تمرد اللاعبين على الأندية في تونس: للترجي النصيب الأوفر والنجم خسر عديد المواهب الشابة

يبدو انه قدر الترجي الرياضي حتم عليه ان يجد نفسه في كل مرة ضحية تمرّد احد لاعبيه وتمسّكه بالخروج من حديقة حسان بلخوجة

واضعا نصب عينيه في المقام الاول مصلحته دون التفكير في مصلحة النادي الذي كان له الفضل في شهرته وبروزه والحصول على اهتمام وسائل الاعلام والجمهور الرياضي.

بمجرّد ان بدأ جمهور الاحمر والاصفر ينسى هروب انيس البدري في فترة الانتقالات الشتوية الماضية ،طفت على السطح انباء تتعلق بتمرّد متوسط الميدان محمد علي بن رمضان الذي يبدو انه رفض التجديد مع فريق باب سويقة وبات ينشد الرحيل بل انه رفع راية التمرد وطالب بتحسين وضعيته كشرط لتمديد الاقامة في حديقة الرياضة «ب».
ولاتعد مسألة تمرد اللاعبين على الاندية في تونس بدعة بل هي موجودة ولاتقتصر على فريق بعينه فجل الفرق اكتوت بنارها بنسب متفاوتة وفي الورقة التالية سنحاول استعادة بعض المعطيات عن اللاعبين الذين اختاروا الهروب من انديتهم والتمرد عليها...

الترجي اكبر المتضررين
تعيدنا الذاكرة الى عدة لاعبين مروا بحديقة حسان بلخوجة واختاروا الهروب على غرار اسامة الدراجي، لاعب صنع الترجي مجده وشهرته منذ التحاقه بالفريق الاول سنة 2007 حيث وجد كل ممهدات النجاح والتجشيع من مسؤولي النادي وخاصة رئيسه حمدي المؤدب غير ان طريقة خروجه في 2012 لم يستسغها اهل القرار في النادي حيث تمرّد النجم الاول للفريق آنذاك على الفريق وفاجأ الجميع بالانتقال الى سيون السويسري في وقت كانوا ينتظر فيه تمديد اقامته في الحديقة «ب». ولم تكلل التجربة السويسرية بالنجاح ليعود اللاعب من جديد الى فريق باب سويقة ومنها بدأ ترحال اللاعب بين اكثر من محطة من الرائد السعودي الى النادي البنزرتي ثم النادي الافريقي ومنه الى شبيبة القبايل الجزائري.


كما لا ننسى القائد الحالي للفريق خليل شمام،في اوت 2014 حيث فاجأ المدافع خليل شمام جمهور الاحمر والاصفر من خلال التوقيع مع فكتوريا غيماراش البرتغالي رغم انه كان في حل من كل ارتباط بعد نهاية عقده الا ان مفاوضات التجديد لم تفتح وهي خطوة اعتبرتها الجماهير الترجية هروبا وتنكرا للفريق في وقت تبدو فيه المسؤولية مشتركة بينه وبين الهيئة التي تلكأت في حسم الملف. ولم تستمر تجربة شمام في البرتغال طويلا فقد عاد الى حديقة الرياضة «ب» بعد فسخ عقده مع غيماراش وبدأ جليد الغضب من الانصار يذوب شيئا فشيئا الى ان بات اليوم احد رموز الوفاء في الاحمر والاصفر...

في منتصف شهر جوان 2018، ترك المدافع الشاب منتصر الطالبي هيئة الترجي في التسلل في الوقت الذي كانت تسعى فيه الى نيل امضائه على تجديد العقد حيث وقع اللاعب مع ريزسبور التركي لمدة 3مواسم في خطوة مماثلة لما اتاه متوسط الميدان السابق لفريق باب سويقة ادريس المحيرصي عندما راوغ الهيئة ووقع لفائدة ريد ستار الفرنسي لكن تجربته الاحترافية لم تعرف النجاح فعاد الى البطولة التونسية وحاول فرض نفسه من جديد من بوابة الاتحاد المنستيري لكنه بدا شبحا لذلك اللاعب الذي تألق سابقا مع الاحمر والاصفر.

اسم اخر غادر الفريق دون سابق اعلام وهو ايمن بن محمد في الميركاتو الصيفي الماضي حيث طرح ملف تجديده قبل فترة وجيزة من نهاية عقده لكنه خيّر الالتحاق بلوهافر الفرنسي والاكثر من ذلك ان اللاعب رفع قضية الى لجنة النزاعات بالجامعة التونسية لكرة القدم للمطالبة بمستحقاته المالية المتخلدة بذمة الهيئة والمتمثلة في بعض الجرايات والمنح...وفي نفس الفترة أيضا اكتوى فريق باب سويقة بمغادرة متوسط الميدان غيلان الشعلالي إلى تركيا من بوابة مالاتيا سبور التركي بعد رفض تجديد عقده مع الترجي رغم العرض المادي المغري الذي قدمته هيئة حمدي المؤدب.ولم تدم المحطة الاحترافية مطولا إذ حصلت القطيعة بينه وبين الفريق التركي بسبب عدم حصوله على مستحقاته مع تداول أخبار تتعلق بسعيه للعودة الى احضان الترجي. أما في الميركاتو الشتوي الماضي فقد فوجئ أنصار الفريق بـ«هروب» متوسط الميدان الدولي انيس البدري إلى اتحاد جدة حيث سافر اللاعب الى السعودية دون اذن من الهيئة المديرة التي استنكرت عملية خروجه مشيرة إلى أنها ستتخذ الإجراءات القانونية قبل ان يتم تقريب وجهات النظر بين الطرفين ...

النادي الصفاقسي عانى أيضا...
لم يكن الترجي الرياضي الوحيد الذي تضرّر من هروب لاعبيه، فالنادي الصفاقسي بدوره شهد هروب لاعبه حسام الحباسي في صائفة 2017 وفقد الاتصال به ثم ترددت اخبار عن اقترابه من الترجي تارة والنجم الساحلي تارة اخرى والنادي الإفريقي ايضا قبل ان يلتحق اللاعب بالنادي البنزرتي. ويبدو ان الفريق يعيش نفس السيناريو حاليا مع المهاجم علاء الدين المرزوقي حيث بات الامر أشبه بمسلسل متشعب الفصول بين الطرفين.

النجم ضحية استقطاب نجومه الشابة
ولئن تعلق الامر في جل الفرق بخروج اللاعبين «الناضجين نسبيا» فإن النجم الساحلي تضرر من اغراء نجومه الشابة في السنوات الاخيرة ووجدت الهيئة المديرة نفسها موضع نقد بسبب رحيل عدة أسماء واعدة الى أندية أوروبية وقد كانت في حل من كل ارتباط بما ان المسؤولين لم يبرموا معها عقود احتراف على غرار متوسط الميدان معتز الزدام (19 سنة) الذي سافر الى اوروبا بعد اغرائه من وكيل اعمال سويسري مما دفع النجم في تلك الفترة الى امضاء عقود احتراف مع 12 موهبة شابة على غرار عزيز الفلاح – منتصر فرج – بلال مقنم – أسامة عبيد – أيوب عياد – عزيز بن عبد الله – فائق سيك سالم – نادر دبوبة – محمد أمين هلال – نسيم خذر – ريان عزوز – بليغ الجمالي.
كما لا ينسى جمهور «ليتوال» المهاجم حازم الحاج حسن الهداف السابق لمنتخب تونس تحت 17 سنة الذي هرب من الفريق في سنة 2014 لينضم لنادي جيروندان بوردو الفرنسي لكن هذا الأخير استغنى عنه بعد أن فشل في إثبات وجوده ليعود فيما بعد إلى أجواء فريق جوهرة الساحل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115