النص بعد حصول اشتباكات بين احباء الفريقين اسفرت عن وفاة 3 من احباء الاولمبي الباجي وجرح ما لا يقل عن 18 اخرين. وفي نوفمبر 2012، رفع احد مسؤولي الاولمبيك قضية ضد سليم شيبوب رئيس الترجي الرياضي السابق متهما إياه بالتحريض على القتل والعنف .وجاء ذلك اثر حضور شيبوب في برنامج رياضي بقناة التاسعة تطرق فيها هذا الاخير الى احداث تلك المباراة بطريقة اعتبرتها هيئة نادي عاصمة السكر مستفزة.
النجم الساحلي يدفع الضريبة
تعرض النجم الساحلي في صائفة 2012 الى الابعاد من منافسات دوري ابطال افريقيا بقرار من الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعد ان اجتاح عدد من انصاره ارضية الملعب الاولمبي بسوسة خلال مباراة فريقهم مع الترجي ضمن دور مجموعات امجد الكؤوس القارية وتوقفت المباراة قبل 20 دقيقة من صافرة نهايتها وفريق باب سويقة متقدم حينها بهدفين دون رد بقرار من الحكم اثر القاء المقذوفات بانواعها واجتياح الملعب الامر الذي تطلب تدخلا من الامن باستعمال القنابل المسيلة للدموع وتفريق الجمهور الذي نزل الى الارضية. وتسببت احداث اقتحام المباراة في اصابة 23 من أفراد الأمن التونسي وتم القبض على خمسة من المتسببين في أحداث الشغب.واتهم النجم الساحلي والحكومة التونسية حينها ما أسمته «أطرافا خارجة عن القانون بحثت عن إثارة الشغب وإيقاف اللقاء قبل بدايته».
كما يتذكر الجمهور الرياضي دون شك الأحداث التي شابت مباراة الفريقين سنة 2001 وكان بطلها محمد الزوابي حارس الترجي حينها والذي ساهم في إشعال الاجواء.
ونظرا للحرارة التي تنمير مباراة الفريقين فإن مباريات الترجي والنجم كثيرا ما تخرج عن النص على غرار مباراة 1961 في نهائي الكأس الذي آل فيه الفوز لفريق باب سويقة بهدفين لصفر لكن المواجهة خرجت عن السراط المستقيم وجدت أحداث عنف انتهت بوفاة سائحة اجنبية ودفع النجم الضريبة حيث تم حل الفريق حينها قبل أن يعود لاحقا الى المنافسات.
انفلات في نهائي الكأس 4102
شهد نهائي كأس تونس لكرة القدم موسم 2014 بين النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والذي انتهى بتتويج فريق جوهرة الساحل باللقب احداثا مؤسفة حيث حصل تبادل عنف بين لاعبي الفريقين بعد ان اقدم عدد من لاعبي «ليتوال» اثناء الاحتفال باللقب على استفزاز جمهور فريق عاصمة الجنوب الامر الذي لم يرق للاعبي هذا الاخير ليتحول المستطيل الاخضر إلى ما يشبه حلبة مصارعة تطلبت تدخلا من العناصر الامنية لإيقاف هذا الانفلات.
وقبل هذه الحادثة، شهد كلاسيكو البطولة بين الفريقين في نفس السنة احداث شغب حيث أقدمت فئة من انصار النجم الساحلي على الاعتداء على لاعبي ومسؤولي النادي الصفاقسي ورشقهم بالحجارة والقوارير، و اقتحام الميدان والاعتداء عليهم، لكن تدخل قوات الأمن حال دون تطور الامرو الى ما لا تحمد عقباه، وقامت باطلاق الغاز المسيل للدموع لإجبار عشرات أنصار النجم على مغادرة الملعب وإحباط محاولة الاقتحام.وأسفرت المواجهات عن اصابة أربعة أمنيين.
دربي 7102 يخرج عن النص
شهد دربي اياب البطولة في 2017 بين النادي الافريقي والترجي الرياضي والذي انتهى بفوز الاخير بهدفين لصفر انفلاتا حيث اصيب مالا يقل عن 10 من الامنيين والجمهور اثراندلاع احداث شغب ومناوشات بين انصار فريق باب الجديد والامن.ونشرت وسائل الاعلام فيما بعد صورا لملعب رادس كشفت الاضرار الكبيرة التي لحقته من خلال انتزاع عدد من الكراسي ورشق ارضيته بالمقذوفات.
في رياضة العمالقة ايضا...
لا تنحصر احداث العنف في كرة القدم فحسب، فرياضات القاعات لم تسلم بدورها من هذه الآفة ذلك انه في جانفي 2019، عرفت مباراة بطولة كرة السلة بين نجم حلق الوادي والنجم الساحلي الحاسمة للتأهل الى البلاي أوف احداثا مؤسفة حيث اجتاح جمهور فريق حلق الوادي ارضية القاعة واعتدى على لاعبي النجم ومسؤوليه الامر الذي اجبر الجامعة التونسية لكرة السلة بعدها على إجراء ما تبقى من الموسم بحضور الجماهير المحلية فقط.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115