في بداية شهر اوت القادم هناك بعض الأحداث التي تحرّك هذا الركود بين فينة واخرى وتضفي على الاجواء شيئا من التشويق للجمهور الرياضي الذي يتطلع الى التطورات القادمة في شغف.
تجدد في الساعات الماضية سيناريو الصراع بين الهيئة المديرة لهلال الشابة والهياكل المشرفة على كرة القدم في تونس ،وبعد أن كان الامر يتعلق بحرب باردة بين أهل القرار في الفريق والمكتب الجامعي،دخل مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المنضوي بدوره تحت لواء الجامعة على الخط الامر الذي جعل مسؤولي الفريق الذي صعد في اعقاب الموسم المنقضي الى الرابطة الاولى يعلنون انهم لن يركعوا لما يعتبرونها ‹مؤامرات› تحاك ضد الفريق.
عقوبة مالية قياسية والسبب تدوينة فايسبوكية
تفاجأت الهيئة المديرة لهلال الشابة في الساعات الماضية بعقوبة قاسية جدا سللطها على الفريق مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة في اجتماعه الاخير وتتمثل في غرامة مالية إجمالية بـ 195 ألف دينار على خلفية تدوينات نشرها الكاتب العام للفريق على صفحات التواصل الاجتماعي ‹فايسبوك› تضمنت نقدا لانتخابات الجامعة ومكتب الرابطة.وتم منع الكاتب العام من الجلوس على بنك البدلاء ل39 مباراة متتالية،وجاءت تفاصيل العقوبات كما يلي:
-التدوينة الأولى 4 مباريات مع غرامة بــ 15 ألف دينار.
-التدوينة الثانية 5 مباريات (حالة عود أول) مع غرامة بـ 30 ألف دينار.
-بقية التدوينات 3و4 و 5و6 و7 (حالة عود ثانية) عقوبة 6 مباريات لكل تدوينة مع غرامة قيمتها 30 ألف دينار.
كما قررت الرابطة إحالة ملف رئيس هلال الشابة توفيق المكشر إلى لجنة التأديب والروح الرياضية بالاتحاد التونسي لكرة القدم.
مؤامرة وتصفية حسابات وخروقات قانونية
كان وقع العقوبة كبيرا على مسؤولي هلال الشابة ولذلك لم يتمالك توفيق المكشر رئيس النادي نفسه ليوجه رسالة الى مسؤولي الرابطة واعضائها بدأ نصها بما يلي :» شكرا لكم على هذا الحكم المتناسق منطقيا والمنسجم قانونيا ...شكرا لكم على كل ما دبرتموه للهلال في كل الأحوال ... شكرا على إجتهادكم الذي من المؤكد انه سيذكركم به التاريخ عندما سيتحدث التاريخ عن أكبر مؤامرة حيكت لفريق في تاريخ كرة القدم التونسية.»
وأضاف المكشر أن هذه العقوبات وإن كانت منتظرة خاصة مع النهج الذي سار فيه فريقه فأنها لن تربكه عن مواصلة المسيرة ولن تجعله يركع امام الضغوط إذ صرّح:»كنا نعلم منذ البداية أن هذه الطريق طويلة وموحشة فزادتنا قراراتكم يقينا بأنها طريق الحق وأنا على دربها سائرون.
واعتبر رئيس الهلال في رسالته ان ما صدر عن الرابطة يعتبر سابقة فريدة من نوعها حيث قال:» شكرا لكم على إجتهادكم الذي أنتج هذه السابقة في المادة التأديبية والذي لن يجد الدارسون والباحثون نظيرا لها في فقه القضاء الرياضي المحلي وحتى في المدونة الفقهية العالمية... شكرا لكم من الأعماق على هذا الإبداع القانوني الذي سيتجاوز صداه كل الآفاق.»كما تحدث توفيق المكشر عن الخروقات القانونية التي لاحت في قرارات الرابطة ضد فريقه والتي تستمد مضمونها من التشفي عندما قال:» خلفية التشفي وإرادة الردع التي طبعت سلوك الرابطة عند تنزيل كل ذلك السيل من العقوبات سلبت أعضائها ناصية الذوق القانوني السليم -وجلهم من رجال القانون - عندما ضاعفوا مبالغ الخطايا وتحدثوا عن العود دون أن يكون هناك حكم بات يجرّم التدوينة الأولى إذ لا يعتبر عائدا في التشريع التونسي إلا من إرتكب جريمة بعد عقابه بموجب أخرى وفي هذه الحالة لم تعاقب هلال الشابة على التدوينة الأولى حتى تعتبر في حالة عود ... وهذه فقط تفصيلة على الحساب من جملة الخروقات التي شابت هذه القرارات والتي سيكون لرجال القانون فيها الكثير من الكلام.»
الهلال يختار التصعيد
أكدت رسالة رئيس هلال الشابة الى مكتب الرابطة ان الفريق لن يقف مكتوف الايدي امام العقوبات التي طالته بل سيدافع عن حقوق الفريق إلى آخر رمق.وكشف توفيق المكشر ان فريقه سيتوجه الى لجنة الشباب والرياضة بمجلس نواب الشعب لكشف المظالم التي تعرض لها الفريق كما قرر الفريق مخاطبة الهياكل الرياضية المختصة ورئاسة الحكومة لشرح خلفيات وأبعاد «هذه الممارسات الإستبدادية» كما سيتوجه ايضا الى الهياكل الرياضية الدولية ل»التشهير بهذه المظلمة غير المسبوقة في تاريخ كرة القدم شكلا ومضمونا.»
التحدي متواصل
يعيد هذا التصعيد من الهلال إلى سطح الأحداث الصراع المتجدّد بينه وبين المكتب الجامعي والذي بدأ بمناسبة مباراة ثمن نهائي الكأس في شهر مارس الماضي حيث طالب الفريق آنذاك بإجراء مباريات الكأس دون حضور الجمهور تحسبا لانتشار فيروس كورونا وقرر أبناء الشابة آنذاك إجراء مباراتهم ضد سبورتينغ بن عروس دون حضور الجمهور متحديا آنذاك قرار الجامعة.
بعد فترة وجيزة،اتهمت هيئة هلال الشابة الجامعة بالتقصير في حق الأندية وخاصة فرق الرابطة الاولى معتبرة ان المنحة الاستثنائية التي تم رصدها لفرق الرابطة الاولى لا تغطي المصاريف التي تواجهها هذه الأخيرة مع توقف النشاط بسبب جائحة كورونا.
ولم تكد تمر بضعة اسابيع حتى طفت على السطح أزمة جديدة بين الطرفين وهذه المرّة رفع الهلال راية التمرّد على اختيارات الجامعة مطالبا السلط التونسية بإتخاذ قرار إيقاف البطولة على غرار عدة بطولات أوروبية دون ان ننسى غياب رئيسه عن الجلسة العامة الانتخابية للجامعة وعدم تزكية الرئيس الحالي وديع الجريء.ولا شك ان الموقف الأخير للهلال سيجبر رئيس الجامعة على توضيح موقفه في وسائل الاعلام شأن كل مرة جرّه فيها مسؤولو الوافد الجديد على قسم النخبة للظهور الاعلامي وتبرير قراراته....
لكن يبدو ان الصراع مع الرابطة هذه المرة سيأخذ شكلا جديدا وقد لا تخفت ناره سريعا خاصة مع تهديد الهلال باللجوء إلى الهياكل الرياضية للدولية للكشف عما اعتبره مظالم يتعرض لها الفريق.