الهجرة العكسية إلى البطولة التونسية: النقاز والشعلالي يجددان العهد بعد تجارب خارجية فاشلة

مع فتح باب الانتقالات الشتوية او الصيفية ،ننفض في كل مرة الغبار عن احلام انتقال لاعبينا وخاصة منهم الواعدين الى أبرز الفرق

في القارة الأوروبية اسوة بما نراه في المغرب والجزائر ومصر حيث نرى لاعبي منتخباتها في ابرز اندية القارة العجوز في وقت تكتفي فيه عناصرنا الوطنية بالصراع على مقعد في الحسابات الفنية لفرق مغمورة وفي أفضل الأحوال في فرق متوسطة الامكانيات.
في السنوات الاخيرة ،بدأت ظاهرة محيرة في البروز في المشهد الكروي التونسي تزامنا مع ضربة بداية الميركاتو وهي الهجرة العكسية للاعبين تونسيين من تجاربهم الاحترافية سواء منها الاوروبية والعربية الى البطولة التونسية في وقت تراجعت فيه نسب الاحتراف في اوروبا بل باتت الصفقات تعد على اصابع اليد الواحدة بعدما وجد اللاعبون في البطولات الخليجية افضل وسيلة للكسب المالي في اسرع وقت ممكن.
الشعلالي على خطى النقاز
اسال ملف حمدي النقاز في الفترة الماضية الكثير من الحبر نظرا الى التطورات الكثيرة التي واجهها اللاعب بدء من ازمته مع الزمالك وفسخ العقد بسبب عدم تسلم مستحقاته ثم كسب قضية رفعها الى الاتحاد الدولي لكرة القدم ‹فيفا›ثم التحاقه بصودوفا الليتواني وصولا إلى إيقافه منذ فترة بسبب اعتدائه على عون امن ثم اطلاق سراحه وأخيرا انتقاله إلى الترجي الرياضي في صفقة مفاجئة لم يستسغها جمهور النجم الساحلي خاصة ان هناك عديد الأخبار التي تحدثت سابقا عن مفاوضات بين اللاعب ومسؤولي فريق جوهرة الساحل،غير ان اللاعب أمضى لفائدة فريق باب سويقة لمدة 3سنوات في صفقة انتقال حر بعد نهاية تجربة خاطفة وغير ناجحة مع فريقه اللتواني مبرزا أن رابطة الأبطال الإفريقية تعد من أهم أهدافه مع فريقه الجديد.
وتجدر الاشارة الى أن النقاز غادر البطولة التونسية وتحديدا النجم الساحلي في الميركاتو الشتوي لسنة 2018 نحو الزمالك المصري في تجربة كانت انطلاقتها ناجحة قبل ان يشوب الجليد العلاقة بين الطرفين وتبدأ لغة الخلافات لتنهي الزيجة بخلاف بلغ أروقة ‹الفيفا›.وبعد سنتين يجدد النقاز العهد مع البطولة التونسية من بوابة الترجي في تجربة يسعى خلالها الى استعادة إشعاعه وتأكيد امكانياته خاصة ان انتدابه لم يحظ بالإجماع من العائلة الترجية.
على غرار النقاز ،شملت الهجرة العكسية متوسط الميدان الدولي غيلان الشعلالي فبعد تجربة خاطفة ضمن مالاتيا سبور التركي انتهت بنزاع مالي بسبب عدم تسلم اللاعب لمستحقاته،عاد الشعلالي إلى حديقة حسان بلخوجة بعد امضائه عقدا مع الفريق لمدة 3 مواسم.وكانت بداية الشعلالي (26 سنة) مع الترجي قبل ان يغادر الفريق خلال الميركاتو الصيفي لسنة 2019 نحو الدوري التركي من بوابة مالاتيا سبور لكن في شهر ماي المنقضي تم الاعلان عن فسخ اللاعب لعقده مع الفريق بسبب عدم حصوله على مستحقاته لفترة تجاوزت 3 اشهر توجه بعدها الى لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لنيل حقوقه المالية.
تجارب سابقة ونتائج متباينة
في إطار حديثنا عن الهجرة العكسية للاعبين التونسيين التي حصلت في السنوات الماضية هناك نوعان احدهما يتعلق باللاعبين الذين نشأوا وترعرعوا في أوروبا ثم قرروا خوض تجربة في تونس والثاني يخص الأسماء التي انطلقت من تونس وطرقت باب الاحتراف الأوروبي ثم عادت الى ارض الوطن وكلاهما يحمل في طياته تجارب جمعت بين النجاح والفشل ،بعضها قدم الاضافة التي انتدب من اجلها والبعض الآخر عجز عن التأقلم ورحل تاركا وراءه ذكريات تجربة لم يكتب لها التوفيق. عديدة هي الأسماء في هذا المجال لكن من ابرز قصص النجاح من الأسماء ‹أوروبية المنشأ› نذكر عادل الشاذلي مع النجم الساحلي وحسين الراقد ومن بعده انيس البدري وأيمن بن محمد مع الترجي الرياضي وعبد القادر الوسلاتي ونادر الغندري مع النادي الافريقي وغيرهم. في المقابل، لم يكتب النجاح لحامد النموشي مع النجم الساحلي وياسين الميكاري وحسين ناطر مع النادي الإفريقي وسليم بن جميع مع النادي الصفاقسي...
أما بالنسبة الى الأسماء التي انطلقت من تونس لخوض مغامرة أوروبية لم تدم طويلا عادت بعدها الى البطولة التونسية فهي اكثر من ان تحصى على غرار ايهاب المباركي الذي برز مع النادي البنزرتي ثم خاض تجربة احترافية في ايفيان الفرنسي لم تدم طويلا عاد بعدها الى تونس من بوابة الترجي الرياضي وهاهو يحط الرحال في الميركاتو الحالي بالدوري المصري من بوابة وادي دجلة كما هو الشأن لفخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي بعد تجربة في ماتز الفرنسي عادا إلى البطولة عن طريق الترجي الرياضي قبل ان يخوض كلاهما تجربة خليجية ثم التحقا بالبطولة المصرية حيث انضم ساسي إلى الزمالك والتحق بن يوسف بالاسماعيلي...
وفي النادي الافريقي عاد صابر خليفة الى حديقة منير القبايلي بعد نادي حمام الأنف مكان محطة عبوره نحو الترجي الرياضي ثم خاض تجربة احترافية ضمن ايفيان الفرنسي تألق خلالها وجلب اهتمام اولمبيك مارسيليا وعوض أن يكون الصعود الصاروخي إلى أندية أبرز وجدنا اللاعب يعود الى البطولة التونسية قبل ان يخوض تجربة مع الكويت الكويتي ثم يعود إلى النادي الافريقي.
احمد العكايشي أيضا بدأ مسيرته من النادي البنزرتي ثم النجم الساحلي وخاض تجربة احترافية مع انغلوستاد الألماني قبل ان يعود إلى تونس ويلتحق بالترجي ثم بالنجم ومنه الى تجربة خليجية مع اتحاد جدة ثم مع الشيحانية القطري.كما لا ننسى ياسين الشيخاوي وبدايته الموفقة مع اف سي زيوريخ السويسري قبل ان تحكم عليه لعنة الاصابات بالعودة الى النجم الساحلي.هذا الأخير استعاد خدمات متوسط ميدانه محمد أمين بن عمر بعد تجربة مع الاهلي السعودي حكمت عليها الإصابة على مستوى الأربطة المتقاطعة بالنهاية السريعة وجدد بعدها اللاعب العهد مع ‘ليتوال’.وفي ديسمبر 2018 ،التحق زميله في الفريق المدافع رامي البدوي بالفيحاء السعودي لمدة 6 اشهر على سبيل الاعارة من النجم لكن بعد فترة وجيزة وحتى قبل ان ينهي فترة الاعارة كاملة عاد اللاعب الى فريق جوهرة الساحل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115