لأجل غير مسمى فنسبة تقدم الأشغال لم تصل بعد الى النصف(43 %) وفي كل مرة تشير الاصداء القادمة من جوهرة الساحل إلى أنها قد تعطلت.
تشير الأصداء القادمة من سوسة ان اشغال اعادة تهيئة الملعب الاولمبي بسوسة قد توقفت صباح امس الاثنين بسبب عدم خلاص مستحقات المقاول المشرف عن المشروع،حيث اتفق هذا الاخير مع السلط المختصة في وقت سابق على تسلم مستحقاته في فترة لا تتجاوز 10 ايام لكن السلط أخلّت بالاتفاق المبرم بين الطرفين مما جعله يقرر ايقاف الأشغال.ويبدو ان معاناة النجم الساحلي في البحث عن ملعب يستضيف مبارياته مع اقتراب عودة النشاط ستتواصل لفترة مطولة وهو الذي يتكبد عناء الترحال بين ملعب بوعلي لحوار بحمام سوسة ومصطفى بن جنات بالمنستير وملعب رادس لاحتضان لقاءاته المحلية والقارية.
لغز محير
يمكن القول إن اشغال ملعب سوسة الاولمبي التي انطلقت ضربة بدايتها في شهر افريل 2019 ،باتت مسلسلا متشعب التفاصيل في كل مرّة،حيث يتذكر الشارع الرياضي أن المقاول المشرف على تهيئة اولمبي سوسة قرر إيقاف أشغال تهيئة وتوسيع مدارج الملعب المذكور يوم 18 مارس الماضي بسبب عدم تسلم القسط المتفق عليه من مستحقاته المالية من السلط المختصة والمقدرة بحوالي 6 مليارات وذلك بسبب تعطيلات إدارية خارجة عن نطاق وزارة الشباب والرياضة وعن صاحب المشروع وزارة التجهيز وزاد الحجر الصحي المفروض بسبب انتشار فيروس كورونا الوضع سوءا. وفي شهر ماي المنقضي،التقت والية سوسة رجاء الطرابلسي بعدد من المسؤولين عن الأشغال إضافة الى أهل القرار في هيئة فريق جوهرة الساحل وتم الاتفاق على الإسراع في الأشغال وتدارك التأخير الحاصل واستكمال التهيئة في الوقت المحدد كما تعهدت الوالية بالتنسيق مع الأطراف المتداخلة لتذليل كل الصعوبات و فض كل الإشكاليات الإدارية و المالية في الإبان...لكن بعد ايام معدودة تتجدد المتاعب حيث رفع المقاول المسؤول عن الأشغال مرة أخرى راية التمرد وأعلن إيقاف اشغال التهيئة والسبب مر ة اخرى مادي.ويبدو ان الامر بات يتطلب تدخلا من وزارة الرياضة للتنسيق مع وزارة التجهيز بغية تجاوز الخلافات المالية والوصول الى حل يرضي كل الأطراف.
كما تشير الأصداء الى أن الاشغال المتفق على انجازها لا تتضمن قسط الإنارة وقسط السابورة اللامعة وكذلك الانترنات والكراسي وإعادة تهيئة أرضية الملعب بل ان اللزمة المتفق عليها والبالغة كلفتها ما يزيد عن 32 مليون دينار لا تنص الا على إعادة بناء المدارج وتوسيعها بالإضافة لحجرات الملابس. وهو ما يعني انه حتى في صورة انتهاء الاشغال في وقتها فإن ذلك لن يحل المشكل حيث لن يكون الملعب صالحا للاستغلال وسيمدد معاناة فريق جوهرة الساحل والتكاليف الإضافية للبحث عن ملاعب تحتضن مبارياته وهو أمر سيزيد من اغراق خزينته التي تعاني صعوبات مالية كبيرة.
كابوس ملعب 51 اكتوبر والمنزه في البال
تعيد التطورات الحاصلة في ملف ملعب سوسة الاولمبي لغز غلق ملعب 15 اكتوبر ببنزرت الذي مثّل ولا زال كابوسا لأحباء فريق عاصمة الجلاء بما انهم يضطرون منذ فترة ليست بالقصيرة الى التنقل الى ملاعب منزل عبد الرحمان وجرزونة والعالية...الامر الذي جعلهم ينفذون وقفات احتجاجية في أكثر من مناسبة أخرها في شهر ديسمبر الماضي في مواجهة تطورت لتصبح مواجهات مع رجال الامن.
وبلغ ملف أشغال الملعب المذكور أروقة القضاء.وفتح احمد قعلول وزير شؤون الشباب والرياضة الملف حيث أكد على ضرورة حلحلة كل الإشكاليات الفنية واستكمال الإجراءات الإدارية للمضي قدما في صفقة إعادة تعشيب ملعب 15 أكتوبر ببنزرت حتى يدخل حيز الاستغلال في أقرب الآجال،وذلك اثر جلسة عمل حضرها قبل ايام قليلة عدد من أعضاء المجلس البلدي ببنزرت برئاسة كمال بن عمارة والمندوب الجهوي للشباب والرياضة أنور الحيدري وثلة من إطارات الوزارة.
وليس ملعب 15 اكتوبر فقط الذي يعاني الاهمال فبعد مدة من نشر عبد السلام السعيداني رئيس النادي البنزرتي لصورة النباتات الشوكية والأعشاب الطفيلية التي غزت أرضية ملعب 15 ببنزرت وقد تداول رواد موقع ‘فايسبوك’ صورة يصح عليها وصف من المضحكات المبكيات حيث نمت نخلة بشكل عشوائي في مدارج المنعرج الجنوبي او ما يعرف ب’فيراج الترجي’بعد سنوات من اغلاق الملعب بحجة اشغال لم تنته وتقيم الدليل على سوء التصرف في المنشآت الرياضية.يأتي ذلك في وقت اكد فيه مكرم شوشان المدير العام للرياضة في تصريحات اعلامية ان ملعب المنزه سيكون جاهزا في موفى سنة 2021 وان هناك مساع حثيثة بين وزارتي الرياضة والتجهيز لتسريع عملية الصيانة وتفادي التأخير الحاصل في الاشغال.
ولا يبدو حال ملعب زويتن افضل حيث يعاني عدة نقائص في الارضية والمدارج تجعل استغلاله مستحيلا.ورغم المراسلة التي تلقتها الجامعة التونسية لكرة القدم منذ فترة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم في خصوص عدم صلوحية الملاعب التونسية وعدم مطابقتها لمواصفات ‘الكاف’ وتهدد الهيكل المشرف على الكرة في القارة السمراء بحرمان المنتخب والاندية من اللعب في تونس مالم يتم تلافي النقائص الموجودة في الميادين ...فإن السلط المختصة لم تتحرك اكتفينا برؤية اجتماع بين الجامعة ووزارة الرياضة ليوضع الملف في الرفوف ويبقى الحال على ماهو عليه.
في سنوات مضت،شدّت تونس الأنظار من خلال نجاحها في تنظيم عدة تظاهرات رياضية على غرار العاب البحر الابيض المتوسط 1967 و2001ونهائيات كأس افريقيا للأمم في 3 مناسبات سنوات 1962 و1994 و2004 وعدة نجاحات اخرى في مختلف الرياضات مع الاشادة الكبيرة بحالة الملاعب لكن منذ ثورة 2011 لم تفلح بلادنا في تنظيم تظاهرات مماثلة وذلك لأن العناية بالبنية التحتية قد تراجعت بشكل كبير وباتت الملاعب المؤهلة لاحتضان التظاهرات الخارجية تعد على اصابع اليد وتطورت الاوضاع للأسوء في ظل تواصل الاهمال ليجد الترجي والافريقي نفسيهما في وضع لا يحسدان عليه والبطولة تستعد لاستئناف مسارها في بداية الشهر القادم مع احتمال غلق ملعب رادس لاجراء التحسينات عليه ووجود بقية الملاعب خارج نطاق الخدمة.