الموت المفاجئ في ملاعب كرة القدم: أحداث حولت الميادين من مصدر للفرحة إلى مسرح جنائز

ترتبط كرة القدم بالفرجة والمتعة والاثارة وهي ‘أفيون’ يشدّ اهتمام متابعيه ويصرفهم عن بقية مشاغل الحياة كلما كان الموعد مع المباريات،

مصدر الاثارة والفرحة وهي وسيلة تقارب بين المتنافسين لكنها قد تنقلب احيانا لتزرع في قلوب احبائها شيئا من الحزن والكآبة التي تطغى على اجواء البهجة...
من بين المظاهر التي من شأنها ان تحوّل تأثير مباريات كرة القدم ب180 درجة، نجد عديد حالات الموت المفاجئ للاعبين التي شهدتها ملاعب كثيرة في شتى انحاء العالم منذ سنوات ولا تزال تجد صداها اليوم رغم ان العلم اماط اللثام على اسبابها وطرق الحد منها الا ان الميادين لم تفتأ تقصف حياة لاعبين في ريعان شبابهم وفي ذروة مسيرتهم الكروية. في الورقة التالية سنحاول تسليط الضوء على بعض اللاعبين الذين وضعت حالات الموت المفاجئ حدا لحياتهم وتركت صدمة في نفوس الجمهور.
4 جانفي 1991 تاريخ لن يمحي من ذاكرة التونسيين
من المؤكد ان التواريخ التي لا تنسى في الرياضة التونسية كثيرة منها ما هو سعيد ومنها ما يثير في القلب والوجدان ذكريات سيئةومن الاحداث المؤلمة في الكرة التونسية ما حدث ذات 4 جانفي 1997 ليلة سقوط «قلب الاسد» الهادي بالرخيصة على ارضية ملعب الشاذلي زويتن الى الابد خلال المباراة الودية التي جمعت فريقه الترجي الرياضي بأولمبيك ليون الفرنسي حيث سقط اللاعب على الأرض بعد ترويض الكرة بصدره وظل دون حراك تاركا في اذهان الجمهور اكثر من نقطة استفهام ورغم محاولات اسعافه شاءت الاقدار ان يفارق الحياة قبل ان يتسلم جائزة افضل لاعب عربي التي تحصل عليها قبل فترة وجيزة من وفاته.
ليلة سقوط الأسد الكاميروني
ارتبطت كأس القارات في نسخة 2003 بذكرى سيئة للكرة الكاميرونية خاصة والافريقية بشكل عام فيوم 26 جوان وفي الدقيقة 71 من مباراة نصف نهائي كأس القارات بين الكاميرون وكولومبيا على الاراضي الفرنسية ،سقط مارك فيفيان فويه اللاعب الكاميروني ذو الـ28 عاما دون احتكاك مع اي لاعب من الفريق المنافس وبسرعة حمله المسعفون خارج الملعب، ومع نهاية المباراة لم يتخيل لاعبو منتخب الاسود التي لا تروض انهم سيتلقون خبرا صادما يتعلق بموت زميلهم نتيجة سكتة قلبية. ورغم تأهلهم الى النهائي فإن وفاة فويه كانت ضربة قاصمة اثرت على معنويات لاعبي الكاميرون في المباراة النهائية امام المنتخب الفرنسي الذي فاز بهدفين دون رد وتضمن اللقاء لمسة وفاء للاعب الراحل.
وليست هذه الصدمة الوحيدة للكاميرونيين ففي ماي 2016، توفي باتريك ايكينغ خلال لقاء فريقه دينامو بوخارست مع فييترول ضمن الدوري الروماني ورغم محاولات انعاشه فإن اللاعب فارق الحياة اثر ازمة قلبية عن سن يناهز 26 سنة.
اختلفت الملاعب والنتيجة واحدة...
في 29 جوان 2013، توفي لاعب كرة القدم الإكوادوري «شوشو» بينيتيز (27 عاما) بعد ان لعب لقاء مع فريق الجيش القطري. نقل إلى المستشفى لكن بدون جدوى، لاحقا اكتشف أنه يعاني من مشكلة في الشريان التاجي، وهي الإصابة التي لا يمكن الكشف عنها قبل الأوان على ما يبدو.
وشهد الدوري الاسباني وفاة اللاعب انتونيو بويرتا الذي سقط خلال مباراة فريقه إشبيلية أمام خيتافي في الدوري الإسباني (الليغا) عام 2007، ليلقى ابن الـ22 عاما حتفه بعد ذلك بسبب ازمة قلبية.
كما توفي الإيطالي بيرماريو موروسيني (25 عاما) سنة 2012 خلال مباراة فريقه ليفورنو عندما سقط على أرضية الملعب وحاول النهوض قبل أن يسقط ويلفظ انفاسه الاخيرة، وكذلك الإيفواري الشيخ تيوتي الذي توفي عام 2017 خلال تدريبات فريقه بيغينغ إنتربرايس الصيني بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة.
وشهدت الملاعب العربية حوادث مماثلة على غرار المغربي يوسف بلخوخة الذي توفي عام 2001 عن عمر يناهز 26 عاما إثر سكتة قلبية خلال مباراة فريقه الوداد أمام الرجاء في منافسات نصف نهائي كأس المغرب، بالإضافة إلى المصري محمد عبد الوهاب الذي توفي خلال تدريبات النادي الأهلي المصري عام 2006 حيث سقط بشكل مفاجئ على أرضية الملعب نتيجة سكتة قلبية.
وفُجعت كرة القدم الاندونيسية بوفاة اشهر حراس مرماها شوارول هودا الذي تعرض لإصابة قوية في رأسه خلال مباراة فريقه بيرسيلا لامونغان في الدوري المحلي ضد سيمين بادانغ بعد اصطدامه بزميله في نفس الفريق الظهير البرازيلي رامون ولفظ أنفاسه الأخيرة على أثرها.
أسباب الموت المفاجئ للاعبين
يفسّر خبراء الطب الرياضي أسباب الموت المفاجئ في الملاعب الرياضية إلى الأسباب الرئيسية التالية:
- توقف عمل الجهاز التنفسي ويؤدي ذلك إلى الموت بالاختناق وتوقف نشاط القلب.
- الموت بصدمة (انفي لاكتيك) وهذه الصدمة ترادفها في المعجم الطبي الموحد الصادر عن إتحاد الطب العربي مصطلح التأقي.
- القصور المفاجئ في عمل القلب الذي ينتج بسبب توقف المضخة عن ضخ الدماء إلى الأوعية.
- توقف عضلة القلب عن العمل بسبب قصور في حصولها على مصدر الطاقة التي تمكنها من أداء عملها وهو المعروف باجليكوجين.
«الفيفا» تكثف اجراءات الوقاية
مع تزايد حالات الموت المفاجئ في الملاعب، كثف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» اجراءات الوقاية واتخذ عديد القرارات الصارمة على غرار ملفات المتابعة الطبية للاعبين قبل بداية الموسم اضافة الى تقديم دروس في القيام بالاسعافات الاولية للاعبين خاصة منهم الناشئين كما اصدر تعليمات صارمة للحكام باعطاء الضوء الاخضر بسرعة للاطارات الطبية للفرق التدخل....

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115